السياحة التراثية في أبوظبي.. عناوين ملهمة للإجازة العائلية
أبوظبي " المسلة " … تزخر إمارة أبوظبي بالمعالم الطبيعية التي توفر فرصة الاستجمام وسط ملامح البيئة المحلية. التي تعتبر فكرة جيدة للعائلات ولاسيما على أبواب إجازة المدارس، حيث تحلو الرحلات البعيدة التي تقدم مفهوماً استثنائياً للسياحة الداخلية. إذ يكون من الممتع في مثل هذا الوقت من السنة الاستفادة من الطقس البارد واختيار المواقع المفتوحة حيناً على رمال الصحراء، وحيناً آخر على شطآن الخليج.
مع الدخول في أجواء الإجازة المدرسية، لابد من وضع جدول زمني يتضمن العناوين اللافتة التي تجدر زيارتها برفقة الأبناء. وكما تنعم إمارة أبوظبي بالمنشآت التي تقدم الضيافة التقليدية بقالب خدماتي تغذيه المواقع المفتوحة على العراء، فمن المفيد وضعها في الحسبان. واعتبارها من الخيارات المناسبة للكبار والصغار، حيث الوجود فيها يأخذ طابعا ابتهاجيا، ولاسيما مع عيش تجاربها وخوض غمار أنشطتها الخارجية.
رمال وشطآن :
وتتألق أبوظبي بمجموعة مرافق تعكس مفهوم الإرث الوطني على الرغم من مظاهر الحياة المتطورة فيها، ويكمن المعنى في الاهتمام الواضح الذي يوليه عدد من منتجعاتها الحريصة على إحياء الموروث الثقافي في البلاد. وذلك بدءا من اختيار الموقع الجغرافي المرتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة الصحراوية لأبوظبي. هذه الجزيرة الهانئة المتشعبة بمدنها ومناطقها المطلة على واجهات مائية غنية بالمحميات الطبيعية النادرة.
ومما لا شم فيه أن التوجه الحالي لأرباب السياحة المقبلين على المشاريع الخدماتية في إمارة أبوظبي، ينصب بمجمله على اختيار الوجهات التي تحاكي البيئة المحلية شكلا ومضمونا برمالها الذهبية وشطآنها الفيروزية. من شاطئ القرم الشرقي المصنف دوليا بتفرده، إلى جزيرة السعديات الحاضنة لأجمل إطلالة على الخليج العربي. ومن جزيرة ياس التي غدا اسمها مرادفا لأفضل أوجه السياحة الرياضية، إلى المنطقة الغربية المتفاخرة بأعلى قمم الربع الخالي وجماليات صحراء ليوا التاريخية. مشوار طويل تقطعه العين مستمتعة بكل ما تراه وتسكن اليه النفس، في رحلة تعبق لا شك بالصفاء الخالص والاستجمام.
القرم الشرقي:
البداية مع منتجع القرم الشرقي “مانجروف” الذي تشرف عليه شركة “التطوير والاستثمار السياحي” الوطنية، والذي يعتبر منذ افتتاحه قبل 6 أشهر بوابة استثنائية لعاصمة الإمارات.
ويتحدث نعمة درويش مدير الفندق عن الخدمات التي يتم تقديمها استعدادا للإجازة المقبلة، موضحا أن النزلاء من المواطنين والمقيمين سينعمون بمجموعة عروض ومفاجآت. إضافة إلى إمكانية مشاهدة الواجهة البحرية الشرقية لأبوظبي كما لم يشاهدوها من قبل. ولاسيما أن الفندق يمتد على مساحة 1.2 كيلومتر من محمية منطقة القرم الشرقي. ويورد نعمة درويش أن المنتجع يقوم على مفهوم خاص وهو الرقي مع البساطة والتأكيد على مفردات البيئة التقليدية لمجتمع الإمارات، وهذا برأيه ما يشجع الزوار على ارتياده. ولا يبعد فندق “مانجروف” ذو الـ5 نجوم سوى 20 دقيقة عن مطار أبوظبي الدولي، و7 دقائق عن مطار البطين للطيران الخاص و10 دقائق عن مراكز الأعمال وسط العاصمة.
ويقول نعمة درويش إن اختيار المنتجع لقضاء الإجازة مع الأبناء ولاسيما خلال أشهر الشتاء، يوفر للرواد الاستمتاع بأوقات مميزة بينما يقومون بالتجديف عبر محمية القرم الشرقي الخصبة. وذلك برفقة مرشد متخصص يهتم بتمرين الركاب على ممارسة هذه الرياضة العريقة. حيث يطلعون على واحد من أفضل المواقع في الإمارة لاحتوائه على أشجار القرم التي حيرت خبراء البيئة حول العالم.
