دبى ….. قدر خبراء في قطاع السياحة والسفر نمو حجم سوق التوظيف في قطاع السياحة والسفر في دبي بنسبة تتراوح بين 15 25% سنوياً، وذلك لتغطية احتياجات رؤية دبي السياحية التي تستهدف الوصول بعدد الزوار إلى 20 مليون زائر بحلول 2020 بالإضافة إلى مضاعفة عدد الغرف الفندقية.
وأكدوا أن القطاع يلعب دوراً رئيسياً في سوق التوظيف في الإمارة، مشيرين إلى أن حجم الطلب على الوظائف في السوق المحلي اقل من المعروض الناتج عن التوسعات التي يشهدها القطاع على الأرض وفي الأجواء.
وأشار الخبراء إلى ان طيران الإمارات توفر وحدها نحو 1000 وظيفة للمواطنين سنويا وتعتبر أكبر قوة توظيف في المنطقة كما تعتبر مطارات دبي من اكبر المؤسسات قدرة على استيعاب الوظائف في مختلف التخصصات.
وقالوا إن صناعة الطيران تتحمل جانبا مهماً وحيوياً من استمرارية نمو الاقتصاد الوطني ما بعد النفط مشيرين إلى ان الخطوات التي يسير عليها القطاع حتى الآن من توسعات في السفر وفي التصنيع وفي الغرف الفندقية تؤهل القطاع لحمل الاقتصاد الوطني بعد النفط.
توقعات
وتوقع مجلس السفر والسياحة العالمي أن ترتفع مساهمة قطاع السياحة والسفر في سوق التوظيف في الإمارات من 330 ألف وظيفة مباشرة في 2015 إلى 342 ألف وظيفة مباشرة مع نهاية العام الجاري أي أن القطاع سيضيف 12 ألف وظيفة جديدة في 2016 في حين سيضيف 15 ألف وظيفة في 2017.
وقال محمد أهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني ان قطاع الطيران من القطاعات المهمة التي تسهم في طفرة اقتصاد دبي وهو من أكثر القطاعات قدرة على استقطاب الوظائف في مختلف التخصصات.
وأوضح أهلي لـ البيان ان الهيئة تعمل وفق استراتيجية لتشجيع وتحفيز سياسات التوطين في القطاع مشيرا إلى ان الهيئة تبحث دائما عن الأيدي العاملة التي من الممكن ان تساهم في هذا المجال ونسعى لتطويرهم وإعطائهم الفرص لإثبات قدراتهم المهنية. واكد اهلي ان نمو قطاع الطيران في دولة الإمارات بشكل عام وفي دبي بشكل خاص يؤهل القطاع لقيادة الاقتصاد الوطني بعد النفط الأمر الذي يتطلب المزيد من الكوادر الوطنية المدربة لقيادة المرحلة القادمة.
تحديات
وقال جمال الحاي النائب الأول التنفيذي للرئيس للشؤون الدولية والاتصال في مطارات دبي إن شح الموارد البشرية المتخصصة في الطيران المدني تعتبر من اهم التحديات التي تواجه معدلات النمو الكبيرة للنقل الجوي مشيرا إلى ان مخرجات التعليم والتدريب على الرغم من تطورها في السنوات الأخيرة الا انها غير قادرة على مـــواكبة النمو الكبير في القطاع.
واكد الحاي ضرورة رفد السوق بالخبراء والأكاديميين في مجال الطيران والذين يمتلكون القدرة البحثية والعلمية على بلورة الرؤية المستقبلية لقطاع الطيران مشيرا إلى ان قطاع الطيران تحديدا يمتاز بأنه بيئة جاذبة للعمل الأمر الذي يجعله أكبر قدرة على جذب الكفاءات.
وقدر الحاي نمو سوق التوظيف في قطاع الطيران بنسبة تتراوح بين 15 25% سنويا مشيرا إلى ان قطاع الطيران يحتاج إلى تضاعف هذه النسبة لسد حاجة القطاع الذي يشهد قفزات غير مسبوقة في النمو على الأرض وفي الأجواء وفي كافة التخصصات.
وقال الحاي إن إجمالي عدد المسافرين عبر مطارات دبي الدولي وأبوظبي الدولي والشارقة الدولي ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 11.3%، بعد أن تعاملت مع 111.35 مليون مسافر مقابل 99.97 مليون مسافر في عام 2014 الأمر الذي يشير إلى مدى نمو قطاع السياحة والسفر والــــطاقة الوظيفية التي يحتاجها.
