الدكتاتور القادم!

الديكتاتور القادم ..!

بقلم : محمود كامل

… يبدو، والله أعلم، أن «دكتاتورية نظام مبارك» التي سقطت لم تكن آخر الدكتاتوريات في حياة الشعب المصري، حيث تنبئ قراءة الأحداث القادمة بأن الطريق يجري تمهيده – إخوانيا- لدكتاتورية جديدة أكثر قسوة من دكتاتورية مبارك التي سقطت، وأن الشعب المصري مكتوب عليه أن يظل «واقفا على أظافره» قلقا من سلطة لا نعلم شيئا عما في قلبها تجاه الشعب المصري

وإن كانت الأيام القادمة سوف تكشف كل خفايا العباءة الإخوانية القادمة لنا بالمجهول، وهو ما ينبئ المجتمع المصري بأن الأهوال لم تنتهِ بعد، وأن عليه كثيراً من الكفاح متى يخبو وجه الحياة الطبيعية للشعب المكتوب عليه الصبر بعد أن «فقد الفرح»!
 

وتخلصا من الشكل العسكري الذي يكرهه المدنيون الجدد، فإن الرئيس مرسى قد أصدر قرارات بتنحية قيادات الجيش عن المشهد بإحالتهم إلى التقاعد مع تكريم شكلي لتلك القيادات تحت غطاء أنهم قد تعدوا السن القانونية موجبة التقاعد وإن كان ذلك ليس هو حقيقة الأمر!
 

ويرى قدامى السياسيين المصريين وبينهم فقهاء في القانون المدني والدستوري، أن الدكتاتورية الحالية التي ترتدي عباءات دينية قد اعتدت – دون رادع- على الشرعية الدستورية بوضع كل السلطات في يدها بما في ذلك «السلطة التشريعية» المختطفة التي أعطت لهم حق إلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي كان يغل يدهم عن كثير مما يمارسونه هذه الأيام بما لم يسبق له مثيل في أي من ديمقراطيات العالم

، مع احتمال إصدار قرار بعودة «مجلس الشعب الإخواني» الذي تم حَلّه لعدم شرعيته بحكم من المحكمة الدستورية العليا التي يفكرون الآن جديا في إلغائها أو تقليم أظافرها لتتوقف عن «إغاظة الإخوان» بأحكامها القانونية، حيث تمثل تلك المحكمة المحترمة ـ التي تعد واحدة من أربع محاكم باقية في العالم تتمتع باحترام ذلك العالم الديمقراطي بأسره ـ «عظمة في ضوء» الإخوان الذي يضيق كثيرا بالقانون هذه الأيام، فيما يُنذِر بعودة «الفصيل الواحد» للانفراد بسلطة الحكم في مصر
 

!