تلال ليوا:
حملة العروض الخاصة بمناسبة إجازة السنة الدراسية، تشمل كذلك منتجعي “قصر السراب” في المنطقة الغربية و”جزر الصحراء” المطل على مياه الخليج العربي. واللذين تديرهما مجموعة “أنانتارا” وتشرف شركة “الاستثمار والتطوير السياحي” على تطويرهما. وينفرد كل منهما بموقع خلاب وسط الصحراء، حيث يوفران إقامة تشبه أساطير العودة إلى زمن الأقدمين في تصاميم هندسية تحاكي البيئة التقليدية للمجتمع المحلي. وهذا مع التركيز دائما على إظهار مفردات الضيافة العربية بكرم الطبيعة وحفاوة الاستقبال في كنف محيط تسيجه الرمال والهضاب على أنغام المياه المنسابة بإبداعات فنية تنعش المكان.
وعلى الدرب نفسه باتجاه المنطقة الغربية يقع منتجع “تلال ليوا” الترفيهي المنعزل جغرافياً، والذي يستفيد من إطلالته على حافة صحراء الربع الخالي. وهناك تقدم العروض التشجيعية لاستقبال العائلات مع مجموعة من النشاطات التي يتم إطلاقها في الهواء الطلقة لتعكس المعنى الحقيقي لجماليات الصحراء.
ويقول أيمن عاشور مدير عام “تلال ليوا” إن الفندق يمكن ضيوفه من قضاء وقت ممتع لتعزيز مفهوم البيئة الإماراتية الأصيلة بإنجازاتها وثقافتها العريقة. ويعتبر أن اختيار المواقع التراثية خلال الإجازة فرصة لتجديد الروابط الوطنية والاعتزاز بها، مع استرجاع ذكريات الماضي وكيف كان يعيش الأولون.
ويورد أيمن عاشور أن الفندق يعد لضيوفه دوما قائمة من المقترحات التي يمكن الاستفادة منها، سواء بالنسبة للبرامج الترفيهية المتعلقة بصغار السن أو الأخرى المناسبة للكبار والصغار معا.
«ضيف الاتحاد»:
في محطة لابد من التوقف عندها، تزداد جزيرة ياس تألقا هذه الأيام، حيث تشهد عددا من العروض والفعاليات الشتوية، ولاسيما مع الإعلان عن مشروع توسعة مرسى اليخوت. وتشكل الجزيرة المتكئة عند مدخل العاصمة أبوظبي، نموذجا مشرفا لروح الضيافة الأصيلة لمجتمع الإمارات. وذلك جنبا إلى جنب مع أحدث مظاهر التطور العمراني والمرافق الرياضية والخدماتية التي تحاكي العالمية. وضمن المفاجآت المرتقبة، والتي تنتظر زوار جزيرة ياس، أنه سيكون بمقدور أعضاء “ضيف الاتحاد” على شركة “الاتحاد للطيران” ربح الأميال الإضافية على الفاتورة الإجمالية عند الإقامة في منتجع “ياس فايسروي”.
ويورد أنطون بواب الرئيس الإقليمي لمجموعة فنادق “فايسروي” أن الشراكة مع “الاتحاد للطيران” تأتي لكونه الناقل الوطني لدولة الإمارات. وهذا من شأنه الإضاءة على أعلى مستويات الخدمة التي تنعم بها إمارة أبوظبي عبر قطاع السفر وحسن الضيافة. ولاسيما أن الفندق لا يبعد إلا بضع دقائق عن مطار أبوظبي الدولي.
من جهته يذكر بيتر بومغارتنر كبير المسؤولين التجاريين في “الاتحاد لطيران” أن برنامج “ضيف الاتحاد” يضم أكثر من 1.8 مليون عضو في أكثر من 195 دولة. إذ يحظى الأعضاء بفرصة ربح الأميال على رحلات “الاتحاد طيران” وعلى رحلات شركائها من المسافرين الدائمين، وذلك من خلال مجموعة من الأسماء الرائدة في المجالات المالية وحسن الضيافة والمحال التجارية. ويوضح أن متجر المكافآت التابع للبرنامج يوفر أكثر من 6000 منتج للأعضاء. مع إمكانية تحويل الأميال لتسديد الدفعات النقدية في أكثر من 30 متجرا حول العالم.
العين الفايضة:
بعد 30 عاما على تشييده في مدينة العين يطل منتجع “العين الفايضة” اليوم بحلة جديدة تأتي بالتزامن مع دخول البلاد في أجواء فصل الشتاء. حيث لا مثيل لقضاء الإجازة وسط الطبيعة وعلى تماس مع مفردات البيئة التراثية.
