الرياض"المسلة" ….. شهد عدد السيّاح الدوليين خلال العام 2015 نموا بنسبة 4.4 % إذ بلغ 1184 مليون سائح، وفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية، حيث كان هناك 50 مليون سائحٍ إضافي تقريبًا (زوار الليلة الواحدة) جالوا المقاصد الدولية من حول العالم خلال السنة الماضية مقارنةً بالعام 2014.
وتسعى الكثير من الدول لزيادة حصتها من السياح ورفع مساهمة السياحة باقتصادها، عبر عدد من الإجراءات أهمها تسهيل الدخول، وتعزيز البنية التحتية للسياحة من فنادق وغيرها.
فعلى صعيد السياحة في دول الخليج بالنسبة للقادمين لها او القاطنين بها (السياحة البينية)، تأتي السعودية ودبي وسلطنة عمان والبحرين، في مقدمة الوجهات.
ويُقبل موسم الإجازات الصيفية هذا العام وهو موسم السياحة الصيفي وقد ضم شهر رمضان المبارك ضمن أشهره، كما كان الحال خلال السنوات القليلة الماضية، كمؤثر رئيسي على السياحة بالنسبة لمواطني وسكان دول مجلس التعاون، فلا زال تصادف هذا الشهر الكريم مع مواسم الإجازة الصيفية بالنسبة للكثيرين فرصة لأداء العمرة رغم صعوبة الطقس، خصوصا مع زيادة منح التأشيرات، وانتهاء عدة مراحل في توسعة الحرم المكي الشريف.
وذكرت الهيئة العامة للسياحة أن الإنفاق السياحي داخل السعودية قد ارتفع بنحو 16 % في عام 2015 إلى نحو 50 مليار ريال بحسب أرقام.
كما تعمل هيئة السياحة السعودية على تنشيط السياحة الداخلية وتصب جهودها في تحويل وجهة السعوديين إلى المقاصد الداخلية بدلا من الخارجية، ومن أجل هذا الهدف لاتزال خطط فتح السياحة للقادمين من الخارج ومنح تأشيرات سياحة للسعودية متباطئة.
وتبقى دبي ودولة الإمارات بشكل عام وجهة رئيسية لاسيما للسياح الخليجيين، إذ إن قرب الموقع الجغرافي وسهولة الوصول برا وجوا وبدون تأشيرات، وتوفر الفنادق ومقومات سياحة الترفيه، تجذب سياحا كثر، على الرغم من تأثير عامل الطقس الشديد الحرارة الذي يدفع بقسم منهم للعزوف عن زيارتها صيفا وتفضيل التوجه لها شتاء.
كما تحظى سلطنة عُمان بإقبال متزايد لاسيما من مواطني ومقيمي دول الخليجي، حيث تكتسب بعض الأماكن الطبيعية فيها شهرة متزايدة كمدينة صلالة.
أما وجهات السياحة خارج الخليج بالنسبة لمواطني وقاطني دول مجلس التعاون، فقد تشكلت خارطة جديدة للسياحة بالنسبة لهم، تراجعت فيها وجهات لصالح وجهات جديدة أو معروفة، حيث تلعب العوامل الاقتصادية ولاسيما آثار تراجع أسعار النفط، وتقلص السيولة لدى شريحة على الأقل من السياح، دورا بالتأثير سلبا على الوجهات الشهيرة في أوروبا وجنوب شرق آسيا وغيرهما من التي تستحوذ على اهتمام قسم كبير من السياح القادمين من الخليج.
ومع التطور التقني، وسهولة انتشار الصور والفيديو عبر مواقع التواصل، دخل هذا المتغير وغيره كعامل هام في تغيير الخريطة السياحية، لصالح بلدان جديدة لم تكن تقليديا وجهة سياحية خصوصا بالنسبة للخليجيين وتدفعهم لاكتشافها.
ومن أمثلة الوجهات الجديدة جورجيا، والبوسنة والهرسك، التي غدت مقصدا سياحيا متنامي الشهرة في دول مجلس التعاون، لاسيما في موسم الصيف حيث الطقس معتدل والطبيعة خلابة، والأغلبية السكانية مسلمة.
وأعلنت ألبانيا مؤخرا أنها أعفت السعوديين من التأشيرة خلال فترة الصيف، كما أعفت القطريين والعمانيين من التأشيرة، مستهدفة استقطابهم لها.
وتساعد عوامل أخرى على تغيير الخارطة السياحية، فبالإضافة للترويج غير التقليدي للوجهات السياحية الجديدة الكامنة عبر وسائل التواصل، تقوم رحلات الطيران الجديدة والتنافس القوي على الوصول إلى وجهات جديدة وبأسعار مقبولة، بدور مؤثر في خارطة السياحة، إذ أضافت شركات الطيران الخليجية رحلات منتظمة للعديد من الوجهات التي لم تتصل بها من قبل، لاسيما شركات الطيران المنخفض التكلفة (الاقتصادي)، فقد أصبحت البوسنة والهرسك وجورجيا، وبعض دول شرق أوروبا، وأفريقيا، وبعض المناطق الداخلية بتركيا، على تواصل مباشر بمدن خليجية برحلات جديدة وبتكاليف مقبولة، بل تم استثمار تلك الرحلات والتشجيع عليها ببرامج سياحية تقوم بها شركة الطيران أو بعض الشركات السياحية.
ولازالت بعض الوجهات السياحية التقليدية تثير بعض المخاوف وتدفع جزءا من السياح للعزوف عنها، بسبب بعض الإشكالات الأمنية بشكل رئيسي، وأبرز تلك الوجهات لبنان ومصر وتركيا، والتي شهدت بعض الحوادث في الفترة الأخيرة، بالرغم من تراجع سعر صرف الليرة التركية والجنيه المصري، حيث يعتبر سعر الصرف أحد العوامل القوية المؤثرة في السياحة.
وفي المقابل فإن خروج بعض الدول نهائيا من خارطة السياحة كسوريا واليمن بعد أن كانت في الصدارة، كان في صالح أسواق أخرى لاسيما في الجوار، كدبي وتركيا وسلطنة عمان وغيرها.
وتعد السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية في عدة دول لاسيما الدول المعرووفة بأنها سياحية، وهي مصدر رئيس للنقد الأجنبي فيها.