Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سيناء تتحول إلي هدف.. لضرب صناعة الأمل بقلم : جلال دويدار

 

سيناء تتحول إلي هدف.. لضرب صناعة الأمل

 

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

 

إن جانبا كبيرا من خير السياحة الاقتصادي كان مصدره استثمار امكانات سيناء الطبيعية خاصة جنوبها. استمر تدفق عائدات هذا الخير علي مدي العقود الثلاثة الماضية والتي تواصلت حتي ما بعد قيام ثورة 25 يناير عام 2011 وهو ما أدي إلي تعظيم الدخل القومي من هذه الصناعة الواعدة. ورغم هذه الاهمية السياحية والاستراتيجية لسيناء التي تم تحريرها بدماء آلاف الشهداء الأطهار الا انها وللاسف افتقدت التنمية الاقتصادية والبشرية المتكاملة وهو الامر الذي انعكس سلبا علي أحوالها وأحوال أهلها الذين تعرضوا لعزلة وطنية نتيجة الاهمال وعدم التجاوب مع مطالبهم وشكاواهم.
<<<

كان من الطبيعي أن تخلق هذه السياسة بيئة مناسبة لظهور التيارات المتطرفة التي وجدت نفسها في ممارسة اعمال العنف التي هزت أمن هذه المنطقة الواعدة سياحيا واقتصاديا. حدث هذا التطور رغم الطفرة الهائلة في التعمير التي شهدتها هذه المنطقة في اعقاب تحريرها وشملت انشاء شبكة من الطرق والارتفاع بمستوي المرافق بهدف خدمة التنمية السياحية. ومثلما كان الحال مع محافظات الصعيد فإنه وبعد هذا الاهتمام الذي شهدته في السنوات الاولي بعد تحريرها تعرضت سيناء للنسيان خاصة في مجال التنمية البشرية واحتياجاتها. لم يقتصر الاهمال علي غياب خطة لإقامة المشروعات للارتفاع بمستوي معيشة اهل المنطقة وانما شمل ايضا توفير متطلبات الأمن التي بدونها تتحول البوابة الشرقية للحدود المصرية مرتعا للاخطار التي تهدد أمن وسيادة الوطن.
<<<

كان طبيعيا ان تتأثر السياحة.. صناعة الأمل وذخيرة المستقبل لمصر ومحور النشاط الاقتصادي في جنوب سيناء.. بهذه التطورات المتوقعة لتصل ذروتها في الشهور الماضية. ادي ذلك إلي تدخل قواتنا المسلحة من اجل استعادة الأمن والاستقرار اللذين افتقدهما الشمال وامتد تأثيره إلي الجنوب. وتوالت الاحداث بعد ذلك وهو ما دفع بعض الدول السياحية إلي اصدار تحذيرات لرعاياها تطالبهم بعدم التوجه إلي سيناء حتي يتجنبوا التعرض لاعمال ارهابية. صدرت أولي هذه التحذيرات من الولايات المتحدة سواء بالنسبة لسياحها أو بالنسبة لرعاياها المقيمين في مصر.. وجاءت المملكة المتحدة »بريطانيا« في مرحلة تالية في هذا المسلسل التحذيري الذي يمثل عنصرا سلبيا يقود إلي الانحسار السياحي.
<<<

وقد شاءت الظروف غير السارة ان تأتي هذه التحذيرات من الولايات المتحدة ثم من بريطانيا التي تحتل المرتبة الثالثة في حركة السياحة الوافدة إلي مصر بحجم مليون سائح سنويا.. يأتي ذلك قبل ايام قليلة من بدء سوق لندن السياحي ثاني أكبر حدث سياحي بعد بورصة برلين. انطلاقا من هذا الواقع أقول ربنا يكون في عون هشام زعزوع وزير السياحة الذي يتواجد في هذه المناسبة المهمة علي رأس الوفد المصري بهدف الترويج للسياحة المصرية التي نحتاج لعائداتها في هذه الايام الصعبة. انه مطالب عندما يلتقي بكبار المسئولين في الشركات السياحية وفي المؤتمرات الصحفية ان يرد علي الاستفسارات والاسئلة التي سوف توجه إليه حول الاوضاع في سيناء علي ضوء هذه التحذيرات.
لا جدال ان ما صدر عن الدولتين الولايات المتحدة وبريطانيا يتسم بالمغالاة في تصوير الحالة السائدة. انهما يبرران ذلك بأن ما يقومون به هو واجبهم تجاه رعاياهم لرفع المسئولية عن عاتقهم في حالة حدوث اي شيء.
<<<

ليس جديدا القول بأن استعادة مناخ الاستقرار إلي سيناء الحبيبة يستوجب التحرك بأسرع ما يمكن في مشروعات التنمية من جانب الدولة والتي لا يمكن فصلها عن جهود مواجهة جماعات العنف والتطرف.. من المؤكد ان خلق شعور حقيقي وملموس علي المسار التنموي والتعمير سوف يمثل أكبر مساعدة للدور البطولي الذي تقوم به قواتنا المسلحة لإقرار سيادة الدولة المصرية علي كل سيناء.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله