مكانات هائلة للازدهار.. لاينقصها سوي حب الوطن
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
رغم المشاكل العويصة التي تواجهها السياحة.. صناعة الامل والتي محورها غياب الأمن والاستقرار فإن جاذبية مصر بالنسبة للشركات العالمية العاملة في هذا المجال مازالت قائمة . إنها ورغم المناخ غير المواتي لمباشرة نشاطها فانها تعمل علي ايجاد منفذ لمواصلة تعاملها وعلاقتها بالسوق المصري. لا جدال إن مثل هذه المبادرات الايجابية هي نتاج حماس بعض العناصر المصرية التي شاءت الظروف ان يكون لها علاقة بهذا الامر. في هذا المجال وتواصلا مع ما كتبته الخميس الماضي حول ورشة العمل الالمانية المصرية التي تم تنظيمها لتنمية سياحة المؤتمرات والحوافز في مصر.. أعود هذا الاسبوع لأكتب عن تحرك آخر في الساحة الالمانية كانت مرادفا لما استهدفته ورشة العمل.. تعظيما لجهود النهوض بالسياحة المصرية رغم كل الصعاب.
ولأن العمل من أجل مصر في أي موقع يمثل طبيعة وهواية عند بعض المواطنين.. فان هذه المبادرة الجديدة يقف وراءها ايضا محمد جمال مدير المكتب السياحي المصري في المانيا في اطار حزمة من الانشطة الايجابية التي تشمل كل جوانب التنشيط السياحي.
< < <
ليس تجاوزا القول ان العمل في هذه الاجواء السائدة انما يدخل في اطار المغامرة سواء بالنسبة لاصحاب الوظائف العامة أو الذين يمارسون عملا حرا يتحملون في سبيله المزيد من الاعباء والمسئوليات. لاجدال ان ما يجري حاليا لانتشال صناعة السياحة من ازمتها هو نوع من الحفر في الصخر. في هذا المجال تعيش صناعة السياحة اياما مضطربة غير مستقرة لا احد يملك التنبؤ بما تخبئه الاحداث لها بين يوم وآخر.
< < <
وسط هذه الظروف الغاية في الصعوبة تحاول السياحة المصرية ان تجد لها طريقا تسلكه للحفاظ علي ما بقي منها حتي الآن.. وقد اصبح شيئا عاديا أن تصاحب كل خطوة علي طريق تنشيط حركة السياحة في مصر.. حدث جديد في الشارع المصري يؤدي إلي نكسة وتراجع. حول هذه القضية لاننسي ما صاحب مشاركتنا في سوق لندن السياحي وهو السوق الذي يعد ثاني أكبر مناسبة سياحية للتسويق السياحي علي مستوي العالم.
لقد واجه الوفد المصري الذي رأسة هشام زعزوع وزير السياحة موقفا حرجا. نتيجة ما تشهده الساحة المصرية من اضطرابات وقلاقل من بينها الصدامات في سيناء والصراعات السياسية . ترتب علي ذلك قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بإصدار تحذيراتها لسياحها بشأن رحلاتهم إلي مصر.
< < <
رغم كل هذه الآلام والطعنات تطل علينا من وقت لآخر طاقة نور وامل لتقول لنا ان السياحة المصرية مازالت علي قيد الحياة. ان آخرها تمثل في قيام أكبر شركات تنظيم الرحلات في المانيا الغربية ببدء برنامج طموح للتسويق والترويج لمصر سياحيا خلال الشهور القادمة. وحتي ندرك أهمية ومصداقية هذا التحرك من جانب هذه الشركة الالمانية التي كان ممثلوها موجودين في مصر الاسبوع الماضي.. نقول انها قامت بتنظيم رحلات لـ ٢٥٦ ألف سائح الماني إلي مصر عام٢٠١٣وان هذا الرقم سوف يرتفع إلي 300 ألف سائح عام 2013. ويشمل هذا المخطط الجديد تسيير ٦ طائرات اسبوعيا إلي مرسي علم و٨ طائرات للغردقة. كما أنه من المنتظر ان تقوم هذه الشركة بتسيير أول رحلة جوية لها إلي منطقة طابا. من جانب آخر تتولي الشركة تشغيل أحد المراكب السياحية الكبيرة العاملة في البحر الأحمر.. بين شرم الشيخ وسفاجا والعقبة والسخنة وتضم كل رحلة ٥٠٠ راكب يأتون إلي هذه المناطق جوا للاستمتاع بهذه الرحلة.
إن كل المؤشرات والمبادرات تؤكد ان السياحة ــ هي صناعة واعدة بكل المقاييس للنهوض بالاقتصاد القومي. ان ما نحتاجه لتحقيق هذا الهدف هو ان تحظي مصر الوطن الجميل الرائع بامكاناته وتاريخه وطبيعته وتراثه بحب أبنائها. إنهم مطالبون بالثقة في أنفسهم حتي يستطيعوا بهذا الحب الصادق ان يقودوا وطنهم إلي التقدم والازدهار.