الإمارات ثاني أعلى دولة في نمو المسافرين بمعدل 10.2 %
أكد خبراء ومختصون أن النجاح الكبير الذي حققته الدولة في قطاع الطيران يعود إلى الاستثمارات الكبيرة في هذا القطاع الحيوي، والرؤية الحكومية للصناعة باعتبارها أحد الروافد المهمة للتنمية الاقتصادية.
وأشار المتحدثون في مؤتمر إدارة الطيران الذي افتتح، أمس في دبي، برعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى لطيران الإمارات، إلى أن دولة الإمارات ستكون ثاني أعلى دولة نمواً في أعداد المسافرين الدوليين خلال الفترة من 2011 – 2015 بمعدل يبلغ 10.2 % وهي السابعة في أعداد المسافرين الدوليين بـ82.3 مليون راكب في الوقت الذي تأتي فيه الإمارات أولاً من حيث حجم الشحن الدولي بـ2.7 مليون طن.
وقال المشاركون في مؤتمر إدارة الطيران الذي تنظمه كلية طيران الإمارات: إن هذه النجاحات التي تحققت خلال السنوات الماضية تحتاج إلى إدارات واعية تمكنها من مواجهة التحديات المستقبلية للمحافظة على الإنجازات، والتعامل مع المتغيرات المتسارعة التي تشهدها هذه الصناعة.
وأشار المتحدثون في المؤتمر الذي يستمر يومين إلى أن أبرز التحديات التي تواجه صناعة الطيران اليوم، تتمثل في التحديات البيئية وسعي المجتمع الدولي للتخفيف من تأثيرات الصناعة في البيئة في القرن 21 والتغيرات الجارية في البنية القانونية والسياسية التي تتعلق بالقطاع إضافة إلى التطورات التكنولوجية وتأثيرها في الصناعة والتحديات التجارية في إدارة الطيران.
وفي كلمة افتتح بها المؤتمر، أكد الدكتور أحمد العلي، عميد كلية طيران الإمارات، أن هذا المؤتمر يهدف إلى جمع الأكاديميين والعاملين في الصناعة لدراسة تحديات القطاع وكيفية مواجهتها، وخاصة في ظل النمو الكبير للقطاع في الإمارات، وتسارع نمو الناقلات الوطنية وحاجتها إلى المزيد من الطيارين في ظل نقص الطيارين وتبادل الأفكار ووجهات النظر حيال أهم القضايا التي تواجه الصناعة.
وقال الدكتور العلي إن المؤتمر الذي يتوقع أن يتم تحويله إلى حدث سنوي، سيخرج بقرارات وتوصيات حيال أهم القضايا التي تواجه مختلف أطراف الصناعة، بما فيها المطارات وشركات الطيران والمصنعين إضافة إلى الهيئات المؤسسات الحكومية ذات العلاقة.
ليست مجرد شركة طيران
وفي كلمة ألقاها في المؤتمر، أكد غاري تشابمان، رئيس دناتا وخدمات المجموعة في طيران الإمارات، أن الناقلة ليست مجرد شركة طيران بل تضم اليوم مجموعة من الأعمال المتنوعة وإن كانت تدور ضمن قطاع الطيران من مزودي الخدمات السياحية وقطاعات الشحن والفنادق والتجزئة وغيرها.
وقال تشابمان إن طيران الإمارات تعد قصة نجاح مستمرة منذ أكثر من 25 عاماً، خصوصاً وأنها تحقق الأرباح منذ عامها الثاني وهي تعد اليوم أكبر مشغل في العالم لطائرات بوينغ 777 وطائرات الإيرباص 380.
وأشار إلى أن الجزء الآخر من مجموعة طيران الإمارات يتمثل في دناتا التي باتت اليوم واحدة من أكبر مزودي خدمات الطيران في العالم، حيث تقوم وحدة تجهيز وجبات الرحلات مثلاً بإعداد أكثر من 130 ألف وجبة يومياً تخدم 114 شركة طيران في مطار دبي الدولي من خلال 6700 موظف يعملون في قسم وجبات الرحلات.
