أفواج من السياح الصينيين تقصد دبي
بكين " المسلة " … خلافا عن معظم زملائها وأصدقائها الذين يسافرون داخل البلاد أو يزورون ذويهم أثناء العطلات ، سافرت شياو هوي، فتاة عمرها 26 عاما، مع زوجها إلى مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة لمدة 6 أيام خلال عطلة العيد الوطني المنصرم. قالت شياو إننا " نرغب (أنا وزوجي) في التمتع بعطلة سهلة ومريحة ومختلفة، السفر إلى أي منطقة سياحية داخل البلاد قد يكون مزدحما ".
وقد تدفق الصينيون بكثافة إلى مناطق سياحية عديدة بأنحاء الصين أثناء هذه العطلة التي تعد الأطول في هذا العام إذ جمع "الأسبوع الذهبي" بين عطلتي عيد منتصف الخريف والعيد الوطني. وبحسب الإحصاءات من مصلحتي الدولة للإحصاء والسياحة، بلغ عدد السياح في أنحاء البلاد أثناء العطلة التي دامت 8 أيام 425 مليون شخص بزيادة 23.3 بالمائة على أساس سنوي وحققت الإيرادات السياحية 210.5 مليار يوان ( حوالي 33.2 مليار دولار أمريكي) بزيادة 26.3 بالمائة على أساس سنوي، ووصل نصيب الفرد للاستهلاك لكل زائر 495 يوانا (78.1 دولار أمريكي).
– "رحلة محجوزة قبل شهر ونصف" :
تعتبر الرحلات إلى الدول الأجنبية وخاصة أثناء فترة الأعياد مثل العيد الوطني رائجة وتشهد طلبا من الشباب في مدن بكين وشانغهاى وغيرها من المدن الكبيرة في الصين.وحجز زوج شياو رحلتهما إلى الإمارات قبل شهر ونصف من تاريخ الرحلة وذلك عبر إحدى وكالات السفر المتخصصة بالسفر الخارجي في بكين. أما صديقة شياو فقد فشلت في الحجز لنفس الرحلة بعد عشرة أيام فقط من حجز شياو بسبب نفاذ جميع المقاعد المتوفرة في هذه الرحلة.
وذكر وانغ لي، موظف تسويق في إحدى وكالات السفر ببكين، أن طلب التأشيرة السياحية للسياحة الفردية إلى الإمارات يحتاج التقدم به في وقت مبكر بنحو شهر لتحضير الوثائق المطلوبة، لكنه سهل نسبيا مقارنة بالسفر إلى الدول الأوروبية وأمريكا، حيث أن هذه الدول تطلب تقديم طلب التأشيرة قبل فترة زمنية أطول ، أي قبل الرحلة بشهرين أو أكثر لجمع معلومات المتقدمين لتأشيرات السفر, وتعد إجراءات التأشيرات إلى هذه الدول أكثر تعقيدا للسياح الصينيين .
كما أفاد أن الرحلات إلى مدن دبي وهونغ كونغ وغيرها من المدن الدولية خارج البر الرئيسي الصيني ظلت منتجات رائجة من بين كل المنتجات السياحية في الوكالة، حيث نفذت كافة حجوزات الرحلات إلى مدن مثل دبي وهونغ كونغ قبل شهر من موعد انطلاق الرحلات . وكشف وانغ أن " المستهلكين وخاصة الشباب من ذوي القدرة على الاستهلاك يرغبون في التمتع بالأجواء الثقافية الأجنبية المختلفة وشراء المنتجات الدولية الفاخرة بأسعار مميزة نسبيا في خارج البلاد ".
حتى في دبي، كانت بعض النشاطات ساخنة بين السياح الوافدين، فقد خططت شياو وزوجها لتناول وجبة من بوفيه في فندق أتلانتيس بمبلغ 150 دولارا أمريكيا لكل شخص، غير أنهما فشلا في حجزها بسبب تأخر تقدم الطلب، شرح المرشد لهما أن كل المطاعم في هذه الفنادق الشهيرة محجوزة قبل نصف شهر من الموعد .
– "عشر الدخل الفردي السنوي يستخدم في السفر" :
دفعت شياو وزوجها 16000 يوان (حوالي 2524 دولارا أمريكيا) لكل منهما لرحلتهما في الإمارات لمدة 6 أيام ، وشمل المبلغ تكلفة الإقامة في الفندق ذي الخمسة نجوم وتذاكر الأماكن السياحية ووجبتين كل يوم والمرشد السياحي والسائق والتأمين إضافة إلى نشاطات ترفيهية مدفوعة الأجر حسب رغبة السياح أنفسهم.
