السفير الايطالى يفتتح معرض الاثار الدائم بمكتبة الاسكندرية 20 اكتوبر الجارى
ميرفت عياد "المسلة" … يقوم السفير الايطالى كلاوديو باتشيفيكو وكبار رجال الدولة فى مصر يوم السبت 20 أكتوبر الجارى ، بإفتتاح المعرض الدائم للقطع الآثرية النادرة والقيمة والتى تم العثور عليها أثناء عمليات الحفر بجزيرة نلسون على يد فريق العمل بقيادة د. باولو جاللو – أستاذ المصريات بجامعة الدراسات بتورينو و مدير البعثة الآثرية " بالإسكندرية وذلك بمتحف الاثار بمكتبة الاسكندرية.
ويعد المعرض الدائم الذى تعرض قطعه الآثرية فى حاويات عرض زجاجية ثمرة لاستخدام أعلى التقنيات التكنولوجية بصالة المتحف المصرى بمكتبة الاسكندرية ، كما ان أقامة متحف للقطع الاثرية الهامة التى عثرت عليها البعثة الاثرية الايطالية، فضلا عن التعريف باخر مدن للموتى فى الحقبة الفرعونية واوائل المستعمرات الاغريقية بعد الاسكندر الاكبر يقدم الفرصة للاحتفاء باسهامات الدارسين الايطاليين الهامة فى احياء وتطوير علم الاثار اليونانى- الرومانى فى منطقة الاسكندرية منذ أكثر من قرن.
وتعرض القطع الآثرية الهامة فى حاويتين كبيرتين، تظهر ما عثرت عليه البعثة الايطالية من الحقبتين التاريخيتين المختلفتين اثناء عملية التنفيب فسوف يتم عرض ما وجد فى المستعمرة الاغريقية والتى يمكن التأريخ لها فى الفترة من أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الثالث قبل الميلاد بكل ما تتضمن من متاع واثاث، كما يتم عرض كل ما يتعلق بمدينة الموتى وطقوس الدفن فى الاسرة الفرعونية المتأخرة بمختلف الاثاث الجنائزى لذا لايهدف العرض الى اظهار ما تم العثور عليه من قطع اثرية مزودة بالشرح وانما يسمح للزائر من خلال اعادة عرض الحقبتين بقراءة القطع الاثرية عبر رحلة مزدوجة اي ما يدل فى كل قطعة على تاريخ الحقبة، وفائدتها. لذا فيمكن للجمهور العادى قراءة وفهم كل قطعة.
وتعمل البعثة الايطالية فى مصر منذ عام 1997 حيث كشفت عن ما يسمى جزيرة نيلسون فى منطقة ابو قير وهى المستعمرة الاغريقية التى بقيت كاملة منذ عهد الاسكندر الاكبرالذى أسس الموقع لمستعمرة سكنية مستقرة كما يتضح من المبانى ( الخازنات الكبيرة لجمع المياة، المعابد ، اسوار لحماية المستعمرة)، ولكن بعد بضع عشرات من السنين هاجر السكان المستعمرة بسرعة كما يتضح من مستلزمات الحياة اليومية الكثيرة التى تركت فى البيوت ( انية، نول نسيج، اقواس ..الخ) كما كشفت البعثة الاثرية CMAIA ايضا عن مدينة موتى اسفل المنازل الاغريقية وهى مدينة الموتى الفرعونية الوحيدة المعروفة فى ساحل مدينة الاسكندرية و التى تنتمى الى الحقبة الفرعونية المتأخرة من الاسرة السادسة والعشرين الى الاسرة الثلاثين.
وانشىء المتحف اليونانى – الرومانى عام 1892 على يد الايطالى جوزيبى بوتى وما قام به من تنقيب واكتشافات اثرية فى منطقة كوم الشقافة، وقد قام باعمال تنقيب بعد ذلك فى المنطقة المسماة مستعمرة بومباى والتى عثر من خلالها على معبد الإله المصري الهيليني سيرابيس ، وقد خلف جوزيبى بوتا فى ادارة المتحف ايفريستو بريشا وهو عالم ايطالى بارز فى علم المصريات و استمر فى ادارة المتحف لمدة ثمانية وعشرين عاما منذ عام 1904 الى عام 1932، واثناء ذلك اشرف على عمليات تنقيب اثرية جادة فى الاسكندرية و مناطق اخرى فى مصر التى استمرت لاكثر من خمسة وثلاثين عاما. ويظهر من بين علماء المصريات العالم الايطالى البارز اكيليى ادريانى احد اهم الباحثين الاثرين فى القرن العشرين. وقد ساهم بنشاط علمى متميز بكتابه تاريخ الفن فى مصر فى الحقبة اليونانية والرومانية والذى صدرت طبعنه الاولى عام 1961. وبعذا قدم هذا الباحث اسهام عظيم فى معرفة الفن السكندرى.