ويتحدث فيليب حرب مدير العمليات في الشركة التي تدير المنتجع عن الجهود التي بذلت لإعادة إحياء هذا الفندق التاريخي. ويقول إن أعمال التطوير راعت مفهوم التصميم الأصلي مع إضافة اللمسات العصرية التي شملت مرافق الأطعمة والمشروبات.
ويذكر أن اختيار إعادة افتتاحه في الربع الأخير من السنة لم يكن اعتباطيا، وإنما خلال التوقيت الأكثر ملاءمة لسكان مدينة العين وزوارها. حيث سيكون بإمكان العائلات الاستمتاع بقائمة من البرامج الترفيهية المبتكرة في الهواء الطلق.
ويشير فيليب حرب إلى أن منتجع “العين الفايضة” وهو من تصنيف 4 نجوم، يوفر حاليا 26 غرفة من فئة البوتيك، و57 فيلا من غرفة أو غرفتين. ويلفت إلى أن مرافق المنشأة السياحية تضم ملاعب للتنس وكرة السلة وكرة القدم ومضامير لدراجات الكواد والدراجات الهوائية، كما توفر جولات على صهوات خيول “البوني”. وتشتمل كذلك على بحيرة خاصة تعوم عندها الكثير من الطيور، ومناطق مغطاة ومفتوحة لألعاب الأطفال وخيمة ضيافة تتسع لـ800 شخص.
ويقول فيليب حرب إن منتجع “العين الفايضة” الذي يقع على مقربة من حديقة الألعاب المائية “وادي أدفنتشر” يقدم إضافة نوعية للبنية التحتية السياحية في مدينة العين. والتي تشهد زيادة مطردة في عدد زوارها بعد إدراجها على قائمة “اليونيسكو” للتراث الإنساني العالمي.
منارة الرؤية:
بالعودة الى مدينة أبوظبي التي تتصدر قائمة المعالم السياحية التي تراعي الحفاظ على الموروث المحلي وفق أكثر من شكل، فإن أحدث منشآت الضيافة فيها المتمثلة بـ”أبراج الاتحاد” تحرص على الصورة التقليدية. إذ توفر لروادها إمكانية الحصول على أفضل مشاهدة لمحيط المدينة على مدار 360 درجة من خلال “منارة الرؤية من 300” والتي تم افتتاحها قبل أسبوعين في الطابق 74 وعلى ارتفاع 300 متر من فندق “جميرا – أبراج الاتحاد”.
وكانت دوريس غريف مدير عام “أبراج الاتحاد” تحدثت عن التطور الملحوظ الذي تعيشه الإمارة عبر إطلاق المشاريع الاستثنائية فيها. وذكرت أن هذه المنشأة السياحية العملاقة توفر مفهوما متكاملا لمبدأ الخدمات الراقية ذات الجودة التي تتفرد بها العاصمة. وأوضحت دوريس غريف أن المنارة تستغل موقعها المميز عند الشاطئ الغربي للعاصمة، لتطرح رؤية جديدة لجماليات منطقة الكورنيش والخليج العربي، وما يحوطهما من زوايا خلابة على امتداد المدينة. وذلك عبر منظار المنارة ذي العدستين، واللتين تعملان بمبدأ التكبير وتقريب المسافات الواقعة في الأسفل. وتستقبل المنارة ضيوفها يوميا من الساعة 10:00 صباحا حتى الساعة 6:00 مساء.
صير بني ياس:
التخطيط لقضاء إجازة الفصل الدراسي الأول في جزيرة “صير بني ياس” التي تتربع عند واحدة من أجمل البقع الجغرافية في إمارة أبوظبي، يتخذ بامتياز ملامح المغامرة السياحية. وسواء كان الوصول إليها برا أو بحرا أو جوا، فإن متعة المشوار مهما طال أو قصر تبدأ منذ اللحظة الأولى للانطلاق. وتتوافر من مطار البطين طائرات صغيرة تصطحب الركاب إلى الجزيرة في رحلة تقلهم بعد ذلك إلى منتجع “جزر الصحراء” في المنطقة الغربية.
في الذاكرة:
من اعتاد زيارة مدينة العين المعروفة بأرض الواحات لشدة خضرتها، يعرف تماما مدى ارتباط منشأة “العين الفايضة” في ذاكرة كل من مر بها يوما. إذ تمثل مجموعة مرافق حيوية في منتجع واحد يجمع ما بين هدوء الموقع وصخب النشاطات، وبين عراقة التصميم وحداثة الخدمات. وها هي تعود اليوم بحلة جديدة لتستقبل الرواد ولاسيما العائلات مع الكثير من البرامج المفعمة بأنشطة الحركة.
المصدر : الاتحاد