د . ريحان يقترح تسجيل ثلاثة طرق دينية بسيناء ضمن التراث العالمى باليونسكو
القاهرة "المسلة" خاص … طالبت إيرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار بتقديم ملفات لترشيح مواقع تراثية جديدة بمصر لوضعها على قائمة التراث العالمى أثناء لقائهما بمقر المنظمة بباريس منذ عدة أيام وفى هذا الصدد يقترح د. عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء على الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار تسجيل ثلاثة طرق تاريخية دينية فريدة بسيناء لتسجيلها كتراث عالمى وهى طريق خروج بنى إسرائيل وطريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء ويتضمن طريق العائلة المقدسة وطريق الحج الإسلامى وهى طرق فريدة من حيث أهميتها الأثرية ودلالتها الإنسانية فى تأصيل الروابط القوية بين الأديان ونشر ثقافة السلام كما تتوافر لهذه الطرق كل المعايير الخاصة للتسجيل باليونسكو من تفرّد وبعد تاريخى وأثرى ووضع قانونى يوفر لها الحماية لأن الآثار الواقعة على طول هذه الطرق مسجلة بالوزارة ضمن الآثار المسيحية والإسلامية ولا يوجد أى منازعات على مواقعها وبها مواقع مفتوحة للزيارة وحالتها المعمارية جيدة.
ويضيف د. ريحان أن طريق خروج بنى إسرائيل يمثل قيمة لكل الأديان حيث وردت قصة نبى الله موسى وبنى إسرائيل فى عدة سور بالقرآن الكريم ولقد كرّم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس فى سورة التين كما أن المبانى الدينية المسيحية بسيناء كالأديرة والكنائس بنيت فى محطات هذا الطريق تبركاً بهذه الأماكن وخصوصاً أشهر هذه الأماكن وهو دير سانت كاترين أهم الأديرة على مستوى العالم والذى يجسّد التلاقى بين الأديان فى بقعة واحدة عند الشجرة المقدسة وبنى المسلمون جامعاً داخل هذا الدير تبركاً بالجبل المقدس ويشمل الطريق محطات هامة منها منطقة عيون موسى 35كم جنوب شرق السويس ومنطقة معبد سرابيت الخادم 138كم جنوب شرق السويس و طور سيناء 280كم جنوب السويس وهى مدينة ساحلية عبدوا فيها العجل الذى صنعه السامرى ومنطقة الجبل المقدس (سانت كاترين حالياً) الذى تلقى فيها نبى الله موسى ألواح الشريعة وبخصوص طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين .
يشير د. ريحان لوجود طريقان مشهوران للرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء ، طريق شرقى وطريق غربى الطريق الشرقى هو للحجاج القادمون من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حالياً) وعبر عدة أودية تصل لجبل سيناء بطول 200كم وطريق غربى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء بطول 375كم ويشمل هذا الطريق أقدم مدينة مسيحية بسيناء بوادى فيران 60كم شمال غرب دير سانت كاترين تعود للقرن الخامس والسادس الميلادى وأجمل الأديرة المكتشفة بسيناء وهو دير الوادى بطور سيناء المبنى بالحجر الجيرى والرملى المصقول وهو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بعناصره المعمارية كاملة منذ القرن السادس الميلادى وعدة كنائس بشمال سيناء مثل كنيسة تل مخزن والفرما بالفرما وكنائس منطقة الفلوسيات على الطرف الشرقى من بحيرة البردويل 30كم غرب العريش علاوة على الأودية التى تحوى قلايا مسيحية للنساك المنقطعين منذ القرن الرابع الميلادى بوادى فيران ومنطقة كاترين وطور سيناء .
أما طريق الحج إلى مكة المكرمة عبر وسط سيناء فيتضمن العديد من القلاع الهامة التى ساهمت فى صد غارات الصليبيين على مصر وحماية طريق الحج مثل قلعة نخل وقلعة الجندى وقلعة صلاح الدين بطابا ونقش السلطان الغورى كاحد العلامات الأثرية الهامة لهذا الطريق وقد بدأ طريق الحج عبر سيناء منذ دخول المسلمين إلى مصر وبلغ قمة ازدهاره فى العصر المملوكى واستمر حتى عام 1885م حين تحول للطريق البحرى من ميناء السويس إلى ميناء الطور ومنه إلى جدة علاوة على الكتايات الأثرية للحجاج بالجامع الفاطمى داخل دير سانت كاترين الذى أنشأه الأمير أنوشتكين فى عهد الخليفة الآمر بأحكام الله 500هـ 1106م وعبر عدة أودية بسيناء