انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي للعمارة التقليدية بمدينة العين
أبوظبي " المسلة " … انطلقت صباح اليوم الاثنين في مدينة العين فعاليات مؤتمر اللجنة الدولية للعمارة التقليدية (سياف- ايكوموس 2012 العين) واجتماع المجلس الدولي للمعالم والمواقع، ويستمر المؤتمر الذي يعتبر أحد أهم المؤتمرات ذات الصلة بتبادل الخبرات في مجال المباني التقليدية حول العالم، لمدة 3 أيام في مركز القطارة للفنون التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
ويتمحور موضوع المؤتمر لهذا العام – والذي يقام للمرة الأولى في دولة عربية – حول موضوع "المكان في تراث المباني التقليدية في محيط متغير بوتيرة عالية"، ويستضيف مجموعة من الأوراق البحثية ذات العلاقة بهذا المجال بالاستفادة من الخبرات المطروحة من جهات ورموز علمية مختلفة على صعيد العالم. ويصاحب المؤتمر الاجتماع السنوي للجنة "سياف" التابعة لجمعية أيكوموس الدولية والتي تختص بمناقشة قضايا العمارة التقليدية ومفهوماتها، وأساليب الحفاظ عليها والوقوف على أبرز المستجدات العلمية والعملية في هذا المجال.
وانطلقت الفعاليات بكلمة افتتاحية لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ألقاها محمد النيادي مدير إدارة البيئة التاريخية في الهيئة، رحب فيها بالخبراء الإماراتيين والدوليين القادمين من مختلف أنحاء العالم المشاركين في مؤتمر العمارة التقليدية السنوي، وقال إنه يسعدنا أن تستضيف هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة هذا المؤتمر السنوي للعمارة التقليدية للعام 2012 والذي يعقد لأول مرة بالمنطقة العربية، هذه المنطقة الغنية بالتراث المعماري والعمراني الذي أنتجته مجتمعات عريقة لها ثقافات وتقاليدها المحلية والإقليمية والدولية.
وأعرب عن الأمل في أن يسهم هذا المؤتمر الدولي المهم في زيادة الوعي بتراثنا المعماري والعمراني مما يؤدي إلى تكاتف الجهود في الحفاظ عليه وإدماجه في خطط التنمية المستقبلية بالمنطقة. وفي أن يساهم المؤتمر في لفت أنظار المهتمين والمتخصصين في أنحاء العالم بالتراث المعماري والعمراني العربي بصورة عامة وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة بصورة خاصة.
ويشارك في المؤتمر كذلك الخبراء العاملون في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، من خلال المساهمة بخبراتهم حول الحفاظ على التراث المعماري التقليدي في مدينة العين، حيث تشكل المشاركة في النقاشات حول الحفاظ على تراث المباني التقليدية إضافة نوعية لجهود دولة الإمارات العربية المتحدة كعضو في منظمة الإكوموس.
يذكر أنّ اللجنة العلمية الدولية للعمارة التقليدية بمنظمة الإكوموس قد اختارت مدينة العين لعقد مؤتمرها واجتماعها السنوي، حيث تعتبر مدينة العين – مدينة الواحات، غنية بالمباني التاريخية الطينية، وهي المدينة التي تمّ إدراجها العام الماضي على قائمة اليونسكو للتراث الإنساني العالمي.. وتتولى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مسؤولية البحث وإعداد سياسات التطوير لضمان تنفيذ نشاطات حماية المواقع والمباني التاريخية وفق أرقى المعايير العالمية، حيث يجري تنفيذ عدد من مشاريع الصون الهامة، وكانت الهيئة قد أنهت تنفيذ أكثر من 140 مهمة في أكثر من 25 موقعا تاريخيا في مدينة العين، وتم بهذه الأعمال ضمان سلامة المباني واستقرارها..
ويتيح المؤتمر الفرصة للخبراء الدوليين المشاركين زيارات ميدانية للتعرّف على العديد من مشاريع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومنها برنامج ترميم الطورائ للمباني التاريخية، وبرامج المراقبة، والصيانة الدورية المستمرة، والحماية، والترميم، وإعادة التأهيل، والتطوير، والإدارة للمباني التراثية والمواقع الأثرية.
وكانت الهيئة قد اختتمت السبت الماضي فعاليات المعسكر الدولي لتوثيق العمارة التقليدية "معسكر فيرنادوك العين 2012 "، الذي استضافته الهيئة خلال الفترة من 4 ولغاية 17 نوفمبر 2012 في أحد المباني التاريخية بمدينة العين، بمشاركة 20 مُشاركاً من طلبة العمارة والمهنيين المهتمين من مختلف أنحاء العالم، والذي يعتبر استمراراً لسلسة معسكرات سابقة بدأت في فنلندا قبل أكثر من عشر سنوات، ويهتم بتوثيق العمارة التقليدية باستخدام أدوات التوثيق والرسم الهندسي الأساسية.
وأعقب الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العمارة الدولي اليوم الاثنين في مركز القطارة للفنون افتتاح معرض للمشاركين في المعكسر، ضمّ أعمالهم الفنية الهندسية التي تعنى بتوثيق ورسم وتجهيز الرسومات لبعض المباني التقليدية بالعين. وأبرز المعرض حصيلة جهود الطلبة المشاركين من جامعات الإمارات وبعض الجامعات العالمية، وعكس القيمة الجمالية للمباني التاريخية في مدينة العين، وأهمية توثيقها تراثيا وعلميا.
يذكر أنه تمّ افتتاح مركز القطارة للفنون في مارس 2011 من قبل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ضمن جهودها لتطوير قلعة القطارة التاريخية في واحة العين، لتضمّ مركزا يوفر مكانا لدراسة الفنون والثقافة وممارستها من قبل جميع شرائح المجتمع الإماراتي.
يضم المركز برنامجا مكثفا للفنون والثقافة من خلال التركيز القوي على التراث والثقافة الإماراتية والفنون المحلية والعربية. كما يضم أيضا المرافق الأكثر تطورا لدراسة وتحسين المهارات الفنية. ويحتوي المركز على قاعات مميزة للدراسة، بما فيها أستوديو متعدد الأغراض لإقامة فعاليات متنوعة كالحصص الموسيقية والمشغولات الفنية، واستوديو خاص للرسم والفن التشكيلي، وثالث مجهز للأعمال الفخارية، وغرفة رقمية مناسبة للتصوير الفوتوغرافي، ودورات لتعليم الحاسوب، وأستوديو واسع لتعليم أصول فن الخط، بالإضافة لقاعة معارض ومقهى ومكتبة.
وقد جرى مؤخرا ترميم قلعة القطارة وإنشاء مركز القطارة للفنون من قبل الهيئة التي أولت عناية كبيرة وتقديرا لتاريخها وتراثها، ولذلك فقد تم الإبقاء على جميع جوانب البناء الأصلي في المركز للمحافظة على التوازن بين التراث والحداثة التي هي أحد التحديات الرئيسة للحياة الثقافية عموما.
المصدر : وكالة أنباء الشعر
