Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

موسم السياحة الصيفية.. أصحاب المصالح يصفونه بـ”الكارثي”.. والدولة تتحدث عن “تضخيم”

 

موسم السياحة الصيفية.. أصحاب المصالح يصفونه بـ"الكارثي".. والدولة تتحدث عن "تضخيم"

بيروت " ادارة التحرير" … ُعتبر فصل الصيف "الموسم" بالنسبة للمعنيين من أصحاب المصالح الذين ينتظرونه عاما تلو آخر لعلّهم يحققون خلاله ما يصبون إليه ويخرجون منه "فائزين"، لكنّ موسم السياحة في لبنان لم يعد كذلك على ما يبدو، حيث، وبدل أن "يمتاز" بزيادة الحركة وتكثيف النشاطات، "امتاز" بـ"الظواهر الأمنية" غير المسبوقة من قطع طرقات حينا واهتزازات ميدانية حينا آخر وصولا إلى رواج "موضة" الخطف بين الدوافع السياسية والمالية، الأمر الذي حفر في السياحة اللبنانية وصمة عارٍ ربما تحتاج الى وقت كي تزول.

 

وصل الموسم السياحي الصيفي الى نهايته بخسائر "لم تكن متوقعة وغير مقبولة" كما يقول المعنيون، وبينهم عبد الرحمن البندقجي، وهو صاحب سلسلة مطاعم ومقاه معروفة في العاصمة، الذي أكّد في حديث لـ"النشرة" أنّ الأسباب الأمنية وقطع الطرقات والخطف هي الاسباب الرئيسية وراء هذا الإنخفاض في أعداد السائحين، وهو ما وافقه عليه أمين سر نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي الذي أكد أنّ مداخيل السياحة عام 2012 مقارنة بمثيلاتها عام 2010 انخفضت 40%، فيما تحدّث وزير السياحة فادي عبود في المقابل عن "تضخيم" على هذا الصعيد.

من سيأتي الى لبنان اذا لم تأت الكهرباء؟

 

"من سيأتي إلى لبنان إذا كانت الكهرباء مقطوعة وشبكة الهاتف ضعيفة والخطف "شغال" والحدود اللبنانية السورية مقفلة والوضع الأمني مهزوزا والواقع السوري يمتد إلى لبنان؟".. سؤال يطرحه عبر "النشرة" أمين عام اتحاد النقابات السياحية جان بيروتي في سياق "تقييم" الموسم السياحي لهذا العام، وهو يقلل في هذا السياق من شأن ما أعلِن عن ارتفاع طلب الحجوزات في شركات الطيران لنحو ستة في المئة هذا العام، ويلفت إلى وجود عوامل "مستجدّة" يجب أخذها بعين الاعتبار، ويدعو الشركات المعنية إلى أن تأخذ في الحسبان المواطنين السوريين الذين يغادرون إلى دول أخرى من مطار بيروت وكذلك العاملين في لبنان من الجنسيات الاخرى "ثم بعد ذلك نعرف العدد الصحيح لارتفاع نسب الحجوزات".

 

الأفق السياحي مسدود بالمنظور القريب

 

برأي أمين سر نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي، فإنّ الأفق مسدود في المجال السياحي في المنظور القريب. ولذلك، فهو يوضح، في حديث لـ"النشرة"، أنّ التداعيات السياحية اصبحت كثيرة على هذا القطاع، علما أنّ عيد الأضحى المبارك المرتقب نهاية الشهر الجاري لن يكون أفضل حالا ولن يحسّن من الوضع، إذ يكشف الرامي أنّ أيّ مطرب لبناني لن يقوم بالغناء في لبنان كما لم يتمّ التعاقد مع أي "دي. جيه" أجنبي للقيام بأيّ حفلة. وانطلاقا من عدم تعويل أصحاب المصالح على "العيد" لانقاذ "الموسم"، يحيلنا أمين عام اتحاد النقابات السياحية جان بيروتي إلى مقاله "بيروت تبكي العيد" حيث تناول فيه انخفاض مستوى السياحة في موسم العيد، وأشار إلى أنّ المشكلة الكبيرة تكمن بأزمة الاستثمار ومكوناته حيث أنّ الكثيرين من أصحاب المطاعم والمقاهي يتجهون إلى الاقفال وخصوصا من يعمل على سدّ القروض التشغيلية.

ويطالب بيروتي بتثبيت سعر المازوت كأحد الحلول التي تسهم في مساعدة المستثمرين على تخطي مشكلة الطاقة، معتبرا أنّ السياسة السياحية اللبنانية غير مفهومة، وهو ما أدى إلى  حالة عدم تكافؤ بين العرض والطلب وبين اللازم والموجب.
 
