Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

ليس أمامنا سوي الحسرة علي حال مصر … بقلم : جلال دويدار

ليس أمامنا سوي الحسرة علي حال مصر

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

 

كان‮‬ مقرراً‮ ‬ان يعقد هشام زعزوع وزير السياحة مؤتمراً‮ ‬صحفيا الأسبوع فبل‮ ‬الماضي ليتحدث فيه عن حصاد صناعة الأمل التي شاءت الظروف ان يتولي مسئولية قيادتها في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الوطن‮. ‬ولكن ونظرا للاحداث الجارية في القاهرة ومعظم محافظات مصر فقد وجد ان الوقت‮ ‬غير مناسب لعقد هذا المؤتمر‮.‬

كان من ضمن مبررات التأجيل ان جانبا من الصدامات التي يشهدها الشارع تجري في منطقة الفنادق علي كورنيش النيل‮. ‬الأسوأ من ذلك ان عمليات الكر والفر بين الامن والمتظاهرين قد أدت إلي قيام بعض من لا يقدرون أهمية السياحة لهذا الوطن المكلوم باعتداءات‮ ‬غير مبررة علي بعض هذه الفنادق‮. ‬هذا الوضع دفع الادارات المسئولة عن هذه المواقع السياحية إلي إغلاق أبوابها بعد الاعتذار للقلة من السياح الذين كانوا مقيمين بها‮. ‬في نفس الوقت تم منح العاملين اجازة مفتوحة إلي أن يقضي الله امرا في هذه الحالة التي تعيشها مصر‮.‬
 


وللتذكرة بمدي التدهور والانهيار الذي ينحدر اليه هذا الوطن فقد كانت السياحة وحتي نهاية‮ ‬2010‮ ‬السنة السابقة مباشرة لثورة‮ ‬25‮ ‬يناير قد حققت للدخل القومي المباشر المسجل في البنك المركزي‮ ‬12‭.‬5‮ ‬مليار دولار انفقها ما يقرب من‮ ‬15‮ ‬مليون سائح‮. ‬كان متوقعا وفقا لمعدلات الزيادة والاقبال علي زيارة مصر ان يرتفع هذا العائد إلي‮ ‬15‮ ‬مليار دولار ثم يتجاوز الـ20‮ ‬مليار دولار باضافة الايرادات‮ ‬غير المباشرة‮. ‬هذه الارقام تراجعت علي مدي السنتين الماضيتين ليصل الدخل السياحي إلي‮ ‬8‮ ‬مليارات دولار‮.‬

هذا التفاوت الكبير في أرقام هذا الدخل السياحي الذي يتم استخدامه في استيراد احتياجاتنا من القمح اللازم لصناعة الخبز ومستلزمات الانتاج لمصانعنا تعطي مؤشرا مخيفا عن مقدار الخسارة التي لحقت بالاقتصاد الوطني‮. ‬ان فرق الـ4‭.‬5‮ ‬مليار دولار المحقق بين دخل‮ ‬2010‮ ‬والدخل الحالي يساوي قيمة قرض صندوق النقد الدولي الذي اضطررنا إلي رفع الأسعار وتعويم الجنيه المصري من أجله لنجد انفسنا نهبنا لموجة عارمة من الغلاء ولا تقتصر الخسائر علي ما فقدناه من أجل العملات الحرة ولكن هناك مئات الالاف من العاملين في الانشطة السياحية الذين طالتهم أزمة عدم الاستقرار ووجدوا أنفسهم بلا عمل‮.‬

وهكذا تحولت صناعة الأمل في مصر إلي ضحية لحالة‮ ‬غياب الادراك وسوء التقدير السياسي‮. ‬هذه النكسة بدأت بالتهجم وتوجيه التهديدات التي تعكس نقص المعلومات والوعي وسيطرة نزعة التخلف‮. ‬يحدث هذا للأسف عندنا بينما نجد ان دولا أخري يتولي سلطات الحكم فيها قيادات واحزاب اسلامية تفتح ابوابها علي مصراعيها للسياحة بمنافعها الاقتصادية والتي تصب في صالح شعوبها‮. ‬ليس أدل من هذه الحقيقة من دولة تركيا التي تجاوز عدد سياحها الـ30‮ ‬مليون سائح أضافوا للاقتصاد التركي‮ ‬25‮ ‬مليار دولار وماليزيا التي تم تدعيم اقتصادها بـ20‮ ‬مليار دولار سياحي‮. ‬ألا تدعو هذه الأرقام إلي التحسر والبكاء علي حال مصر‮.‬
 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله