Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

عبود يقر أخيراً بأن السياحة لم تكن بألف خير في 2012

أطلق حملة الـ50% لـ50 يوماً وسط غياب لافت لنقيبي اتحاد الفنادق والمطاعم والباتيسري


عبود يقر أخيراً بأن السياحة لم تكن بألف خير في 2012

 

بيروت " المسلة " … كان يُفترض أن يكون يوم أمس يوم السياحة بامتياز بفعل الحملة "المبادرة" التي أطلقها وزير السياحة فادي عبود والتي قال إنها "جاءت بناء لرغبة نقابات المؤسسات السياحية". لكن ما حصل خلال انعقاد المؤتمر الصحافي لعبود لم يكن حقيقة كما صوّر الوزير. إذ غاب اللاعبون السياحيون الأساسيون عن هذه المبادرة لا سيما نقيب اتحاد الفنادق بيار الأشقر ونقيب المطاعم والباتيسري والمقاهي وغيرهما.

عبود الذي أقر أخيراً بأن الوضع السياحي لم يكن على ما يرام خلال العام 2012، "بفعل الأجواء السياسية في لبنان"، بعد إعلانه المتكرر بأنه بألف خير وأن "لبنان لا يزال الواجهة السياحية الأساسية للاخوان العرب والخليجيين، وأيضا الأوروبيين"، أطلق بالأمس في مؤتمر صحافي عقده أمس، في مكتبه في الوزارة، حملة 50 في المئة لمدة 50 يوماً في القطاعات السياحية.

استهل عبود المؤتمر مرحباً بالحضور من رؤساء مؤسسات سياحية وإعلام، معتبراً "أن هذه الخطوة لا تستكمل من دون مواكبة الإعلام لها ولا تحقق النجاح من دون إيمانه بها". وقال "اللبنانيون ملوا من التبشير التشاؤمي، لكننا نؤكد أن لبنان لم ينتهِ والضحكة ستبقى ترتسم على وجوه اللبنانيين رغم الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها وطنهم. لقد أحببنا إعادة فكرة كانت موجودة اسمها "شهر التسوق"، ويذكر الجميع أنها أطلقت منذ عشر سنوات وقد أضفنا عليها بعض الاشياء الجديدة وأصبحت 50 في المئة لمدة 50 يوماً من الحسومات في القطاعات السياحية".

وأكد أن "الحملة تهدف الى خلق أجواء ايجابية وتحريك الدورة الاقتصادية ومجيء السائح الى لبنان بأسعار معقولة وتنافسية"، وقال "هناك رزمات أعدت في هذا الخصوص، اختيارية لأننا بلد اقتصادي حر. تبدأ الرزمة في الخليج اعتباراً من 350 دولاراً، بما فيها تذكرة السفر والنزول في فنادق، و650 دولاراً أميركياً في أوروبا و2100 دولار في أميركا، وهذه الرزمة تشارك فيها شركة طيران الشرق الأوسط والفنادق الأساسية وشركات تأجير السيارات. وأما بالنسبة للمطاعم فقد واكبت هذه الرزمة عبر عروضات خاصة بها تتناول الأسعار وغيرها من التقديمات، أما بالنسبة للمحال التجارية فهناك البعض منها قدم حسومات تتجاوز الـ50 في المئة".

أضاف "تتميز هذه الحملة بمجموعة من الـ PAOKAGESالمميزة في كل الدول العربية والأوروبية، التي عرضتها المدير العام للسياحة السيدة ندى السردوك، ويمكن الاطلاع عليها على موقع وزارة السياحة وعلى موقع شركة طيران الشرق الأوسط". وأشار الى أن الحملة تستمر من 8 كانون الثاني حتى 28 شباط المقبل، وقال "نتمنى في هذه المناسبة أن نعود ونرى الابتسامة على وجوه اللبنانيين، وأن تتراجع نسبة المتشائمين. فإن الإنسان الذي يسعى يمكن أن يصل الى تحقيق أهدافه، وواجباتنا أن نقول إن لبنان أجمل بلد في العالم، وهو آمن وغير ميؤوس منه".

وأضاف "أتوجه في هذه المناسبة بنداء الى السياسيين، نطلب منهم 50 بسمة و50 رسالة محبة و50 رسالة تعاون وطمأنينة لكل من يريد المجيء الى لبنان". وختم "وأخيراً أحب أن أقول لكل سائح يزور لبنان إن وجوده أمانة في قلوبنا وعقولنا وسلامته هي من سلامة جميع اللبنانيين". وكان للمديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك، مداخلة مطولة تناولت فيها حزمة التحفيز للسياح خلال الـ50 يوماً. وتحدث نقيب مكاتب السفر والسياحة جان عبود، مؤكداً "أن لبنان سيبقى منتجاً سياحياً بامتياز وموجوداً على الخارطة السياحية"، وطالب الإعلاميين بمضاعفة جهودهم بتقديم الإعلان الإيجابي وتخفيف حدة التصاريح السياسية المتشجنة". أما أمين سر نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني رامي، فأكد "مشاركة المطاعم في هذه الحملة عبر رزمة مخصصة بالأسعار والتقديمات المختلفة".

