اربد "المسلة "…. قدّمت الوكالة الأميركيّة للتنمية للدوليّة منحة لجمعيّة درب الأردن، التي تعمل على تعزيز تجربة سياحة المغامرة في الأردن، من خلال تنسيق رحلات يمتد مسارها من منطقة أم قيس الاثرية وانتهاء في العقبة ووادي رم، أقصى جنوب المملكة.
ونصّت اتفاقيّة المنحة التي وقعت اليوم السبت في مدينة ام قيس بحضور وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز، والسفيرة الأميركيّة في المملكة اليس ويلز على أن يقدم "مشروع السياحة لتعزيز الاستدامة الاقتصاديّة في الأردن" الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدوليّة الدعم للجمعيّة لمدّة عام كامل، ومساعدتها على تطوير المنتج السياحي الجديد .
كما نصت على تقديم الدعم اللازم لوضع استراتيجية واضحة تعزز من سياحة المغامرات في المملكة، وتحفّز الأفكار الجديدة وتمكّن مقدمي الخدمات من تنفيذ جولات ورحلات على طول المسار، ودعم الأنشطة التسويقية والترويجية وبناء قدرات موظفي الجمعيّة وتدريب حوالي 20 مرشدا.
وستساهم الاتفاقية في خلق فرص استثمارية للمجتمعات المحلية ضمن خطّة تضم في سنتها الأولى مسار "أم قيس" إلى عجلون، ومسار ضانا للبتراء، ويمكن استعراضه في 40 يوما.
ويمتاز المسار بروعة المناظر الطبيعيّة وتنوعها من التلال والأشجار في الشمال إلى الأودية والمنحدرات المطلّة على نهر الأردن، مروراً بالمياه الملحيّة بالبحر الميّت وصخور وادي رم، ويمر السائر خلال هذه المسافة بـ 52 قرية تفتح الباب للتفاعل مع السكان المحليين وتذوّق الطعام التقليدي واستكشاف المواقع التاريخية. وقال الفايز، ان فريق الجمعية يعمل على تقديم تجربة مميّزة ومتنوعة وفريدة للزوّار، لافتا الى اهمية المنحة المقدّمة من الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة.
واضاف لـ بترا ، ان مسار الدرب وتحويله إلى مغامرة سياحيّة جديدة في المملكة سيغني تجربة السائح ويؤدي الى إطالة إقامته في المملكة، وتعزيز مكانة الأردن على الخارطة السياحيّة الدوليّة، الأمر الذي يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية التي تسعى الوزارة الى تحقيقها.
وقالت السفيرة الأميركيّة اليس ويلز ان المنحة تأتي تنفيذاً لسياسة عملنا الرامية إلى دعم السياحة الأردنيّة وتطويرها، خاصّة وأن "درب الأردن لديه قدرة كبيرة على دعم الفرص الاجتماعية والاقتصادية للقرى التي يمر بها المسار، ومن خلالها دعمنها له، سنتّمكن من خلق أكثر من 200 فرصة عمل في السنوات الخمس القادمة، تحديداً للنساء والشباب".
وقالت رئيسة الجمعية منى حداد انه "تم انشاء مجموعة درب الأردن" من خلال مجموعة من المتطوعين المتحمّسين الذين جابوا المملكة من الشمال إلى الجنوب خلال السنوات الثلاث الماضية، واستطلعوا المناظر الطبيعية الخلاّبة والمواقع الثقافية الغنية على طول هذا الطريق التي تمتد إلى حوالي 600 كيلومتر.
ولفتت الى اهمية المشروع كتجربة مميزة "وخطوة اولى في طريق العيش بحياة صحيّة سليمة متّصلة مع الطبيعة، تفتح الباب أمام المشاركين لتنفيذ فعاليات جديدة مثل تناول وجبات طعام تقليدي مع عائلات من المجتمع المحلّي، بعد انهاء رحلة تسلّق طويلة". يذكر ان الجمعيّة تأسست في تموز عام 2015 بهدف انشاء درب طويل يبدأ من أم قيس وينتهي في العقبة ويفتح الباب أمام السيّاح والأردنيين للتعرّف على المملكة وثقافاتها بأسلوب ترفيهي يأخذ من التنمية الاقتصادية والاجتماعية منهجاً له.