الطيران المتنامي في المنطقة يحفّز استثمارات البنية التحتية
الكويت " المسلة " … رصد تقرير شركة المزايا القابضة ما يمكن اعتباره تسارعا في تحول منطقة الخليج إلى ملتقى ومركز عالمي للطيران والتنقل بالطائرات بين قارات العالم، وذلك مع الانفاق المستمر والمتنامي على بناء المطارات والمرافق المتعلقة بالمسافرين جوا، في وقت يترافق ذلك مع نمو كبير في اعداد واحجام اساطيل الطائرات الحديثة.
وبيّن تقرير المزايا القابضة ان هذه الحقائق والبيانات التي تحققها مطارات المنطقة بقيادة مطار دبي الدولي، دفعت الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الاياتا)، إلى اعتبار أن مطار دبي الدولي سيتمكن من السيطرة على %25 من حركة واعداد المسافرين في مطارات الشرق الأوسط مع نهاية عام 2012، حيث أن مطارات الشرق الأوسط ستتعامل مع 257 مليون مسافر العام الجاري، منهم أكثر من 60 مليونا من خلال مطار دبي، مما يضعه في المركز الرابع من بين مطارات العالم، في وقت قدرت «الاياتا» حجم الاستثمارات في القطاع بنحو 300 مليار دولار، يصرف أغلبها في بناء المطارات وتوسيعها والاستثمار في الأساطيل الحديثة من الطائرات.
أعداد المسافرين:
ولاحظ تقرير المزايا القابضة أن رفع الطاقة الاستيعابية للمطارات وشركات الطيران الوطنية في الدول الخليجية، سيساهم في تنمية اعداد المسافرين، الذين من المتوقع ان تنمو اعدادهم بنحو %10 سنويا في الامارات حسب «الاياتا»، وهي ثاني أعلى نسبة في العالم بعد الصين. وقال التقرير الاسبوعي ان تنامي معدلات المسافرين الاقليمين والعالميين عبر مطارات المنطقة يعزز الاستثمارات في البنية التحتية والفنادق والمرافق الأساسية الكفيلة بزيادة العوائد المتأتية من المسافرين والسياح من المنطقة وحول العالم.
وبيّن تقرير المزايا القابضة انه في وقت تتنامى فيه معدلات التنقل الاقليمي بين دول الخليج وباقي دول المنطقة فإن زيادة التنقل بين الوجهات البعيدة ستساعد في تنمية العوائد من اعداد المسافرين والشحن الجوي، لتبرر الاستثمارات الضخمة التي توجهت صوب شراء الاساطيل وبناء المطارات بنحو 300 مليار دولار، حيث سيتم تسليم 400 طائرة جديدة لشركات الطيران في الشرق الأوسط، يعزز بالتالي من نسب الاشغال في حركة المسافرين والشحن الجوي من وإلى المنطقة وعبرها. وفي هذا السياق، قالت منظمة «الاياتا» ان منطقة الشرق الاوسط وخلال الفترة من 2000 الى 2011 ارتفعت حصتها من المسافرين الدوليين من %4.2 الى %11.1، ومن الشحن الجوي الدولي من %4.4 الى %13.1، مع نمو اعداد المسافرين الدوليين بمعدلات تزيد على %17.8، وهي الاعلى عالميا، في حين يحقق الشحن الجوي نسب نمو تصل الى %15.
ولفت تقرير المزايا القابضة الى أن تطورا نوعيا جرى مؤخرا، يشير إلى حقيقة تحول المنطقة إلى ممر عالمي للمسافرين من الوجهات البعيدة، اذ أعلنت «طيران الإمارات» و«كوانتاس» الاسترالية عن إبرام شراكة عالمية جديدة بينهما، توفر لمتعامليهما شبكة خطوط عالمية وأسترالية واسعة ومزايا مكافآت أخرى. وبموجب الاتفاقية، ستنقل كوانتاس مركز رحلاتها الأوروبية من سنغافورة إلى دبي.