وقال: إن دناتا وعلى مستوى العالم توجد في أكثر من 20 دولة في العالم وفي قسم وجبات الرحلات فقط تعد أكثر من 30 مليون وجبة سنوياً، ولديها منشآت تستوعب أكثر من 144 طن من الأغذية والمشروبات. ومن حيث منشآت التدريب تمتلك طيران الإمارات مشروعاً مشتركاً مع «سي آي ايه» العالمية لإعداد الكوادر الفنية العاملة في قطاع الطيران بما فيها تدريب الطيارين، موضحاً أن كلية طيران الإمارات ستفتتح منشآتها الجديدة خلال العام 2014 في واحة دبي للسيليكون.
وأوضح أن طيران الإمارات تمتلك اليوم مجموعة من الفنادق منها داخل الدولة مثل فنادق ماريوت هاربور، والذي سيفتتح خلال العام الجاري ويضم أكثر من 1600 غرفة وجناح، وفندق المها الصحراوي، وفولجان فالي في أستراليا، إضافة إلى سلسلة فنادق «بريميير ان» التي تشهد توسعاً كبيراً داخل الدولة وخارجها. كما تمتلك مجموعة طيران الإمارات سلسلة مقاهي كوستا التي تدير 100 متجر في الإمارات وحدها، ولديها متاجر في سلطنة عمان. كما تمتلك المجموعة أيضاً مقاهي «هدسون» في أستراليا التي تمتلك 14 متجراً هناك.
معايير السلامة في الطيران
وقدم عمر بن غالب، نائب مدير الهيئة العام للطيران المدني في الدولة، ورقة استعرض فيها معايير السلامة التي تنتهجها الإمارات في النقل الجوي. وأكد بن غالب أن الدولة تعد اليوم من أوائل دول العالم التي بدأت بالعمل للتطبيق الكامل لمعايير السلامة التي أقرتها منظمة الطيران المدني «ايكاو»، موضحاً أن الهيئة تجري حالياً مشاورات مع شركات الطيران الوطنية لبدء التطبيق الكامل لهذه المعايير في العام 2014.
وأضاف بن غالب أن تطبيق هذا البرنامج سيتم بالتشاور مع شركات الطيران الوطنية ووفق مبدأ التدرج، مراعياً استعداد كل شركة ومعايير وتعليمات الايكاو في هذا المجال التي تنفذ هذا البرنامج ضمن إطار زمني يراعي التباينات بين شركات الطيران والمناطق الجغرافية في العالم.
وأكد بن غالب أن الهيئة تتبنى أولوية السلامة في السماح لشركات الطيران في العمل وقد أوقفت أكثر من 40 مشغلاً خلال السنوات الماضية لعدم التزامها بمعايير السلامة التي وضعتها الهيئة الأمر الذي يضع الدولة في مقدمة دول العالم في هذا المجال.
700 مليون دولار أرباح الناقلات
من جهته، توقع حسين الدباس المدير الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» أن ترتفع أرباح شركات الطيران في الشرق الأوسط لتصل إلى 700 مليون دولار مقارنة مع مليار دولار في العام الماضي متراجعة بنحو 30 %.
وقال الدباس: إنه ورغم هذا التراجع إلا أن المنطقة ما زالت تعد واحدة من أسرع أسواق العالم نمواً وبمعدلات تصل إلى 16 % في حركة النقل الجوي في دول مثل الإمارات مثلاً، بفضل البنية التحتية المتطورة للقطاع واستخدام أحدث الأساطيل التي تمكنها من جذب المسافرين وتحويل مطاراتها إلى مراكز طيران عالمية.
وأشار إلى أن السفر الممتاز وهي الدرجتان الأولى والأعمال يشهد تراجعاً طفيفاً بسبب الأزمة الاقتصادية في أوروبا وبطء انتعاش الاقتصاد الأميركي الأمر الذي يؤثر في الأسواق الأخرى في آسيا وغيرها من دول العالم.وقال الدباس إن الاياتا وضمن سعيها لمواجهة تحديات الصناعة أطلقت نظام التوزيع الجديد الذي تم فيه تحصيل أكثر من 360 مليار دولار خلال العام الماضي.
