Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الانتماء المفقود‮.. ‬في الدولة وفي مصر للطيران بقلم جلال دويدار

 

الانتماء المفقود‮.. ‬في الدولة وفي مصر للطيران بقلم جلال دويدار


بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

 

كان طبيعيا ان ينتقل داء ضعف الانتماء للوطن‮- ‬الذي اصبح سائدا علي‮ ‬الساحة‮- ‬الي كل مرافق الدولة‮ ‬دون اي تقدير للظروف الصعبة التي تدهم حياتنا‮. ‬قبل سنوات مضت كان هناك ارتباط قوي بين العامل والجهة التي يعمل بها وهو الامر الذي يدفعه الي الدفاع عن مصالحها والخوف عليها وبذل كل مايستطيع للحفاظ علي كيانها ومقوماتها‮. ‬ولعل ماكان يلفت النظر في هذا الزمن الجميل ان خروج اي فئة عن هذه الروح كان يجد المقاومة والتصدي من الغالبية باعتبار ان هذا السلوك يدخل في اطار العيب الذي يشين صاحبه‮.‬

‮<<<‬
هذه القيم الاخلاقية الاصيلة اختفت للاسف الشديد بتحول العاملون الذين لايشاركون في هذه الممارسات المدمرة الي متفرجين تسيطر عليهم روح التربص في انتظار دورهم لادماء جسد المؤسسة او الشركة او الهيئة التي يعملون بها‮. ‬الجميع فقدوا الرؤية والحكمة في التعامل مع تداعيات الازمة التي يمر بها الوطن وتنعكس اثارها بالتالي علي كل اوجه الانشطة‮. ‬لا أحد يريد ان يصبر او يفكر في تقديم يد المساعدة للانقاذ والعبور بالسفينة الي بر الامان‮. ‬انهم وبدلا من ذلك وضعوا انفسهم داخل سياج من الانانية القائمة علي تعظيم المطالب والعمل في نفس الوقت علي تعطيل العمل والانتاج الذي يمكن من خلالهما الاستجابة لبعض ما يطالبون به‮.‬

‮<<<‬
من المؤكد ان الوعود التي‮ ‬يم اطلاقها لا هدف لها سوي التخدير دون ان يكون هناك امل في تحقيقها‮. ‬يضاف الي ذلك تلاشي هيبة الدولة فيما يصدر من قرارات لاتراعي المصلحة الوطنية‮. ‬هذه الظاهرة تمثلت بشكل فاضح في عمليات الخضوع للضغوط والابتزاز دون مراعاة للصالح العام‮. ‬علي ضوء هذا الذي يحدث يمكن القول أنه كان من الطبيعي ان تتسم سلوكيات فاقدي الانتماء لمواقع العمل‮.. ‬بالعدوانية وعدم المبالاة والجنوح الي المبالغة في المطالب‮. ‬لقد اصبح شيئا عاديا في ظل هذه الاجواء المريضة ان تفتقد مواقع العمل الي قدرة مسئوليها علي ادارتها خاصة عندما يجدون قيادات الادارة العليا بطابعها السياسي تستجيب لضغوط المتمردين باعفاء المسئول فلان وتنحية المسئول علان‮.. ‬وهكذا اصبحت سياسة لي الذراع هي السائدة وهو ما يعطي احساسا بان لادولة‮.‬

‮<<<‬
هذه المقدمة كانت ضرورية قبل الخوض في ملابسات الأزمة التي تعرضت لها مصر للطيران علي يد العاملين في قطاع الضيافة والذي كان من نتيجتها الحاق خسارة تقدر بخمسين مليون جنيه خلال الــ ‮٨٤ ‬ساعة التي استغرقتها هذه الازمة‮. ‬ادي اضراب المضيفين والمضيفات الي تعطيل رحلات هذا المرفق الوطني وتحويل ركابها الي الشركات الاجنبية‮. ‬يأتي ذلك في وقت بدأت فيه عجلة النشاط دورانها لتعويض خسائر بمئات الملايين من الجنيهات تسببت فيها احداث الفوضي والانفلات الامني طوال عام ونصف وترتب عليها ايقاف حركة السياحة والسفر‮. ‬لا احد فكر او وضع في حسبانه ان تعويض هذه الخسائر يحتاج الي مزيد من البذل والعطاء‮. ‬لم يدر بخلد احد من المشاركين في الاضراب عن العمل عما سوف يكون عليه موقفهم اذا ما انهارت مصر للطيران تحت ضغط الفوضي والمطالب الجانحة الي الابتزاز والمغالاة‮. ‬كان عليهم ان يدركوا ان الدولة وبأوضاعها الحالية المنهارة لن تكون قادرة بأي حال علي التدخل لانقاذ الموقف‮.‬

‮<<<‬
قد يكون للعاملين في جهاز الضيافة بمصر للطيران حق في بعض مايطالبون به‮.. ‬ولكن المؤكد انه ليس لهم حق في البعض الآخر‮. ‬وهنا لابد من الاشارة الي ان اوضاعهم المالية علي احسن ما يكون حيث يصل مايحصل عليه اغلبيتهم الي ارقام لايمكن تصورها وقابلة للحسد من اصحاب اعلي المرتبات في الدولة المصرية‮.. ‬انها ليست المرة الاولي التي يلجأ فيها العاملون في الضيافة الي رفع راية التمرد‮.. ‬ولكن هذا لم يكن له تأثير في وقت الرواج والاستقرار والارباح العالية وهو مما ادي للاستجابة المستحقة لرفع مستواهم المادي‮.. ‬ان ما يجب ان يقال ان الاوضاع في مصر للطيران لم تعد هي نفس الاوضاع‮.. ‬وهو الامر الذي كان يتطلب سلامة التقدير والالتزام بالمسئولية سواء من جانب المتمردين او المسئولين الكبار عن شئونها تجنبا لمزيد من تعميق الجراح والآلام‮.‬
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله