ماليزيا 28 مليون نسمة وتستقبل 25 مليون سائح بقلم : جلال دويدار
.jpg)
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
عند زيارتي لماليزيا بعد 30 سنة من آخر زيارة لها تبين لي ان انتماءها لقائمة النمور الآسيوية لم يقتصر علي المجال الاقتصادي فحسب وانما اكتسبت هذا اللقب أيضا في الجانب السياحي. هذه الحقيقة تمثلت فيما حققته هذه الصناعة من انطلاقة تصاعدية مبهرة.
ان ما يدل علي هذا الواقع تؤكده الأرقام التي تقول ان تعداد هذه الدولة لم يتجاوز الـ28 مليون نسمة بينما وصل ما استقبلته من سياح وافدين إلي ما يقرب من 25 مليون سائح وفق احصائيات عام 2012.
وتشير الرسوم البيانية للحركة السياحية إلي ان النهضة السياحية بدأت عام 1972 بانشاء هيئة التنمية السياحية.. وفي عام 1992 بدأت مساهمة السياحة في التنمية الاقتصادية. شجع هذا النجاح الدولة الماليزية علي تبني خطة للترويج السياحي حول العالم تركزت بشكل اساسي علي دول آسيا التي تنتمي اليها. اثمرت هذه الخطة في الارتفاع بعدد السياح إلي 7.4 مليون سائح عام 1999. وقد تبوأت ماليزيا المقصد السياحي الاول في المنطقة وهو ما حدث بالفعل.
<<<
وتوالت بعد ذلك الطفرات في الاعداد لتجعل من السياحة المصدر الثالث للعملات الاجنبية بقيمة 20 مليار دولار عام 2012. هذا الرقم يعني ان نصيب المواطن الماليزي من هذا الدخل في حدود 833 دولارا سنويا قابلة للزيادة مع كل ارتفاع في حجم الحركة. ولا يمكن ان نسقط من حسابنا فرص العمل المتاحة المباشرة وغير المباشرة والتي تقدر بثمانية ملايين عامل في دولة تعدادها 28 مليون نسمة كما ذكرت. وتمثل السياحة بهذه الامكانات حوالي 7٪ من الناتج القومي لماليزيا وهي تمثل بذلك المرتبة الثالثة في هذا الدخل.
ويتشكل سكان ماليزيا من 60٪ مسلمون من اصل مالي وهم السكان الاصليون يضاف اليهم 25٪ من الصينيين و8٪ من الهنود. وباعتبار غالبية سكان ماليزيا من المسلمين لهذا فإن الطابع الغالب علي الدولة هو السمة الاسلامية وان كانت من أهم قواعدها حرية الاعتقاد ونبذ كل انواع التطرف.
من ناحية أخري هناك ارتباط كبير بين ماليزيا ومصر خاصة المجال الثنائي حيث يمثل الازهر العنصر الاساسي في هذه العلاقة حيث ان مئات الالاف من الماليزيين تلقوا تعليمهم الديني في هذه المؤسسة الاسلامية العريقة. من ناحية اخري تقول الارقام ان هناك ما يقرب من 11500 طالب ماليزي يدرسون في مصر سواء في الازهر أو في العديد من الكليات خاصة كلية الطب.
<<<
ورغم ان السياحة الماليزية تعتمد بشكل اساسي علي حركة السياحة الآسيوية خاصة من دول الجوار الا انها استطاعت خلال العامين الماضيين ان تجذب الآلاف من السياح العرب.
كان من عوامل هذا الاقبال ما أحاط باسم ماليزيا من تقدم وارتفاع كبير في مستوي البنية الأساسية علاوة علي توافر الامن وحرية الاستمتاع بكل مقوماتها.
وتجاوبا مع التصاعد في الحركة السياحية الوافدة شهدت العاصمة كوالالمبور والعديد من المدن الاخري توسعات كبيرة في بناء الفنادق سواء اللوكس أو الأقل وتعد الامكانات الطبيعية أهم عوامل الجذب السياحي في ماليزيا التي يسودها جو استوائي مداري يجعل معظم اراضيها مغطاة باللون الأخضر خاصة اشجار النخيل وجوز الهند. وهناك مناطق تنتشر فيها الحيوانات البرية مفتوحة للسياحة ويوجد في العاصمة كوالالمبور أكبر واشهر متحف لكل انواع الطيور.
كما يعد المتحف الاسلامي من بين المعالم التي يقبل علي زيارتها السياح. وتنتشر في كل مكان بماليزيا المطاعم من كل الانواع بالاضافة إلي سلسلة المطاعم العالمية. ومن أهم ما يلفت النظر عدم وجود متسولين علي الاطلاق كما لوحظ تميز الشوارع بالنظافة.
وقد كان للاهتمام بالبنية الاساسية خاصة الطرق والاتصالات ووسائل المواصلات الحديثة من أهم العوامل التي ساعدت علي النهضة السياحية. يأتي في مقدمة ما يثير اهتمام الزوار ما يسودها من أمن ونظام وانضباط.
وللحديث بقية
