Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

بن طحنون: الآثار والمباني التاريخية إرث حضاري نعتزّ به

بن طحنون: الآثار والمباني التاريخية إرث حضاري نعتزّ به

 أبوظبي " المسلة " …  احتفاءً بالعيد الوطني الـ (41) لدولة الإمارات العربية المتحدة، افتتح  الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية بإمارة أبوظبي، صباح اليوم السبت، سوق القطارة التاريخي بمدينة العين، الذي يعود تاريخ بناؤه إلى منتصف القرن العشرين، وذلك بعد أن انتهت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أخيراً من مشروع عملية ترميم السوق وتطوير المكان المحيط به، بهدف تجديد السوق ليحتضن الحرف اليدوية والفنون التقليدية.

 

حضر الافتتاح الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والشيخ هزاع بن طحنون، وعدد كبير من الزوار وممثلي وسائل الإعلام. وقد شمل مشروع سوق القطارة ترميم المبنى وإعادة إحياؤه وتجديده، ليتضمن الخدمات الأساسية التي تقوم بتشغيل المبنى، كما شملت العملية تأثيث المبنى بمواصفات تراثية لإيواء الفنون التقليدية والأنشطة الحرفية، ويهدف المشروع أيضا للتأكيد على الرابط مع مركز القطارة للفنون بالطرق البصرية، والبرامج الثقافية والفعاليات الفنية المكملة لبعضها البعض، واستخدام وسائل الخدمات المهيأة في مركز القطارة للفنون.

 

وتستمر فعاليات الافتتاح حتى غداً الأحد 2 ديسمبر 2012 حيث يستقبل السوق زواره من 10ص الى 9م، بينما يتواصل برنامج فعاليات الاحتفاء بإعادة افتتاح السوق لمدة شهرين، حيث يبدأ السوق استقبال الزوار يومياً ابتداءً من الثالث من ديسمبر: من الساعة 10 صباحا – 9 مساء أيام السبت والثلاثاء من كل أسبوع، ومن 4 م الى 9 م باقي أيام الأسبوع.

 

وتضمن برنامج افتتاح سوق القطارة باقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والتراثية، منها أعمال الحرف اليدوية التراثية، وعروض العيّالة، وعروضا حية للطرق التقليدية للبناء بالطين، وصناعة العريش "سعف النخيل" بمشاركة الجمهور من مختلف الأعمار لإثراء تجربتهم في زيارة السوق ومركز القطارة للفنون.

 

وسيجري أيضاً تنظيم ندوات في مجال التراث الإماراتي والمواقع الأثرية في مدينة العين، ومعارض لفنون الرسم والتصوير الفوتوغرافي، منها المعرض الفني "لمسة من التراث" لفنانين من دولة الإمارات، وإقامة استديو تراثي، إضافة إلى عدد من النشاطات الموجهة للأطفال والعائلات، ومعرض كتب لدار الكتب الوطنية التابعة للهيئة.

 

وبهذه المناسبة أكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أنّ الآثار والمباني التاريخية عناصر أساسية للبيئة التاريخية لإمارة أبوظبي، كما أنّها تمثل إرثاً حضارياً يعتزّ به أبناء الإمارة. وتحرص هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على حماية هذا الإرث والحفاظ عليه، والعمل على إعادة إحياءه وتطويره وفق الأساليب العلمية، وتوظيفه بشكل ينسجم وروح العصر لإبراز العمق الحضاري للإمارة.

 

وأوضح  أنّه ضمن هذا السياق تأتي إعادة افتتاح سوق القطارة، بعد أن خضع لعملية ترميم أعادت البناء للحياة من جديد، نظراً لما يشكله هذا السوق من أهمية تاريخية، وما لعبه من دور تجاري واجتماعي في حياة أهالي مدينة العين فيما مضى، ولا شك أن هذا السوق الذي يعود بتاريخه لعشرات السنين لم يكن سوى امتداداً لما كانت تشهده المنطقة عموما ومدينة العين على وجه الخصوص من نشاط اقتصادي. فقد أظهرت الأدلة العلمية التاريخية والأثرية حركة التبادل التجاري الكبيرة بين المدينة في الماضي وكبرى حضارات الشمال (بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس)، والشرق (الهند وباكستان)، وذلك عبر طرق تجارية طويلة وهامة.

