الحج طاعة واستطاعة بقلم
بقلم : سهيل بن حسن قاضي
يصعب على المرء أن يدرك أن هناك قلة من البشر ومن المحسوبين على المسلمين يرتكبون أخطاء جسيمة في حق انفسهم وفي حق الآخرين. ومن هؤلاء الخارجون عن النظام ممن يذهبون للحج دون أن يصرح لهم بالحج فيحتل مكان غيره وينافسه حتى في استخدام المراحيض التي خصصت أصلاً لأعداد محددة، وكميات الفضلات تزداد، والطرق تمتلئ بأعداد تفيض عن ماهو مقدر له، حتى المستوصفات والمستشفيات تشهد ازدحاماً غير عادي في المشاعر المقدسة بسبب هؤلاء الجهلة ممن يقدمون على الحج دون أن يصرح لهم ويرتكبون من المخالفات ما الله به عليم.
ولا أدري كيف ترتاح ضمائرهم وهم يعصون السلطات عن علم، أي انسانية هذه وأي أجر يبتغي بهذا الاسلوب المستهجن، يقول أحد العلماء لا أعتقد أن اصحاب الضمائر الحية من المسلمين يقدمون على ما أسماه بالتهلكة من خلال المخالفات تلو المخالفات التي يرتكبونها في ذهابهم إلى المشاعر المقدسة وإيابهم، عندما انتهى شيخنا من حديثه، ترددت من أن أذكره باسم شخصين ينتمون إلى العلماء ويجيزون المخالفات، ولكن لا ذنب لبقية العلماء ممن لم يجيزوا هذا التصرف المشين وفي مقدمتهم سماحة المفتي.
هناك عتب شديد على بعض علمائنا ممن ارتكبوا بعض الاخطاء غير المقصودة في تحريم الرجم قبل الزوال ولم يكفوا عن ذلك الا بعد المئات من ضحايا الدهس والاختناق، يحصل هذا لدين يحث على التيسير وهو الذي عالج العديد من المكاره بما يحقق المنافع، ينسى بعضنا أن سيد الخلق هو صاحب القول (افعل ولا حرج) (يسروا ولا تعسروا) وهناك مظاهر عديدة للتيسير في الحج وغرس هذه الثقافة في نفوس كل المقبلين على الحج. هناك أمر آخر وينطوي ايضاً تحت التيسير وهو ما جاء في أركان الاسلام حيث جعل الحج الركن الخامس ومشروط بشئ واضح "لمن استطاع إليه سبيلاً" وفي هذا السياق فإن مسئوليتنا جميعاً كمسلمين هو تعميق مفهوم الاستطاعة في الحج والكثير من الحجاج يؤدون الحج وهم غير مستطيعين مادياً او صحياً او خلافه ولو أكرمهم الله بالعلماء المستنيرين لأعفوهم من الحرج الذي يقع فيه العديد وعلى العلماء الاجلاء ان يوعوا الناس وان لا يثقلوا عليهم وذلك انبثاقاً من مقاصد الشريعة الاسلامية لأداء فريضة الحج واسمحوا لي بالقول بأن من كان يظن ان الاستطاعة في الحج هي الزاد والراحلة فقط فقد جانب الصواب، إن هذا الحديث هو لمن رغب في أداء الفريضة في المرة الاولى فما بالك من يؤديها أكثر من مرة. وفي الختام فلا احسب ان هناك عاقلا يخترق النظام وينال عليه اجراً، إنه بكل اسف يهدر كرامته وويل من يهدر كرامته بنفسه.