بعد ذلك، رد عبود على سؤال لـ"المستقبل"، لماذا تأخرتم في ما تسمونه مبادرة لتنشيط الوضع السياحي، الى أول العام الجاري، رغم أن مؤشرات السياحية في العام 2012 كلها كانت سلبية، فأكد أن "هذه الحملة جاءت بناء لرغبة نقابات المؤسسات السياحية، خصوصاً أن دور وزارة السياحة هو فتح الأبواب لهذه المؤسسات والنقابات لا أن يفرض أي رأي عليها. وقد رأينا حاجة المؤسسات السياحية لهذه الرزمة فأقدمنا عليها". وتابع "لا أريد ولا أحبذ الصورة التي تعطى عن لبنان بأنه بلد منهار، والدليل الأرقام الإحصائية التي تدحض هذه الصورة التشاؤمية، فشركة "ارنست اند يونغ" أكدت أن نسبة التشغيل في الفنادق لعامي 2011 و2012 كانت 56 في المئة، كما أن الضريبة على القيمة المضافة زادت الودائع في المصارف أكثر من7 في المئة، ورغم أن عدداً من المطاعم قد أقفل، فهناك مطاعم جديدة فتحت أبوابها".

وتساءل "لمصلحة من الترويج أن لبنان منهار سياحياً واقتصادياً، الحكومات تتغير لكن لا يجوز أن نسوق هذه الصورة التشاؤمية".
وفي سؤال آخر لـ"المستقبل" حول ما إذا كانت مبادرته السياحية تستهدف فقط دول أميركا اللاتينية، قال الوزير عبود "لقد جددنا طلبنا لزيارة الدول الخليجية مع المسؤولين الأمنيين لتوضيح هذا الموضوع. طلبت زيارة السعودية ولقيت تجاوباً كما الإمارات العربية، خصوصاً أننا نصر على اعتبار الخليجيين من أهل البيت وليسوا سياحاً". ودعا الى "إزالة غيمة الصيف"، مؤكداً أن "كل مواطن يحب وطنه يحب أن يسعى لإزالتها".

..وبالأرقام

فقد انخفضت نسبة إشغال الفنادق في بيروت إلى في المئة، خلال تشرين الثاني الماضي، بحسب ما ورد في تقرير س.ت.ر غلوبال الأخير، حيث سجّلت العاصمة بيروت تراجعاً مهمّاً في معيار الإيرادات اليوميّة عن كلّ غرفةٍ متوافرةٍ (RevPAR)، وذلك بنسبة في المئة، على صعيدٍ سنويٍّ إلى دولار خلال تشرين الثاني . كذلك أشار التقرير إلى إنخفاضٍ في معيار معدّل التعرفة اليوميّة (ADR) في مدينة بيروت بنسبة في المئة إلى دلاراً، مترافقاً مع تباطؤٍ في نسبة إشغال الفنادق لكل غرفةٍ بنسبة في المئة ليصل إلى في المئة، وهو أدنى معدّل سجّلته مدينة بيروت منذ شهر أيار2008 .

وبحسب التقرير، فقد سجّلت مدينة بيروت أعلى نسبة تراجعٍ في المعايير الثلاثة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال شهر تشرين الثاني، وذلك إثر تفاقم حدّة الأزمة السياسيّة الداخليّة وفرض بعض الدول العربيّة حظراً على رعاياها بزيارة لبنان، بالإضافة إلى تردّي الأوضاع الأمنيّة في سوريا وإنعكاساتها السلبيّة على البلاد.

وعلى صعيدٍ أوسع، سجّلت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ارتفاعاً سنويّاً في نسبة إشغال الفنادق بنسبة في المئة، خلال تشرين الثاني إلى في المئة. في حين سجّلت انخفاضاً في معدّل التعرفة اليوميّة بنسبة في المئة إلى دولاراً، لكلّ غرفة وتراجعاً في مستوى الإيرادات اليوميّة المحقّقة عن كلّ غرفةٍ متوافرةٍ بنسبة في المئة إلى دولاراً.

وفي قراءة لإحصاءات وزارة السياحة التي يرأسها الوزير عبود، فإن المؤشرات سالبة، فقد بلغ عدد الوافدين في شهر تشرين الثاني 2012 ـ 76132 زائراً، وبالمقارنة مع شهر تشرين الأول 2011 يلاحظ تراجع بنسبة 38،76 في المئة إذ بلغ عدد الوافدين الاجمالي 124327 زائراً. كما سجل تراجع في عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 55،13 في المئة فبلغ 25326 زائراً في شهر تشرين الثاني 2012 مقارنة مع شهر تشرين الثاني 2011 حيث بلغ عدد الوافدين 56445 زائراً.

غياب سياحي عن "المبادرة"

وعلى الرغم من أن "مبادرة" الـ50 يوماً بدأت مع هبوب العاصفة، فقد كان لافتاً أيضاً غياب أركان السياحة في لبنان، فأين هم نقباء القطاع السياحي والمطاعم والمقاهي وغيرهم، إذ لم يحضر سوى نقيب مكاتب السفر والسياحة جان عبود، وهو ما يطرح علامات استفهام كبرى عن إمكان نجاح هذه "المبادرة"، خصوصاً وأن الخطر لا يزال قائماً وارتفاع الأمواج السياسية لا يوجد أي كاسر للموج يحدُّ من عتوها، كما أنّ تليين الخطاب تجاه الدول العربية وتحديداً الخليجية، لن يبدد هواجس المواطنين العرب، للمجيء الى لبنان هذا من جهة، أما من جهة التجارية الأخرى، فأي مصداقية ستمنحها حسومات الـ50 في المئة، وكما قال تاجر كبير "كيف لنا بحسم 50 في المئة، هل نعطي المستهلك من التكلفة ومن يعوّض الفرق، إلا في حال رفعنا الأسعار وأعدنا حسم 50 في المئة". ويبقى السؤال هل بسيّاح أوروبا وأميركا اللاتينية نعوّض النقص "الفضيحة" في نسبة السياح العرب والخليجيين؟.

 

المصدر : المستقبل

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله