البلدة التاريخية في المجمعة تنفض غبارها لاستقبال السائحين
الرياض " المسلة " … أصبحت البلدة التاريخية بالمجمعة مقصداً لمُحبي السياحة الثقافية بمنطقة الرياض، بعد ترميم وتأهيل أجزاءٍ كبيرة من البلدة وإقامة عددٍ من الفعاليات التراثية فيها. وينتظر أن تستقبل البلدة أعداداً كبيرة من الزوّار الذين يفضلون معايشة التاريخ، من خلال التجوُّل في هذه البلدة والبلدات التراثية المشابهة في المنطقة.
ووسط عددٍ من المزارع والحقول الخضراء، تتربع البلدة التاريخية في المجمعة ببيوتها الطينية ومساجدها وأسوارها ودكاكينها الصغيرة. ورغم مغادرة معظم سكان المجمعة إلى الأحياء الجديدة، إلا أن البلدة التاريخية في المجمعة، ما زالت محتفظةً برونقها وأهميتها رغم سقوط أجزاءٍ كثيرة منها.
وبهدف إعادة إحياء وتأهيل هذا المعلم التاريخي وتحويله إلى معلم سياحي، تبنت الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، ممثلة في بلدية المجمعة، تنفيذ مشروعٍ لترميم وتأهيل الموقع، ضمن مشاريع أواسط المدن التاريخية الذي تنفذه الهيئة بالاشتراك مع وزارة الشؤون البلدية والقروية.
وتم ضمن هذا المشروع ترميم عددٍ من المواقع، مثل: السوق وبرج المرقب وبيت الربيعة والمدرسة وغيرها, ويجري ترميم ما تبقى من أماكن. وتوجد في البلدة القديمة مدرسة أحمد الصانع، وتقع في وسط البلدة القديمة وأسّسها الشيخ أحمد بن صالح الصانع في مدينة المجمعة عام 1336هـ، وجعلها ميداناً لتعليم أبناء المجمعة والقرى المجاورة لها. وكان مؤسِّس المدرسة إماماً لمسجد حويزة القريب من المدرسة، وواعظاً وموجِّهاً، وتُروى عنه قصصٌ في متابعة مَن يتخلفون عن الصلاة أو يتأخرون عنها بالموعظة الحسنة والحكمة وعدم التشدُّد الذي قد يدعو إلى التنفير، ورممت المدرسة عام 1420هـ.
ومن أهم معالم البلدة مرقب جبل منيخ، وهو رمزٌ ومعلمٌ تفتخر به هذه المحافظة وشارك جميع الأهالي في بنائه، ويعتبر المرقب أقدم المباني الأثرية الباقية في مدينة المجمعة حتى الآن حيث تم بناؤه عام 830 هـ، علماً أن بناء البرج الداخلي المعروف عند أهل نجد باسم (القصبة) كان قبل تاريخ 830هـ، فقد تم بناؤه مع المجمعة مع إحاطته بسورٍ طيني يلتف حوله على قمة الجبل. ويحظى مشروع المركز التاريخي أو البلدة القديمة في المجمعة باهتمامٍ وتفاعلٍ كبيرين من الأهالي، الذين بادروا بدعم المشروع والمساهمة فيه.
المصدر : سبق