وأضاف أنه وخلال العام الماضي سافر عبر مطارات العالم نحو 2.8 مليار راكب عبر أكثر من 35 ألف ممر جوي ربطت بين 3800 مطار حول العالم، وقطعت شركات الطيران فيها مسافة تصل إلى 5.1 تريليونات كم، أي نحو 34 مرة المسافة بين الأرض والشمس.
وأشار إلى أن صناعة الطيران المدني توفر اليوم 57 مليون فرصة عمل منها 8.4 ملايين بشكل مباشر وتبلغ قيمة القطاع 2.2 تريليون دولار أي نحو 3.5 % من الناتج العالمي الإجمالي. وحققت الصناعة عائدات بلغت 4.6 تريليونات دولار خلال العاقد الماضي، لكن هامش الربحية ما زال قليلاً جداً ولا يتجاوز 2.9 % الأمر الذي كبد الصناعة خسائر بلغت 16 مليار دولار.وقال الدباس إن العام الجاري سيشهد تحقيق الصناعة لعائدات تبلغ 636 مليار دولار وأرباحاً لن تتجاوز 4.1 مليارات دولار أي بهامش ربح 0.6 %.
وحول الشرق الأوسط قال الدباس إن المنطقة تشمل اليوم 11.5 % من حركة السفر الجوي في العالم مقارنة مع 4 % فقط قبل عقد من الزمان وهي تحقق نمواً في أعداد المسافرين الدوليين يصل إلى 16 % هو أعلى معدل في العالم. وقال إن دولة الإمارات ستكون ثاني أعلى دولة نمواً في أعداد المسافرين الدوليين خلال الفترة من 2011- 2015 بمعدل يبلغ 10.2 % وهي السابعة في أعداد المسافرين الدوليين بـ82.3 مليون راكب في الوقت الذي تأتي فيه الإمارات أولاً من حيث حجم الشحن الدولي بـ2.7 مليون طن.
وأشار إلى أن هذا النجاح لدول المنطقة يعود إلى الاستثمارات الضخمة في قطاع الطيران والتي بلغت 100 مليار دولار في المطارات و200 مليار دولار في الطائرات الجديدة. حيث يتصدر مطار دبي الدولي مطارات المنطقة من حيث أعداد المسافرين بـ51 مليون مسافر يليه مطار جدة بـ23 مليون مسافر ثم الدوحة بـ17 مليون راكب.
الإجراءات الأمنية في المبنى 3
وفي ورقة حول الإجراءات الأمنية وفاعليتها في المطارات «المبنى 3 انموذجاً» قدمت إدارة أمن المطارات في شركة دبي ورقة، أوضحت فيها أن عمليات تصميم المبنى رقم 3 في مطار دبي الدولي وتشغيله، تطلبت العديد من التجارب والمشاريع الأمنية قبل بدء تشغيل المطار.
وأشارت الورقة إلى أنه وخلال مرحلة التأسيس تم مراجعة كافة مراحل المشروع ومتطلباته الأمنية، خطوة بخطوة، ومعرفة كافة احتياجاته من الكوادر البشرية، موضحة أنه تم تنظيم العديد من الدورات التدريبية المكثفة والمتخصصة لمختلف الكوادر الأمنية العاملة في المطار.
وسبقت مراحل التشغيل التجريبية مراحل تشغيل أمنية للاطلاع على فاعلية أنظمة الحقائب يبلغ طولها أكثر من 92 كم، حيث تم اختبار أكثر من 23 نظاماً أمنياً يعمل بأشعة إكس وتم إجراء 27 تجربة تشغيل لهذه الأنظمة للتأكد من فاعليتها وقابليتها للعمل. كما تم تنظيم 63 زيارة ميدانية لأكثر من 2850 موظفاً لمختلف الرتب في شرطة دبي لإطلاعهم عن قرب على المشروع واحتياجاته الأمنية.
وأشار إلى أنه وعند التشغيل روعي مبدأ التدرج في العمل، حيث تم افتتاح العمل في الوجهات الخليجية أولاً ثم شبه القارة الهندية، ثم الوجهات الأخرى حرصاً من إدارة المطار على التنفيذ الفاعل والتشغيل الآمن لكافة أنظمة وأجهزة المطار.
وأشار غريس غارتون نائب الرئيس للعمليات في مطارات دبي، إلى أن تجربة دبي الناجحة في الأجواء المفتوحة، مكنتها من جذب العديد من شركات الطيران وتعزيز النمو في قطاع الطيران في الوقت الذي عمل فيه مطار دبي على مدار الساعة، مستفيداً من موقعة الاستراتيجي الذي لا يبعد سوى 4 ساعات عن نحو ثلثي سكان العالم.
وقال إن هذا النجاح لمطار دبي مكنه من تحقيق معدلات لم تقل عن 9 % خلال السنوات العشر الماضية، وهو يحتل اليوم المرتبة الرابعة عالمياً من حيث أعداد المسافرين الدوليين.وسيدعم قطاع الطيران في دبي حتى عام 2020 أكثر من 250 ألف فرصة عمل ويسهم بأكثر من 22 مليار دولار وسيمثل 19 % من إجمالي قوة العمل و28 % من ناتج دبي الإجمالي بفضل نموه المتسارع، حيث يتوقع أن يتعامل مع أكثر من 98.5 مليون مسافر في العام 2020.
ووفقاً لخطة دبي الاستراتيجية 2020 والتي بدأت حكومة دبي في تنفيذها من خلال مشروع توسعة مطار دبي الدولي سيتم زيادة أعداد مواقف الطائرات بنسبة 60 % وإضافة 675 ألف متر مربع من المرافق الإضافية للمطار و30 ألف متر مربع لمرافق الشحن.وتقضي الخطة التي تبلغ كلفتها 28.8 مليار درهم بتوسعة المبنى رقم 2 وبناء مبنى كونكورس رابع «دي» يتوقع إنجازه في العام 2015 إضافة إلى أعمال البناء القائمة في مطار دبي وورلد سنترال. ويستوعب المبنى «دي الكونكورس 4» 18 مليون مسافر.
توسع «دناتا»
أكد تشابمان أن «دناتا» نمت مع نمو طيران الإمارات واستطاعت خلال العام الماضي تحقيق عائدات تجاوزت 7 مليارات درهم، وحققت أرباحاً صافية بلغت 808 ملايين درهم في مختلف قطاعات وأنشطة العمل التي تمارسها.
وأشار تشابمان إلى أن دناتا التي بدأت في العام 1959 بخمس موظفين تمتلك اليوم مجموعة واسعة من الأعمال والأنشطة المتنوعة التي تشمل خدمات السفر والشحن الجوي والمناولة الأرضية من خلال أكثر من 20 ألف موظف منتشرين في مختلف أسواق العالم. وتخدم دناتا 250 ألف طائرة سنوياً و70 مليون مسافر، وهي تمتلك حصص حيوية في شركات عالمية مثل هوغ روبنسون التي تملك فيها 23 % ومايند بيرل 29 % وترافيل ريبابلك.
وأشار إلى أن «دناتا» لعمليات المناولة الأرضية توجد في 21 مطاراً في 9 دول حول العالم وهي تخدم 300 ألف طائرة و70 مليون مسافر سنوياً و200 شركة طيران. أما الشحن الجوي فتوجد دناتا في 17 مطاراً في 7 دول وتعاملت في العام الماضي مع 1.7 مليون طن من الشحن الجوي. كما تعمل دناتا في حلول تقنية المعلومات من خلال «ميركاتور»، وهي ذراع تقنية المعلومات في مجموعة الإمارات وتعمل في قطاعات عدة منها حلول خدمات المسافرين وحلول الشحن الجوي والحلول المالية وحلول السلامة، إضافة إلى حلول إدارة علاقات العملاء وهي تقدم خدماتها إلى أكثر من 120 شركة حول العالم.
المصدر : البيان