بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
< اقدام السلطات الألمانية علي السماح لسياحها باصطحاب حقائبهم في رحلاتهم إلي مصر.. يعد خطوة ايجابية لعودة حركة السياحة الألمانية إلي سابق عهدها <
مع مؤشرات التفاؤل التي بدأت تهل علي الساحة السياحية.. يجري الاستعداد حاليا لجولات ترويجية وتسويقية في البلاد العربية والأوربية تقوم بها قوافل من قطاع السياحة الرسمي والخاص. تشمل هذه المبادرة تكليف احدي القوافل بزيارة ألمانيا ولقاء منظمي الرحلات وإقامة حفلات ومناسبات مصرية في بعض مدنها. يأتي هذا التحرك تجاوبا مع الخطوة البناءة التي اقدمت عليها السلطات الألمانية بالسماح للسياح الألمان باصطحاب حقائبهم معهم خلال رحلات الذهاب والعودة الي مصر. كما هو معروف فان السياح الألمان وبعد حادثة سقوط الطائرة الروسية والحديث عن وقوعها جراء عمل إرهابي.. كانوا ممنوعين من اصطحاب حقائبهم معهم علي نفس الطائرات التي تقلهم. أدي ذلك الي تراجع في الرحلات والسياح من السوق الألماني الذي يحتل المرتبة الثانية بعد الروس حيث كان عدد الوافدين منه يتجاوز المليون سائح سنويا.
> > >
جانب كبير من سياح السوق الألماني الذي يعد زبائن تقليديين لمصر يهتم بالسياحة الثقافية التي تدفعهم لزيارة الاقصر والمواقع الاثرية في صعيد مصر. هذه البرامج تعد اكثر فائدة لمصر من الناحية الاقتصادية نتيجة ارتفاع العائد المحقق منها بالاضافة الي انعكاساتها الاجتماعية علي مناطق الصعيد التي يقومون بزيارتها. ليس خافيا أن هذه العوده الايجابية للسياحة الألمانية.. إنما تأتي تمشيا مع سياسة الانفتاح الاقتصادي والسياسي الذي تتبناها الحكومة الالمانية تجاه مصر منذ نهاية العام الماضي، جاء ذلك نتيجة اللقاءات والاتصالات المستمرة التي قامت بها قياداتنا السياسية والتي تمثل جانبا منها في الزيارات التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لبرلين واجتماعه بالمستشارة ميركل وكبار المسئولين في الدولة الألمانية.
> > >
في هذا الشأن من المتوقع أن ما اتخذته ألمانيا لصالح عودة سياحها الي مصر سوف يمتد تأثيره إلي الاسواق الاخري خاصة السوقين الروسي والبريطاني اللذين لايزالان يخضعان لقرار حظر السياحة والطيران الي مصر. أهم ما لفت انتباهي حالة التفاؤل التي وجدت عليها وزير السياحة يحيي راشد نتيجة تصاعد الأمال في بدء تعافي هذه الصناعة الواعدة. هذا الشعور وكما قال لي كان دافعه الي اتخاذ قرار بتنظيم القافلة السياحية التي ستتجه إلي ألمانيا.
من ناحية أخري علي ضوء تصاعد هذه المشاعر التفائلية التي بدت في حديث وزير السياحة. ذكر لي ان يرجع ذلك الي نتائج مشاركته في ملتقي دبي السياحي وما جري فيها من لقاءات ايجابية. قال انه وعلي ضوء ذلك قرر ايضا تنظيم قوافل سياحية أخري للسفر الي عدد من الدول العربية. اضاف انه تم إعداد وتجهيز احتفالات ومهرجانات حافلة للسياح العرب خلال موسم الصيف هذه البرامج سوف تبدأ في رمضان وتشمل اجازة العيد. علي هذا الاساس هناك توقع ان يكون موسم السياحة العربية هذا العام في مصر غير مسبوق سواء بالنسبة للاعداد أو بالنسبة للاستعدادات اللازمة للاستقبال وتقديم كل التسهيلات. بالطبع فانه لا يمكن فيما يتعلق بهذا النجاح المأمول لموسم السياحة العربية.. اغفال مساهمة ما تشهده العلاقات المصرية العربية من تحسن علي كل المستويات. انعكس ذلك فيما صدر من تصريحات رسمية مشجعه للتحفيز علي زيارة مصر.
كم ارجو ان يؤدي نجاح موسم السياحة العربية التي من المنتظر ان تشمل المقاصد السياحية الشاطئية في التخفيف من الآلام والمعاناة المتواصلة منذ خمس سنوات.