«عقربة» مصر الأولى!
بقلم : محمود كامل
نجحت «عقربة مصر الأولى» في إلهاء الرئيس الذي أسقطته ثورة يناير عن شؤون مصر منذ قررت التفرغ لقيادة الشأن المصري لصالح أولادها الورثة، مع نقل خبرة الوالد إليهم في فن «تجاهل مصالح الناس» مع تقوية مختلف أجهزة الأمن الجهنمية بالمرتبات الكبيرة والأسلحة المتقدمة مع أحدث آلات التعذيب التي زودت بها مسالخ أمن الدولة حتى لا يشكو أحدهم من ضيق ذات اليد، أو أي ضعف في الإمكانيات استعدادا لتولى ابنها شؤون مصر خلفا لوالده، أسوة بما فعل الدكتاتور السوري الشهير حافظ الأسد عندما ورث الجمهورية السورية لابنه الهايف «بشار» بعد أن فقد ابنه وخليفته السابق «باسل» الذي قتل في حادث سيارة قرب مطار دمشق بفعل مجموعة من رجال الجيش السوري الرافضين «للتوريث» وهو الحادث الذي لم تعلن -حتى اليوم- نتائج تحقيقاته.. ولا اسم فاعله، وها هو «بشار الوريث» يلاقي متاعب كل ورثة العروش الجمهورية الفاسدة!
ولأن «العقربة» قد شغلت «الأسرة العلوية» بموضوع الوراثة، فإن مسؤولاً مصرياً واحداً من المنافقين لم يهتم بدوره الوظيفي في صيانة المرافق المصرية بسبب نهب الرئيس والأسرة العلوية لكل الاعتمادات المقررة لصيانة تلك المرافق وتحويلها إلى حساباتهم البنكية في الخارج «لحين عوزة»!
ولعل ذلك «التجاهل الطويل» لموضوع صيانة المرافق المصرية هو السبب الرئيس لما نحن فيه من توالي تدهور الخدمة المرفقية في الماء والكهرباء وصيانة أسفلت الشوارع، وتجديد القطارات، وقضبان السكة الحديد، وكذلك وحدات الترام والمترو، ومرافق أخرى كثيرة، حيث يضاف إهمال الصيانة التي كانت يجب أن تتم منذ سنين، لتوالي «سرقات اللصوص» لكوابل الكهرباء وأبراجها وقطع الغيار اللازمة لكثير من المعدات المهمة، وسط طوفان من الانفلات الأمني الذي يغري كثيرين بالانضمام إلى العصابات المسلحة التي باتت تسرق كل شيء على أرض مصر، بما في ذلك التسيب الأمني الشديد الذي كان في سيناء إلى أن قررت القوات المسلحة أن تعيد لشبة الجزيرة الأمن والأمان دون النظر لعدد القتلي بالرصاص الذين كانوا يقودون ذلك التسيب إلى أن قرر الجيش وضع حد نهائي لذلك الانفلات.