وتعادل قيمة هذه الرحلة حوالي عشر الدخل الفردي السنوي لشياو، حيث تعمل في أحد البنوك ببكين ويعمل زوجها في شركة كبيرة مملوكة للدولة وراتبه أعلى من شياو. قالت شياو إننا " نستهلك كل عام نحو عشر دخلنا السنوي في السفر داخل البلاد وخارجها، نفضل زيارة دول أجنبية أكثر خلال فترة شبابنا، قد يتعبنا إنجاب الولد وغيره من الأشياء في الحياة بعد سنوات، يمكن أن نتمتع بحياتنا في قدرتنا الاستهلاكية ".
غير أن فد آخر غادر في نفس الوقت مع وفد شياو إلى دبي، بلغت التكلفة 26800 يوان (4700 دولار أمريكي) لكل شخص حيث أن مستوى فنادق الإقامة ونوعية السفر أفضل، كما شمل جدولها تناول الطعام في بوفيه وشرب القهوة في فندق أتلانتيس وفندق برج العرب ذي السبعة نجوم وغيرها من الفنادق الفاخرة.
ووفقا للإحصاءات الرسمية، تجاوز نصيب الفرد لإجمالي الناتج المحلي في الصين 4000 دولار أمريكي، وبلغ عدد العطلات العامة 115 يوما، وفي هذا الصدد، تصاعدت رغبات المواطنين الصينيين وخاصة الشباب إلى السفر داخل البلاد وخارجها، الأمر الذي تكمن فيه قوة استهلاكية كامنة كبيرة.
– " أسلوب الحياة المريح" :
يذكر أن ازدهار السياحة أثناء فترة الأعياد الصينية الطويلة يحفز زيادة فرص التوظيف المحلية في دبي.وبحسب شبكة وكالات السفر، كان سعر الرحلة في العيد الوطني الصيني أعلى من سعرها قبل وبعد العيد، إذ انخفض سعرها إلى حوالي 9000 يوان في نوفمبر، أما سعرها في عيد الربيع التقليدي المقبل قد يرتفع حسب أسعار الفنادق وتذاكر الطيران في ذلك الوقت.
كان المرشد السياحي لوفد شياو فتاة صينية تعمل في إحدى الشركات المحلية بدبي كموظفة دائمة، وتعمل كمرشد مؤقت أثناء فترة الأعياد الصينية بسبب تدفق السياح الصينيين إلى المدينة. وقد أصبح الاستهلاك للمواطنين الصينيين عند سفرهم إلى خارج البلاد قوة محركة كبيرة تحفز النمو السياحي السريع في كثير من الدول والمناطق ذات الميزات السياحية.
وبحسب الأرقام، بلغ معدل مساهمة سياحة المواطنين الصينيين في خارج البلاد 7.2 بالمائة في عام 2011 ، وقدم السياح الصينيون مساهمات إيجابية في حفز اليقظة الاقتصادية العالمية. وبدلا من شراء الحقائب أو الملابس الفاخرة، فضل كثير من الأعضاء لوفد شياو شراء مجوهرات ذهبية ذات ميزات عربية أو منتجات ذهبية أخرى.
قالت تشانغ يي، فتاة سافرت إلى دبي مرات عدة للأعمال التجارية، إن البضائع في دبي لا تتميز بسعر تفضيلي، مقارنة مع مدن هونغ كونغ أو باريس وغيرها من المدن التجارية الدولية الأخرى ، إلا في موسم الخصم أو مهرجان دبي للتسوق ، وكانت أسعار الملابس أو الحقائب الأخرى بماركات دولية تتميز بسعر جذاب أثناء هذه الفترة.
قالت شياو إن السفر إلى دبي أو هونغ كونغ لا يعادل شراء منتجات فاخرة كثيرة فقط، إن السفر نفسه عمل استهلاكي يجعلنا نتمتع بأسلوب حياة آخر في الخارج، "هذا يهمني أكثر من شراء أي حقيبة أو ماكياج في سوق التجارة الحرة هناك". وتفكر شياو وزوجها في حجز رحلة جديدة في عيد الربيع المقبل، وقالت إن "أيام العطلات محدودة كل سنة، كما هو شبابنا، نرغب في التمتع بالسياحة وقدرتنا على الاستهلاك ، إنه أسلوب للحياة نستريح به بعد العمل اليومي المتعب".
المصدر : شينخوا