شراء الطائرات:
وفي هذا السياق، قالت شركة ايرباص العالمية ان الإمارات ستكون ثالث أكبر المشترين في العالم من حيث القيمة، والسابعة من حيث العدد، وستتسلم الناقلات الإماراتية 882 طائرة قيمتها 224 مليار دولار. حيث أن العالم يحتاج إلى نحو 28.2 ألف طائرة شحن وركاب (100 مقعد أو أكثر) بين عامي 2012 و2031 تبلغ قيمتها حوالي 4 تريليونات دولار.
وفي هذا السياق، أعلنت الاتحاد للطيران انها ستتسلم 9 طائرات من طراز بوينغ 777 خلال الاشهر الـ15 المقبلة. وكانت الاتحاد للطيران أعلنت في ديسمبر 2011 عن استحواذها على طلبية طائرات من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر، بواقع 41 طائرة، على أن تصل أولى تلك الطائرات في الربع الأخير من عام 2014. وتبلغ قيمة الطلبية نحو 9.3 مليارات دولار، مما يجعل الاتحاد للطيران أكبر مشغل لمثل هذا الطراز من الطائرات على مستوى العالم. ولدى الشركة كذلك خيارات شراء وحقوق شراء 25 طائرة إضافية.
أما في السعودية، فتتسارع الخطوات لترسية مشروع تطوير مطار الملك خالد الدولي في الرياض قريبا، الذي سيرفع الطاقة الاستيعابية للمطار من 14 مليون مسافر حالياً إلى 25 مليون مسافر خلال السنوات المقبلة. ولاحظ التقرير انه في المملكة العربية السعودية حاليا 28 مطارا دوليا ومحليا، تجاوز عدد المسافرين فيها نحو 54.5 مليون مسافر سواء للرحلات الداخلية او الخارجية.
ولفت تقرير المزايا القابضة الى أن الحكومة السعودية، برعاية خادم الحرمين الشريفين، تنفذ حاليا مجموعة من مشاريع تطوير وتوسعة المطارات السعودية، ومنها تنفيذ مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، ومن المتوقع إنجازه عام 2014. وستصبح طاقة المطار الذي يخدم المعتمرين والحجاج بشكل خاص الاستيعابية، ما يصل إلى 30 مليون مسافر سنوياً، بعد انتهاء المرحلة الأولى، أما مطار الملك خالد الدولي في الرياض، فسيشهد مشروع توسعة وتطوير تم إنجاز مرحلة دراسته وتصاميمه الأولية، حيث سيتم إنشاء صالة رديفة مع الطرق المؤدية إليها، علاوة على توسعة وتطوير الصالتين 3 و 4، لتصبح طاقة المطار الاستيعابية 25 مليون مسافر سنويا بعد انتهاء المرحلة الأولى عام 2015.
أما في الشارقة، فقد حقق المطار، الذي احتفل بعيده الـ75 مؤخرا، ارتفاعا في عدد المسافرين بنحو %18 ليصل إلى 631 الف مسافر مقارنة بالعام السابق. وأفادت تقارير بأن قطاع الطيران يضخ حالياً نحو 129 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية.
24%:
قال التقرير ان امارة دبي استطاعت بناء مطار دولي مميز، وضعها على خريطة السفر والسياحة العالمية، ونشط بالتالي من اعداد المسافرين والسياح إلى الإمارة، حيث كشفت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي أن عائدات فنادق الإمارة خلال الربع الأول من العام الجاري تجاوزت 5.38 مليارات درهم، بزيادة بلغت %24 على الفترة نفسها من العام الماضي، فيما أفاد المجلس الوطني للسياحة والآثار بأن إجمالي العائدات الفندقية على مستوى دولة الإمارات بلغ خلال عام 2011 مستوى 21.6 مليار درهم.