رأس الخيمة.. جنة السياحة الطبيعية
رأس الخيمة "المسلة" … تشتهر إمارة رأس الخيمة بأنها جنة السياحة الطبيعية في الإمارات العربية المتحدة، لما تزخر به من تنوع طبيعي يجمع بين صحراء ذهبية الرمال، ومناطق خضراء زادتها أشجار النخيل روعةً وجمالاً، وجبال شاهقة تحتبس لها الأنفاس، وسواحل بحرية تأسر الألباب.
وتعتبر الصقور من أهم عوامل الجذب السياحي في الإمارة التي تبعد حوالي 80 كيلومترا عن إمارة دبي، حيث يتمكن السياح من مشاهدة هذه الطيور الجارحة وهي تقوم بمناورات التحليق والطيران.
ويعتبر الصقر كيللي من أهم عوامل الجذب السياحي بفندق بانيان تري الوادي، الذي يقع في وسط الصحراء بإمارة رأس الخيمة. وتُعد هذه المنطقة من أفضل أماكن تدريب الصقور على التحليق والطيران، حيث عادة ما يُدعى السياح للاستمتاع بمشاهدة هذه التدريبات.
وقد قام مربي الصقور ميتش بربط طُعم من الريش في حبل، وأرجح هذا الطعم في الهواء. ثم قام الصقر كيللي بالتحليق عدة دورات في السماء ثم هبط فجأة على الطُعم، وفي آخر لحظة قام مربي الصقور بسحب الحبل بعيداً، وهنا انطلق الصقر كيللي مرة أخرة محلقاً في الآفاق وأعاد محاولة التقاط الطُعم عدة مرات، حتى تمكن من الإمساك به أخيراً، فقام مربي الصقور بإطعامه مكافأة له.
تربية الصقور
وتحظى الصقور بتقليد عريق في بلدان شبه الجزيرة العربية وخاصة في إمارة رأس الخيمة، وكانت تستخدم في الأساس بغرض الصيد، أما اليوم فقد أصبحت مجرد رياضة، لكنها رياضة مكلفة للغاية، حيث قد يضطر عشاق الصيد بالصقور إلى دفع ما يصل إلى نصف مليون يورو نظير أحد الطيور الجميلة. وتحظى هذه الطيور بمعاملة فائقة، حتى أنه يتم إصدار جواز سفر خاص بها، ويتم تخصيص مقعد لها على متن الطائرة عندما تشارك في مسابقات عالمية.
وأوضح مربي الصقور ميتش مدى ارتفاع تكلفة تربيتها لـ الالمانية بقوله "إن الصقر سنوفالك مثلاً كلّف حوالي 60 ألف دولار أميركي، أما اليوم فإن تكلفته ربما تزيد عشرة أضعاف". وقد تم إحالة الصقر سنوفالك إلى التقاعد حالياً، ويقوم مربي الصقور بتغذيته والاهتمام به، ويمسح بحركات حانية على مخالبه. أما الصقور الأخرى في الصقارة الخاصة بالفندق فيتم إطلاقهم للطيران والتحليق مرة واحدة على الأقل يومياً.
وتنطلق بومتان تحملان أسماء "غوغل" و"ياهو" كل صباح في رحلة للتحليق والطيران، وأوضح مربي الطيور ميتش أن اختيار هذه الأسماء كان فكرته، حتى يكون هناك ممثلون في الصحراء العربية لهذه الشركات العالمية الموجودة في وادي السيليكون بالولايات المتحدة.
ويرتدي السياح قفازات واقية للأيدي، وبمجرد تناول غوغل وياهو قطع السمّان، فإنهم يبدؤون التحليق والطيران. وينتاب الزوار بعض مشاعر الخوف والفزع عندما يقتربون من الصقور لأول مرة، لأنهم لم يحملوا طائراً بهذا الحجم على أيديهم من قبل، على الرغم من أنه قد يكون لديهم ببغاء في المنزل، لكن الصقر يظهر في حجم يُعادل عشرة أضعاف الببغاء على الأقل، ولكن بعد ثوان معدودة يتبدد هذا الخوف، حتى أن الصقور تصبح بمثابة طيور أليفة.
قلعة ضايا
وتتيح قلعة ضايا القديمة المشيدة على ربوة عالية للسياح إطلالة رائعة على المكان، وقد تم بناء هذه القلعة في القرن السادس عشر للدفاع عن البلاد ضد الغزاة البريطانيين. وتُعد هذه القلعة اليوم الحصن الوحيد الذي ما زال قائماً على قمة هضبة في الإمارات. وتجدر الإشارة إلى أن القلعة لم تكن تستخدم للسكن إلا وقت الحروب من قبل المجاهدين ضد الغزاة، لأنها صغيرة نسبياً ولا تستطيع بمساحتها المحدودة استيعاب أعداد كبيرة.
كما يتوافد السياح على إمارة رأس الخيمة للتعرف على تقليد صيد اللؤلؤ من الخليج، وخاصة بعد افتتاح المتحف على الكورنيش خلال العام الماضي، الذي يتيح للسياح الاطلاع على هذا التقليد العريق بالإمارة إلى جانب الصيد بالصقور. ويشرح هذا المتحف المكون من طابقين الكثير من التفاصيل عن طريقة الغوص لصيد اللؤلؤ من قاع الخليج.
تقول مديرة إدارة العلاقات العامة والتسويق في هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، نرمين أبوشناف، "تعول إمارة رأس الخيمة بشكل كبير على تنوع الطبيعة المذهل من شواطئ وصحراء وجبال، وعلى طيف نشاطات الهواء الطلق الواسع لجذب السياح من مختلف بقاع العالم". وتتنوع المظاهر الطبيعية في إمارة رأس الخيمة ما بين شواطئ رملية ناعمة تمتد بطول 46 كلم على الخليج ومرتفعات جبلية وطبيعة مثالية لرحلات السفاري وسط الصحراء العربية.
يجدر بالذكر أن إمارة رأس الخيمة ترفع حالياً شعار "التطوير والتحديث"، حيث تنتشر أعمال البناء في جميع أرجائها، إذ تستعد لاستيعاب الزيادة في تدفق السياح عليها من خلال بناء المزيد من الفنادق، بالإضافة إلى عزمها على تنظيم رحلات سياحية لمزارع اللؤلؤ.