عبود: هناك الكثير من التضخيم

لا يشارك وزير السياحة فادي عبود، وهو المعني الأكبر بالملف، "هواجس" أصحاب المصالح، موضحًا في حديث لـ"النشرة" أنّ "الادعاءات" التي تصدر على هذا الصعيد ناجمة عن وجود "تضخيم" من وسائل الإعلام وأصحاب النقابات السياحية. ولتأكيد كلامه، يكشف أنّ الحجوزات في مطار بيروت الدولي ارتفعت إلى 13% مقارنة بالسنة الفائتة، وهو ما يعتبره مؤشرا إيجابيا. لكنّ الوزير عبود لا ينكر في الوقت نفسه وجود بعض "التراجع"، وهو يلفت في هذا السياق إلى أنّ لبنان خسر الكثير من السائحين العرب والأجانب هذا العام، مذكّرا بقرارات العديد من دول الخليج الطلب من رعاياها عدم التوجّه إلى لبنان، الأمر الذي ترك تأثيرا سلبيا كبيرا على القطاع.

 

وفي ما يشبه الحديث عن "تعويض"، يلفت الوزير عبود إلى موضوع السائحين السوريين الذين توجهوا إلى لبنان بهدف السياحة والهرب من الأزمة في بلادهم في آن، مشيرا إلى أنّ عدد هؤلاء كان مرتفعا نسبيا. لكنّ هذا "المنطق" يبدو مرفوضا بالنسبة لأصحاب المصالح، باعتبار أنّ "الذي يهرب من بلده إلى دولة أخرى يعيش حالة تقشف ولو لم يكن فقيرا"، كما يوضح بيروتي لـ"النشرة"، مشدّدا على أنّ معظم حجوزات هؤلاء في الفنادق استمرّت لفترة قصيرة قبل أن يجدوا منازل للايجار، موضحا أنّ المواطن السوري "المهجّر" لم يصرف أمواله بالتأكيد في المطاعم. ويجد هذا الطرح "تأييدا مطلقا" من قبل صاحب سلسلة المطاعم عبدالرحمن البندقجي، الذي يكشف في سياق "تقديم الدليل" أنه أقفل فروع مطاعمه في منطقة عاليه الجبلية مثلا بعد مرور ثلاثة أيام فقط على افتتاحها لأنه اكتشف أنها لم تكن سوى "خسارة بخسارة"، فيما يكتفي أمين سر نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي بالقول أن النازح السوري ولو كان أتى بهدف السياحة فسيبقى لديه الامل بالعودة الى بلده.

"الحق على وسائل الاعلام"

يعتب وزير السياحة فادي عبود كثيرا على وسائل الإعلام التي أكّد أنها المسؤولة الأولى عن "تضخيم" الأمور وتصوير السياحة وكأنها باتت بحكم "المنهارة" بخلاف الواقع، ويوضح في هذا السياق لـ"النشرة" أنّ "إعلام المعارضة ضرب الارقام بعشرة قبل عرضها مستغلا بذلك الوضع لتشكيل المزيد من الضغط على الحكومة"، ولكنه يحذر الوسائل من ان هذا الضغط يرتد على الاقتصاد اللبناني بشكل سلبي، مع تشديده على أنّ الوضع الأمني، وإن مرّ بخضات عديدة، إلا أنه لم يصل لمستوى مأساوي للدرجة التي يصوّرها البعض.

 

وإذا كان الوزير عبود لا يبدي "تشاؤما" حيال مستقبل الوضع السياحي في لبنان، وهو يؤكد أنّ الوضع الحالي يمكن تغييره خصوصا إذا عملنا على تحسين الوضع الأمني الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع السياحي، داعيا الى عدم تضخيم الأمور، فإنّ لأصحاب المصالح "مطالب" على هذا الصعيد يتمنون أن تجد الآذان الصاغية. وفي هذا السياق، يدعو بيروتي الحكومة اللبنانية إلى وضع سياسة مفهومة تساعد اصحاب الفنادق والمطاعم في عملهم، فيما يذكر بأن نقابته اتخذت قرارا عام 2011 بأن تقول "الحمد لله" عندما تُسأل عن الوضع السياحي، "إلا أنّه لم يعد يمكننا أن نقول هذه العبارة في العام 2012"، ويوضح البندقجي أنّ صاحب العمل الناجح يمكن أن يضع خطة لتجنب أزمة او اثنتين ولكنه لن يستطيع أن يتخطى أكثر من ذلك، ملوّحا في ختام حديثه لـ"النشرة" بإمكان إقفاله بعض فروع مطاعمه إذا بقي الوضع على حاله..

 
إذا كان المعنيون يقدّرون ما قامت به السلطات اللبنانية التي أظهرت مؤخرا قدرة عالية على بسط الأمن في مختلف المناطق اللبنانية حين قرّرت مواجهة بعض "الظواهر" التي تصدّرت المشهد العام، فإنّ السؤال الأبرز يبقى بالنسبة لهم: "لماذا لم تبادر الحكومة على بسط هذا الامن قبل بدء الموسم وتمنع بذلك "الفلتان" الكبير الذي حصل وكان تأثيره الاكبر على السياحة اللبنانية؟!".

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله