لاستعادة الأرشيف اليهودي.. السياحة والآثار: المفاوضات مع واشنطن وصلت إلى طريق مسدود
بغداد "ادارة التحرير" … أعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية، الأربعاء، أن المفاوضات مع واشنطن لاستعادة الأرشيف اليهودي وصلت إلى طريق مسدود، مؤكدة أنه يتم تداول أكثر من 80 ألف قطعة أثرية في الولايات المتحدة الأميركية.
وقال مدير المكتب الإعلامي لوزير السياحة حاكم الشمري في حديث لـ»السومرية نيوز»، إن «الوزير لواء سميسم أكد أن المفاوضات بين العراق والجانب الأميركي لاستعادة الأرشيف اليهودي وإعادة الآثار العراقية وصلت إلى طريق مسدود»، مشيراً إلى أن «الجانب الأميركي كانت قد تعهد بصيانة الأرشيف اليهودي وإعادته إلى العراق عام 2007».
وأضاف الشمري أن «هناك أكثر من 80 ألف قطعة أثرية يتم تداولها في جامعات ومدن أميركية، فضلاً عن تخصيص مزادات لبيع هذه القطع»، مشدداً على «أهمية استعادة هذه الآثار والأرشيف اليهودي الذي يحتوي على مختلف المخطوطات والإرث اليهودي».
وكان النائب الأول المساعد لوزيرة الخارجية الأميركية للشؤون التعليمية والثقافية آدم آيرلي أكد، في السابع من تشرين الأول 2012، أن الأرشيف اليهودي يحتاج إلى ترميم بملايين الدولارات وهو في طور الصيانة في الولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أن واشنطن ستعيده إلى العراق بعد الانتهاء من ترميمه.
وكانت وزارة السياحة العراقية حملت، في (27 حزيران 2012)، الولايات المتحدة مسؤولية تهريب الأرشيف اليهودي إلى إسرائيل، مطالبة إياها بالإجابة عن استفساراتها بشأن الموضوع أو نفيه، فيما هددت بطرح الموضوع في المحافل الدولية.
يشار إلى أن وزارة الثقافة العراقية أعلنت في (13 أيار 2010)، عن اتفاق تم بين العراق والولايات المتحدة، يقضي باستعادة أرشيف اليهود العراقيين وملايين الوثائق التي نقلها الجيش الأميركي من بغداد عقب اجتياح العراق عام 2003، من بينها الأرشيف الخاص بحزب البعث المنحل.
وقامت الولايات المتحدة الامريكية بنقل الارشيف اليهودي في عام 2005 من دائرة المخابرات العراقية بسبب بعض المياه التي تسربت إليه لغرض صيانته، فيما تعهدت بإعادته عام 2007 . ويضم العراق عدداً كبيراً من مراقد الأنبياء اليهود ومن بينهم مرقد النبي حزقيال في ناحية الكفل (17 كم جنوب مدينة الحلة)، وقبر عزرا في منطقة العزير في محافظة ميسان (300 كم جنوب بغداد)، وقبر الشيخ أشا جوان ومرقد النبي دانيال في بغداد.
وتؤكد النصوص الدينية اليهودية أن عدداً من الأنبياء اليهود مثل دانيال وحزقيال وأشيعا وارميا الذي «دعا إلى الاندماج مع المجتمع البابلي لأنه يمثل أكثر المجتمعات تطورا في العالم حينذاك»، عاشوا في منطقة بابل في القرن السادس قبل الميلاد، وتمكنوا من كتابة جزء كبير من أهم الكتب والتعاليم اليهودية في بابل، وهناك عدد كبير من الباحثين الذين يشيرون إلى أن هؤلاء الأنبياء اطلعوا وبشكل عميق على التراث الديني والحضاري العراقي واستعانوا به في كتابة مخطوطاتهم الدينية.