انخفاض أسعار فنادق الحرم المكي بنسبة 30 بالمائة
مكة المكرمة " المسلة " … أكد مستثمرون وعاملون في قطاع الفنادق انخفاض أسعار فنادق مكة المكرمة 30 بالمائة خلال الفترة الراهنة نتيجة انخفاض الطلب على الغرف الفندقية في المنطقة المركزية بالحرم المكي، وبين المستثمرون خلال حديثهم لـ «اليوم».
أن انخفاض الأسعار بهذا المستوى لأول مرة يأتي لعدم تكبد المستثمرين في الفنادق خسائر تشغيلية كبيرة خلال الشهر الحالي نتيجة انتهاء موسم العمرة، ووفقاً لأحد كبار المستثمرين في قطاع الفنادق في الحرم المكي فإن الخليجيين حققوا أعلى نسبة إشغال خلال الفترة الحالية نتيجة انخفاض أسعار الفنادق بالمنطقة المركزية بالحرم المكي، حيث إن الفنادق خلال هذه الفترة تُطلق عروض تخفيضات لأسعار الإقامة في الفنادق خوفا من تكبدها خسائر تشغيلية كبيرة نتيجة انتهاء موسم العمرة.
من الممكن أن تنشأ خلال الأعوام الخمسة المقبلة مناطق رديفة للمنطقة المركزية أو قد تكون مناطق مركزية للمسجد الحرام نظراً للمشاريع التنموية التي تحدث باستمرار في المنطقة المركزية الحالية للمسجد الحرام
من جهتها أوضحت تقارير حديثة صادرة عن لجنة السياحة والفنادق في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة أن فنادق مكة المكرمة خلال شهر رمضان الماضي لم تشهد أي إشغال يمكن وصفه بالإشغال الكلي الذي يجعل عدد الغرف في تلك الفنادق غير قادرة على استيعاب المعتمرين القادمين سواءً من الداخل أو من الخارج الذين بلغ عددهم ـ حسب بيانات وزارة الحج ـ نحو ستة ملايين معتمر ، وأشارت التقارير إلى أن نسبة الإشغال العامة للفنادق وصلت إلى 99 بالمائة، لافتاً إلى أن النسبة لم تكن ثابتة طوال موسم رمضان, لكنها تفاوتت لفترات متقطعة، حيث بلغت ذروة تلك النسبة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، وقال رئيس لجنة السياحة والفنادق في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة وليد بن صالح أبو سبعة : إن مناطق العزيزية والمعابدة والجميزة والحفائر شهدت نسب إشغال مرتفعة، لكن ليست مشابهة بطبيعة الحال لإشغال الفنادق في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف، حيث إن نسبة إشغال الفنادق في تلك المناطق كانت الأغلبية منها للأفراد القادمين من داخل السعودية أو من الدول المجاورة كدول مجلس التعاون الخليجي، بينما ركزت الشركات والمجموعات السياحية ثقلها في استئجار الفنادق في المنطقة المركزية».
ويرى أبو سبعة أنه من الممكن أن تنشأ خلال الأعوام الخمسة المقبلة مناطق رديفة للمنطقة المركزية أو قد تكون مناطق مركزية للمسجد الحرام نظراً للمشاريع التنموية التي تحدث باستمرار في المنطقة المركزية الحالية للمسجد الحرام، وما تبع ذلك من إزالات كثيرة للدور السكنية سواء للفنادق أو المباني المسكونة من قبل أهلها، وبالتالي لابد من إيجاد مناطق بديلة، وقد تكون أقرب تلك المناطق منطقة العزيزية، وكذلك منطقة الششة، وقال : « متى ما كانت المنطقة مخارجها ومداخلها ميسرة الوصول إلى المسجد الحرام كانت المطلب الرئيس للشركات والمجموعات السياحية في طلب إشغال دورها السكنية، وبالتالي ستشهد تلك المناطق حراكاً في عملية التأجير خصوصاً في مواسم الذروة كموسمي الحج والعمرة».
ولم يستبعد أبوسبعة وجود شركات أو مجموعات سياحية خلال شهر رمضان الفائت مستأجرة في المناطق الخارجة عن المنطقة المركزية لوجود النقل الترددي الذي حقق الفائدة المرجوة منه، حيث ساهم في فك الكثير من الاختناقات المرورية أو حتى التكتلات السكانية التي تحدث في المعتاد بالمنطقة المجاورة للمسجد الحرام، مبيناً أن بعض الشركات السياحية فضلت استئجار فنادق وعمائر بعيدة نوعاً ما عن المنطقة المركزية بعد استخدامها النقل الترددي الذي يُنقل المعتمرين والزوار من وإلى المسجد الحرام، وفيما يتعلق بحجوزات الفنادق في مكة المكرمة، وهل هناك تفاوت بين نسب الحجوزات الفردية والحجوزات المجدولة من قبل الشركات قال أبو سبعة : «الحجوزات المجدولة والمسبقة سواء من الأفراد أو من الشركات السياحية هي الأكثر طلباً من قبل الحجوزات الوقتية والمعنية بعدم الحجز المسبق، حيث بلغت نسبة الحجوزات المجدولة خصوصاً في الفنادق المجاورة للمنطقة المركزية للمسجد الحرام أكثر من 85 بالمائة تقريباً، وهذا دليل على مدى الوعي الكبير الذي يتمتع به القادم إلى مكة المكرمة من عمل الحجوزات المسبقة كي لا يحدث إحراج في عدم وجود إشغال في الفنادق «، وأكد أبوسبعة أن نسبة الانخفاض طبيعية في حجوزات أشغال الفنادق التي يصل الحال في أفضلها إلى نسبة 30 بالمائة في الوقت الحالي مردفاً بالقول : « هذا أمر متوقع من قبل المستثمرين في قطاع الفنادق، بل إنهم يعدون هذه الفترة استراحة محارب قبل خوض غمار موسم الحج الذي ستكون الفنادق فيه بمكة المكرمة مشغولة بكامل طاقتها الاستيعابية».
المصدر: اليوم الإلكتروني