طالب الرفاعى يشيد بإهتمام الدول العربية بتعزيز السياحة
مدريد " المسلة " … اشاد الامين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي بالانتعاش السياحي الملحوظ التي شهدته البلدان العربية خلال العام الجاري معتبرا ان ذلك يدل على اهتمام تلك الدول بتعزيز وجودها على الخريطة السياحية العالمية وجهودها الغزيرة لدفع نشاطها الاقتصادي.
وقال الرفاعي في لقاء خاص مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم بمناسبة (اليوم العالمي للسياحة 2012) الذي تستضيف مدينة (ماسبالوماس) الاسبانية احتفالاته الرسمية غد الخميس تحت شعار (السياحة والطاقة المستدامة..محرك للتنمية المستدامة) ان السياحة حققت نموا قدره واحد في المئة في منطقة الشرق الاوسط خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي فيما حققت بلدان شمال افريقيا تحسنا قدره عشرة في المئة مقارنة بالعام ذاته.
واشاد بالتحسن الواضح الذي شهده قطاع السياحة في بعض البلاد العربية لاسيما مصر وتونس اللتين كانتا تعانيان من تراجع كبير في عدد السائحين الدوليين الوافدين اليهما خلال العام الماضي على خلفية الاحداث السياسية والامنية التي شهدتها البلدان. وبين من جهة اخرى ان منطقة الشرق الاوسط شهدت تراجعا بنسبة سبعة في المئة عام 2011 فيما شهدت دول جنوب المتوسط تراجعا بنسبة تسعة في المئة.
من جانب اخر القى الرفاعي الضوء على وجود جانب من الدول العربية التي تأثرت سلبا بالاحداث السياسية التي جرت خلال الفترة الماضية مثل الاردن ولبنان بالاضافة الى وجود مجموعة ثالثة من البلدان التي حققت نموا سياحيا كبيرا على رأسها الامارات العربية وعمان التي نجحت في استقطاب السياح اليها من دول الخليج العربي والعالم المختلفة.
ورأى ان تعزيز الرحلات الجوية التي تربط منطقة الخليج العربي بشتى مناطق العالم ولاسيما اوروبا واسيا عبر شركات (الاتحاد للطيران) و(طيران الامارات) و(الخطوط الجوية القطرية) خير دليل على ازدهار السياحة في المنطقة وعلى تطورها الدائم.
وفي سياق متصل قال الرفاعي في اللقاء الذي ضم وكالة الانباء الاسبانية (افي) ووكالة (فرانس برس) الفرنسية ان قطاع السياحة تعافى بشكل كبير من الازمة الاقتصادية العالمية حيث بلغ عدد السياح الدوليين 476 مليون سائح خلال النصف الاول من العام الجاري ما يمثل ارتفاعا قدره خمسة في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. واضاف انه من المتوقع ان يبلغ عدد السياح الدوليين حول العالم بليون سائح لمجمل عام 2012 ما يمثل رقما قياسيا وارتفاعا قدره اربعة في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه عازيا الارتفاع الى عدة عوامل من اهمها ان السفر والسياحة اصبحا جزءا من ثقافة المواطنين في عدد كبير من الدول حول العالم.
وذكر ان السياحة العالمية نجحت في الاستمرار في تخطي كافة الازمات التي واجهتها خلال ال20 سنة الماضية سواء كانت اقتصادية او سياسية او امنية او صحية فيما نجحت خلال الفترة الماضية من التعافي من ثلاث عوامل تمثلت في الكوارث الطبيعية واستمرار الازمة المالية العالمية والاحداث السياسية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فضلا ارتفاع اسعار البترول وارتفاع الضرائب على السفر والخدمات السياحية.
واعتبر الامين العام لمنظمة السياحة العالمية ان ازدهار السياحة في اي مكان في العالم منوط بالايمان بإمكانياتها وبالارادة السياسية والعزم على تنميتها والاهتمام بها والاعتراف بمرونتها وقدرتها على التأقلم مع التغييرات الدولية الى جانب العمل على انسجام هذه الصناعة وتضافرها مع شتى القطاعات والمجالات الاقتصادية والسياسية والتربوية والوظيفية.
وحث في هذا المجال القادة الدوليين العمل على تفعيل امكانيات هذه الصناعة بطريقة جيدة ومستدامة معتبرا السياحة انها واحدة من الصناعات التي تحفز على النمو الاقتصادي وتعزيز صحة الاقتصاد العالمي لاسيما في مجال توفير وظائف عمل كبيرة في دول تعاني من ازمات بطالة مهمة.
وفي رسالته بمناسبة (اليوم العالمي للسياحية) اشاد الرفاعي بالمبادرات العالمية والابتكارات في مجال الطاقة وتطبيقاتها في مجال السياحة ولاسيما التحول نحو استخدام الوقود المتجدد في الطيران والبواخر السياحية واستخدامات الطاقة المستدامة في الفنادق.واعتبر ان تلك المبادرات لا تساعد على حماية البيئة فحسب بل تلعب دورا حيويا في مواجهة (الافتقار للطاقة) الذي يعد احد القضايا التي تتناولها (السنة الدولية للام المتحدة للطاقة المستدامة للجميع لعام 2012) والتي ترمي الى زيادة الوعي بأهمية الحصول المستدام والمتزايد على الطاقة وبكفاءة الطاقة المتجددة على كافة الاصعد المحلية والوطنية والاقليمية والدولية.
يذكر ان مدينة (ماسبالوماس ) في جزيرة (جران كناريا) الاسبانية تستضيف الاحتفالات الرسمية ب (اليوم العالمي للسياحة 2012) والتي ستتم بحضور ولي العهد الاسباني فيليبي دي بوربون وعقيلته الاميرة ليتيثيا واكثر من 100 شخصية من بلدان مختلفة.