الاثار تعيد تأهيل منطقة مقبرة السرابيوم بسقارة لتتناسب مع الحركة السياحية
القاهرة " المسلة" ميرفت عياد … أعلنت وزارة الاثار انه سيتم الانتهاء من عمليات إعداد المناطق الأثرية وتأهيل المنطقة المحيطة بمقبرة السرابيوم لتتناسب مع حركة السياحة وأعداد الزائرين وذلك تمهيداً لافتتاحها رسمياً.
خضعت مقبرة السرابيوم لمشروع متكامل لترميمها وتدعيمها للحفاظ عليها حيث تم حقن المنطقة المخلخلة تماما في سقف الممرات والحجرات لإحداث حالة اتزان وتدعيم المقبرة وعلاج الشقوق والشروخ بجسم المقبرة بأحدث الطرق الهندسية والعلمية وتزويدها بأجهزة تحكم فى الحرارة والرطوبة ، هذا الى جانب تمهيد الممرات المؤدية إليها والتى يتم فيها تركيب أرضيات خشبية وأخرى زجاجية من السيكوريت لمشاهدة الأرضية الأصلية لها.
يوجد بمقبرة السرابيوم مجموعة من الممرات يبلغ طولها حوالى 380 متراً. أما الممر الرئيسى فطوله يبلغ حوالى 200 متراً. وقد وجد داخل هذه المقبرة حوالى 24 تابوتاً مازال عشرون منها فى أماكنها إلى الآن ، وكل تابوت صنع من قطعة واحدة من الجرانيت الأسود أو الأحمر أو من الحجر الجيرى الصلب. وأحسن مثال لتلك التوابيت هو ذلك التابوت الموجود الآن بالحجرة التى على اليمين بالقرب من نهاية الممر الرئيسى. وهو مصنوع من الجرانيت الأسود المصقول جيداً، وتوجد نقوش على واجهته وجانبيه. وتوجد ثلاثة توابيت أخرى تحمل أسماء ثلاثة من الملوك وهم "أحمس الثانى"، و"قمبيز" الحاكم الفارسى الذى دخل مصر غازياً ومحتلاً، وأخيراً الفرعون "خاباش" الذى تزعم حركة النضال ضد الفرس لفترة قصيرة أيام الملك الفارسى "دارا" فى أواخر عهد الأسرة الثلاثين.
وتعنى كلمة "سرابيوم" فى اليونانية مطار الإله "سرابيس" هو ذلك الإله اليونانى الذى جعله الإغريق فى مصر إلهاً مشتركاً، حيث كان "سرابيس" فى نظر المصريين صورة من "أوزيريس" الذى كان يتجسد على هيئة العجل "أبيس"، ومن هنا عرفت مقبرة السرابيوم بمقبرة العجول.
ويعتبر الإله "أبيس" الذى يُمثل فى شكل عجل هو الرمز المادى للإله "بتاح" وكان له معبد عظيم فى مدينة "منف"، يعبد فيه وتقدم إليه القرابين. وعندما يموت كان يحنط كما تحنط الملوك، ويُحتفل بدفنه احتفالاً عظيماً مهيباً، ويدفن فى مقبرة خاصة به ، وكان يجب أن تتوفر فى هذا العجل بعض العلامات المميزة حتى يكون إلهاً .
كما اعتقد القدماء أن العجل "أبيس" هو رمز للإله "بتاح" رب سقارة، وأنه ابن "أوزيريس" فى بعض الأحيان. وترجع عبادة هذا الحيوان فى "منف" وسقارة إلى عهد قديم جداً فى التاريخ المصرى، ووجدت مقابر فى "منف" يرجع تاريخها إلى بداية التاريخ المصرى. وفى الدولة الحديثة قام المصريون بإنشاء مقابر خاصة لهذا العجل. ففى منتصف حكم الأسرة الثامنة عشر كانت العجول تدفن فى مقبرة منفصلة تُحفر فى باطن الأرض، ويشيدون فوقها مزاراً على سطح الأرض. أما فى الفترة ما بين الأسرتين 19، 25، فقد تم وضع تصميم مختلف للمقبرة. فتم حفر ممر تحت الأرض فى الصخر، مع حجرات للدفن تُفتح على كلا الجانبين، وفيها كانت توضع توابيت تلك العجول المقدسة.