حيوية
ومن جهته قال سعيد العابدي رئيس العابدي القابضة ان قطاع السياحة والسفر يعتبر من أكثر القطاعات حيوية في دولة الإمارات من حيث النشاط الاقتصادي لذلك فهو من أكثر القطاعات خلقا للوظائف سواء المباشرة او غير المباشرة مشيرا إلى ان النمو في اعداد السياح دفع المستثمرين إلى ضخ المزيد من رؤوس الأموال في القطاع وهو ما ساهم في خلق المزيد من الوظائف.
وأشار العابدي إلى ان توسع الناقلات الوطنية من حيث الوجهات واعداد الطائرات يعني خلق مزيد من الوظائف مشيرا إلى ان دولــــة الإمارات تحتضن اربع شركــــات طيران تعتبر ضمن الأحدث على مستوى العـــالم بالإضافة إلى انها تمتلـــك بنية تحتية من المطارات التي باتت تتصدر المؤشرات العالمية سواء من حيث القدرة الاستيعابية او مستوى الجودة في الخدمات الأمر الذي يحــــتاج إلى اسطول من الموارد البشرية.
وأوضح العابدي انه في ظل رؤية دبي السياحية لاستقطاب 20 مليون زائر بحلول عام 2020 ومضاعفة عدد الغرف الفندقية فإننا نتوقع مضاعفة حاجة القطاع للأيدي العاملة خلال الفترة القادمة.
استثمارات
وأضاف إن حجم الاستثمارات بقطاع الطيران المدني الذي يشمل المطارات وشركات الطيران قدر بنحو 500 مليار درهم ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي عدد الركاب المستخدمين لمطارات الدولة مع نهاية العام الجاري إلى 123 مليون راكب بنمو بحدود 12% مقارنة بعدد الركاب المتوقع تسجيله في عام 2015 مشيرا إلى انه من الصعوبة بمكان على قطاع التوظيف في الإمارات أن يغطي حاجة القطاع من الوظائف.
احتياجات
تشير الدراسات إلى أن منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى نحو 40 ألف طيار خلال العقد المقبل فيما تحتاج إفريقيا إلى 14300 طيار. أما الطيران الخاص في المنطقة فيحتاج إلى 1330 طياراً حتى عام 2019 مقارنة مع 453 طياراً حالياً مع نمو الحركة الجوية للطيران الخاص من 110 آلاف حركة حالياً إلى 160 ألفاً في العام 2018. وتشير دراسة اخرى إلى ان شركات الطيران الخاص في الشرق الأوسط تحتاج إلى 1330 طياراً حتى عام 2019 مقارنة مع 453 طياراً حالياً مع نمو الحركة الجوية للطيران الخاص من 110 آلاف حركة حالياً إلى 160 ألفاً في العام 2018. وذلك حسب دراسة صدرت حديثاً.
مراكز
وتمثل دولة الإمارات اكبر مركز طيران في المنطقة وتعد ناقـــلاتها المحلية مراكز توظيف كبرى بفضل توسع اساطيلها من الطائرات الحديثة حيث تحتاج كل طائرة إلى 4 طيارين ومثلهم من الفنيين، الأمر الذي يعكس الحاجة الكبيرة إلى وجود كوادر مؤهلة في صناعة الطيران في الدولة خلال السنوات المقبلة.
وتقول الدراسة الصادرة عن شركة بوينغ إن نقص الطيارين في القطاع ليس التحدي الوحيد ذلك أنه ومنذ العام 2000 شهد القطاع تراجعاً بنسبة 40 % في أعداد الطيارين المؤهلين حول العالم مع تقاعد أعداد كبيرة منهم بسبب السن وعدم وجود طيارين شباب لاستبدال المتقاعدين. ويقول راندي تينسيث نائب الرئيس لشؤون التسويق في شركة بوينغ للطائرات التجارية: إن النمو الكبير في أساطيل شركات الطيران لا يقابله ذلك النمو في أعداد الطيارين خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث نصف السكان أقل من 25 عاماً، أي أن المنطقة ما زالت تحتاج إلى المزيد من الكوادر البشرية المؤهلة في هذا القطاع.
تخريج
يمكن لبرامج تدريب الطيارين على مستوى العالم تخريج نحو 15 ألف طيار سنوياً، الأمر الذي يعني فجوة تصل إلى 3 آلاف طيار كل عام.