 

وأكد رئيس الهيئة أنّ إعادة سوق القطارة إلى الحياة مرة أخرى هي استعادة لبعده الاجتماعي والاقتصادي، وتجسيداً لرمزيته ودلالاته المتعددة بالنسبة للشعب الإماراتي، وستسهم أيضاً في إعادة الاعتبار للسوق والمنطقة المحيطة به، وإحياء الحرف التقليدية واستعادة مكانتها في المجتمع المحلي، وتنشيط الحراك الاجتماعي والاقتصادي لأهالي مدينة العين، وفتح نافذة سياحية جديدة فيها، يتعرف خلالها المقيمون والسياح على جوانب مختلفة من أوجه النشاط التقليدي للمجتمع الإماراتي.

 

من جهته أكّد مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، على تواصل جهود إعادة إحياء الواحات ودورها في منطقة العين، وإلى استحداث برامج تساهم في دعم البنية التحتية السياحية والثقافية لإمارة أبوظبي، عبر إعادة إحياء الاستخدامات الأصلية للمباني التاريخية وتخصيصها للأغراض التي أنشئت لها أساساً، ومنها السوق التقليدي القديم في القطارة، وفي نفس الوقت استخدام تلك المباني لأغراض جديدة بهدف دمجها في البنية التحتية للمدينة، وبالتالي ضمان المحافظة عليها لزمن طويل.

 

يعود تاريخ بناء سوق القطارة التاريخي بمدينة العين إلى منتصف القرن العشرين عندما أمر المغفور له بإذن الله الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي آنذاك، ببنائه في منتصف الطريق الفاصل بين واحتي القطارة والجيمي المليء بأشجار النخيل.. وسوق القطارة هو نموذج للأسواق العربية القديمة التي كانت تنبض بالحياة وتعد قلباً لأي مدينة، فهو مركز للتبادل التجاري، ونقطة التقاء مهمة لسكان المنطقة الذين كانوا يقصدونه للتزود باحتياجاتهم الأساسية، وفي نفس الوقت التواصل الاجتماعي. وقد شهد أعمال توسعة في السبعينات.

 

ويذكر أنّ السوق كان يضم في البداية 15 دكانا، ثم أضاف إليها الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان أربعة أخرى في السبعينات، ومُنحت للتجار مجانا، وكانت تباع فيها المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والطحين والسكر والتمر وأنواع من البهارات والصابون وبعض المستلزمات المنزلية التي كانت تجلب من أبوظبي ودبي، إلى جانب بعض المنتجات المحلية، كما تضمن السوق محلات للخبازين والخياطين وحرفيين مختلفين مثل صاغة الذهب والفضة.

 

كان السوق يفتح أبوابه فقط في وقت الظهيرة حتى وقت المغرب، وبعد نحو عشر سنين أصبح يعمل على فترتين صباحية ومسائية. غير أن توسع المدينة وافتتاح سوق العين في عام 1960 أثر على الحركة التجارية في سوق القطارة لسهولة المواصلات إلى سوق العين، فبدأت تضعف حركة البيع تدريجيا حتى هجر التجار المكان قبل نحو خمسة عشر عاما، وبقي السوق مهجورا منذ تلك الفترة.. ويتميز السوق بالموقع المتميز ذو الرؤية الواضحة، خاصة وأنه محاط بمجموعة من المباني التاريخية، ونخص بالذكر قلعة "بن عاتي الدرمكي"، والتي أعيد استخدامها كمركز للفنون.

 

وكانت الهيئة قد افتتحت مؤخرا مركز القطارة للفنون ضمن جهودها لتطوير واحة القطارة التاريخية. لتضمّ مركزا يوفر مكانا لدراسة الفنون والثقافة وممارستها من قبل جميع شرائح المجتمع الإماراتي، وبالتالي تعزيز التواصل بين السوق والمركز في إطار البرامج والفعاليات المختلفة، خاصة وأنه تم الحفاظ على جميع جوانب البناء الأصلي للمركز بعد ترميمه، بهدف تحقيق التوازن بين التراث والحداثة التي هي أحد التحديات الرئيسة للحياة الثقافية عموما.
 

المصدر : وكالة أنباء الشعر

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله