Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

السياحة في الشرقية.. خطوة للأمام وعشرة للخلف

 

السياحة في الشرقية.. خطوة للأمام وعشرة للخلف

الشارقة "المسلة" … حبا الله المنطقة الشرقية الشواطئ الجميلة، والطبيعة الساحرة، والموقع الاستراتيجي، ورغم ذلك، لم يكن القطاع السياحي فيها على المستوى المطلوب، ولم تنعم بإقبال سياحيٍّ على مدار العام، ولم تحظَ بعدد وافرٍ من المنشآت السياحية الجيدة، ولم تجتذب المزيد من رجال الأعمال للاستثمار في القطاع. ويؤكد مواطنون ومختصون ،أن كنوز المنطقة الشرقية السياحية لم تكتشف بعد، وأن المنطقة مازالت لم تُستغل مكتساباتها الطبيعية، في إيجاد صناعة سياحية، توفر الوظائف للشباب السعودي، وتجلب العِملة الصعبة للاقتصاد الوطني. وللمنطقة الشرقية أهميّة كبيرة من الناحية الاقتصادية والسياحية ،وذلك لِما تتمتع به من سواحل نظيفة ومهيّأة لاستقبال الزوار من كافة مناطق المملكة، ومراكز تجارية مميّزة وإلى جانب قُربها من العواصم الخليجية، وتستقطب المنطقة أعداداً كبيرة من الأشقاء في الخليج العربي، ولكن افتقار المنطقة للكثير من المقوِّمات السياحية، جعل العديد من أبنائها يطالبون بصوت عالٍ تسريع عملية النمو السياحي في المنطقة .

عاصمة السياحة

ويعتبر خالد عسيري المنطقة الشرقية عاصمة السياحة الخليجية، ويقول: «بحكم أن المنطقة الشرقية تُعتبر من أكبر مناطق بلادنا الحبيبة المترامية الأطراف، بل من أكثرها أهميّة لما يوجد بها من حقول البترول والمدن الصناعية العظيمة والشركات العالمية، إلا أنها تفتقر وبشدةٍ لأدنى درجات الحركة السياحية والترفيهية لأهالي المنطقة المُتعَبين طوال الأسبوع في أعمالهم أو السائحين القادمين من الدول المجاورة، وفي اعتقادي أن أبرز هذه الملاحظات هي قلَّة الفنادق والشُّقق الفندقية بشكل واضح، وقِلّة العناية الداخلية بها من نظافة وخدمات، وهناك فئة من فنادق النجوم الخمسة والأربعة، رغم أنها لا تضاهي فنادق ذات الثلاثة نجوم في المدن الأوروبية والآسيوية، ولا حتى العربية والخليجية، كما أنه لا يوجد مرسى للقوارب واليخوت العائلية والشبابية رغم أننا في منطقة بحرية، يُفترض أنها تشتهر بالصيد والتنزه البحري»، وقال: «ما زلنا في انتظار البدء في إنشاء مرسى الملك عبدالله الحضاري على واجهة كورنيش الدمام الذي وُضِعت الحواجز له والدِّعايات واستقطع من الكورنيش جزءا كبيرا ولنا أكثر من عام ونصف العام، ولا يوجد أيُّ جديد في الموقع».

 

الخدمات اللوجستية

ويضيف خالد: «لا توجد حديقة رسمية متكاملة الخدمات من مطاعم وسوبر ماركات ومدينة ترفيهية للأطفال وحديقة للحيوانات والخدمات اللوجستية الأخرى المهمة لمثل هذه الأماكن، كما أننا في حاجة لمواكبة التطور التقني، ما دمنا لم نواكب التطور السياحي، وذلك بتوفير أيِّ وسيلة اتصال بالإنترنت خاصة على الواجهة البحرية في كورنيش الدمام والخبر لأهل المنطقة والزوار رغم إعلانهم سابقا بتوفيرها ولم نرَ شيئاً».
وانتقد عسيري قلّة اللِوح الإرشادية والتوجيهية للزوّار في الطرقات ماعدا بعض الطرق الرئيسة مثل طريق الملك فهد، وشدّد على احتياج مهمٍ وضروريٍ جدا لأهل المنطقة والزوار على حدٍّ سواء، وهو قطار داخلي أو مترو أنفاق يربط المواطن والزائر بأبرز الأماكن في المنطقة من عملية أو سكنية أو حتى ترفيهية.

 

الطرق الرئيسة

ويقول عبدالرزاق الحجي (من سكان الخبر): «تُعدّ المناطق الشرقية الساحلية في جميع الدول من الواجهات المحبَّبة للسائحين والزوار في جميع أصقاع العالم، حيث يتميّز أهاليها بالهدوء والإشباع النفسي الذي يستقي طبيعته من منطقته ذاتها، فعندما تشاهد المنطقة الشرقية في المملكة، تجد أنها تقترب من عدة عواصم خليجية راقية، كما أنها منطقة نافذةً لهذه العواصم، هنا تجدر بنا المناقشة حول الواقع والمأمول منها، ناهيك عن الكيفية التي لابد أن تتصف بها أصلاً، فزائرها لابد أن يحظى بجملة من المميزات الترفيهية والسياحية والعلمية والخدمات  التي تجعل منها أرضاً خصبةً لاستقباله، بينما نجد الزحام فيها وسوء التنظيم  وكذلك عدم توفر الدور العلمية اللائقة، وعدم تنسيق بعض الشواطئ لاستقبال السائحين، ما يولِّد الشعور بالإحباط والنقص تجاه زيارتها مرة أخرى»، وأضاف: «المأمول لا يلبّي رغبة السائح».

 

العجز الفاضح

وأردف الحجي قائلاً : نجد الواقع الأليم على المستوى العلمي، فلا نجد مكتبات علمية بها ،تكون محطَّ أنظارِ السّياح، بل يوجد بها مكتبات لا يرقى للسائح أن يدخلها لِما تراه بها من العجز الفاضح في ترميمها وتجديدها وتحديثها، كما أن إهمال خدمات بعض شواطئها المملوكة أصلا، حالَ دون حِرص الزوار في الالتزام بالنظافة العامة والاهتمام بالصحة البيئية والمظهر العام الذي هو النظرة الأولية للحُكم على المدينة، فما بالك إذا كانت مبادئ الأمور لا تعطي أية فرصةٍ أو مساحة لمجرد الانطباع المقبول؟».

 

الروح المعنوية

وفيما يخص أماكن الإيواء، يقول عبدالرزاق: «السياحة الصحيحة توسع المدارك وترفع الروح المعنوية، وفيما يبدو ليس هناك ما يُضمِّد جراح الزائر هنا، فارتفاع أسعار الشقق المفروشة يجعل السائح يُصاب بالحُمّى الاقتصادية التي تلاحقه طوال العام خصوصًا في ثلث السَّنة الأخير مروراً بالعيدين»، مضيفاً :»أحيانا يلجأ السائح في الذهاب للدول المجاورة لكسب الخدمات التي تليق به كسائح ومُصطاف».

وتابع «من حيث التراث والمتاحف، فلا نجد هذا الأمر في هذه المنطقة على الرغم من تاريخها الطويل منذ القِدم، وقد قال الحكماء والفلاسفة في السفر الشيء الكثير، فهو يجمع العجائب ويكسب التجارب ويحقِّق المكاسب، فكيف تتحقق السياحة من غير تبنّي ومن غير دراسات مستفيضة حيالها وجعلها من الأساسات ومن الأجزاء التي لا تتجزأ من هويَّة البلد الذي يعكس سكانه وقاطنيه ومقيميه. كما أن تشجيع السياحة الداخلية لابد أن يتناسب مع ما يُقدّم من مشاريع ضخمة وواضحة، يُشار إليها بالبنان، ولا يمكن للوضع المؤقت والعفوي أن يستمرَّ مهما كان».

 

مقوِّمات سياحية

ومن جانبه، قال عبدالله القحطاني ،رئيس لجنة السياحة في الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية وعضو اللجنة السياحية الخليجية: إن المنطقة الشرقية تحظى بمقوِّمات سياحية لا تُضاهى ولا تُقارَن بالدول المجاورة (شواطئ خلَّابة نظيفة ومتجانسة) من بحر و واحات وصحراء ومعالم تراثية وأثرية وبُنيَة تحتية على وشكِ الاكتمال من طُرُقٍ رئيسة وفرعية وغيرها من المشاريع التي تخدم المستثمرين والسياح».

 

صناعة السياحة

وهناك جهود جبارة من اجل تطوير السياحة على مستوى الوطن عامة والشرقية خاصة، من جانب هيئة السياحة والآثار وجهاز التنمية السياحي في المنطقة واللجان السياحية، إلّا أنه تلك الجهود تصطدِم بعدمِ وجود توجُّهٍ ودعمٍ من الوزارات والحكومةِ للسياحة ،فليس هناك تسهيلاتٌ حقيقيّة ملموسة للمستثمر في السياحة وإلى هذه الساعة مازالت المطالبةُ بتحويل السياحة إلى صناعة قائمةً حتى يكون هناك دعمٌ حقيقي من الدولة، وهذا مطلب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الدائم للاستثمارات السياحية». إضافة إلى عدم وجود ملفّات استثمارية جاهزة للعرض وبتسهيلات مُغرية للاستثمار، فرجل الأعمال يبحث عن الربحيَّة ،ومتى كانت هناك تسهيلاتٌ تُساعده على تخطّي المجازفة، فلن يتردّد في الاستثمار، والمنطقة الشرقية مازالت تفتقر إلى المدن الترفيهية ومتاحف عامة ومجمّعات تجارية وحدائق عامة مجهّزة لإقامة المهرجانات والعروض الترفيهية .

القطاع السياحي

عن جهود اللجنة السياحية في التعاون مع الشركات والمؤسسات التجارية يقول القحطاني :  «قبل بدءِ المواسم السياحية تقوم بإرسال خطابات إلى جميع المستثمرين في القطاع السياحي عن طريق غرفة الشرقية لحثِّهم على إقامة المهرجانات سواء مراكز الإيواء أو المجمعات التجارية والمنتجعات السياحية».

 وفيما يخصّ أسعار الفنادق والشقق المفروشة، قال القحطاني: «أسعار الفنادق والشقق في المنطقة الشرقية مقارنة مع الأسعار بالدول المجاورة أقلُّ بكثيرٍ سواءً في المواسم أو غيرها، إلّا انه يخفى على الباحث عن المعلومة أنّ الأسعار في غير المواسم متدنِّيةٌ جدا، نظراً لوجود عرضٍ أكثرَ من الطلب، وقد تصل إلى أقلِّ من 70% من الأسعار الرسمية ،وعند بدءِ الموسم ترتفع الأسعارُ حسبَ تسعيرة الهيئةِ العامة للآثار التي تبدأ من بداية شهر يونيه إلى نهاية سبتمبر من كل عام ميلادي، إضافةً: إلى الإجازات الرسميّة وفرعِ الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية يبذل جهوداً في متابعة الأسعار والخدمات وإرسال ضيوفٍ سريِّين للإبلاغ عن أيِّ تجاوزاتٍ ،وفي الفترة الأخيرة تقلّصت تلك التجاوزات إلى درجةٍ لا تُذكر».

 

هيئه السياحة

أوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف بن محمد البنيان أنه، «تمّ تشكيلُ خمسَ فِرقٍ للتفتيش على الفنادق والوحدات السكنية المفروشة ومراقبة الأسعار والخدمات المقدمة للنزلاء في المنطقة الشرقية». وبيّن البنيان، أنّ ذلك يأتي تأكيداً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، الذي أكّد على مراقبة أسعار قِطاع الإيواء السياحي خلال عطلة عيد الأضحى». وأكد البنيان، أنّ  «صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد اعتمد استمرار العمل خلال عطلة العيد ومراقبة أسعار خدمات الإيواء السياحي وجودة الخدمات التي تُقدِّمها، وذلك من أجل راحة زوار المنطقة»، مبيِّنا أن «الفِرَق تقوم بالجولات الرقابية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك على تلك المنشآت», مؤكداً ،أن «الفِرق لا يقتصر عملها على ضبط المخالفات، وإنما تهدف إلى نشر ثقافة الالتزام بالأنظمة وترسيخها كوجهٍ حضاري تعيشه المملكة».

 

منشآت الإيواء

وأردف البنيان ،أن الفِرق ستُركزُ على مدى تطابق الأسعار المعمولِ بها في منشآت الإيواء مع ماهو معلن في برامج تلك المنشآت»، موضحا، أن «الهيئة خصصت الهاتف السياحي  المجاني لتلقّي الشكاوى على الرقم المجاني  (8007550000). 
 ونبّه البنيان  إلى أن «بعض النُّزلاء قد يأتي في مواسم غير مواسم الإجازات والمناسبات ويجد السعر منخفضاً بشكل كبير نتيجةً للعروض الخاصة، ويتوقع عند حضوره في وقت الذروة للمواسم أن التسعيرة ستبقى كما هي، ويعتقد أن المشغل قد قام برفع الأسعار واستغلال الموسم»، مضيفا: إن هذا دائماً ما يلاحظ في معظم الشكاوى التي ترِد إلى الهيئة، مُشدِّدا على مستثمري قطاع الإيواء السياحي  بالالتزام لاشتراطات التراخيص والأسعار المعتمدة وإعلانها بمكان واضح بالاستقبال، وضرورة الالتزام بتقديم الخدمات للنزلاء، بناءً على التصنيف المعطى لها، والذي بنى عليها الأسعار المحددة لهذه الخدمات»، مُحذِّرا من أن «الهيئة ستوقِع العقوبات بحق المخالفين لاشتراطات التشغيل المختلفة، ويأتي في مقدمتها متطلبات الأمن والسلامة والنظافة، حيث بلغ مجموع قرارات العقوبة أكثر من 227  قراراً بحقِ المخالفين بالمنطقة الشرقية».

المصدر: اليوم السعودية

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله