في رعاية جنرالات الفساد!

في رعاية جنرالات الفساد!

بقلم : محمود كامل

عن «فساد الدول» تحدثت منظمة «فريدم هاوس» عن قائمة تضم أسماء تسع دول، ما يعني أن ما يقرب من مليار ونصف مليار من البشر يعانون من فساد حكامهم، بينهم نسبة لا بأس بها من العرب. وجاءت «كوريا الشمالية» على رأس القائمة محافظةً على ذلك الموقع المتقدم في قائمة فساد الدول رغم وفاة زعيمها ومؤسس الفساد بها «كيم إيل يونج» الذي ورث الحكم عنه ابنه «العيّل» الذي تولى جنرالات الوالد الفاسدون أمره، فازداد بهم فساده.. فساداً

واحتلت «إريتريا» الموقع التالي لكوريا الشمالية، حيث لم تشهد أي انتخابات ديمقراطية –أو غير ديمقراطية- منذ استقلالها عام 1991، عندما تولى أمرها حزب «الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة» حيث لا عدالة.. ولا ديمقراطية، ولا أي شيء آخر على الإطلاق سوى الجوع الدائم لشعبها الذي تتفضل عليه بالطعام دول أخرى مجاورة، بل وبينها دول غربية ترى أن «شعب إرتيريا» لا ذنب له فيما هو فيه، ومن ثم فهو يستحق «الصدقة»!

وقد تلت «الصومال» تلك التوليفة الفاسدة من الدول حين ينعدم الأمن تماماً في غياب حكومة مركزية تضبط إيقاع الحياة في مجتمع الصومال الذي يشكو حاله إلى «طوب الأرض»، حيث لا يطمع الجيران سوى في «قضم» قطع من أرض الصومال الضائع لضمها إلى مساحات دولها.

وفي نفس الصف يقف «السودان»، في إشارة سريعة لما يجري في «دارفور» من صراع مع الحكومة المركزية في الخرطوم، التي لم تنجح برئيسها الإسلامي البشير في الاحتفاظ «بالجنوب المسيحي» الذي انفصل –برعاية غربية- عن دولة التطرف البشيري -هاوي الرقص بالعصا حتى في الأحزان- في بلاهة تؤكد ضرورة إسقاط الشعب السوداني للحاكم الذي تطارده محكمة الجنايات الدولية، وذلك أنه لن يستطيع الهروب طويلاً من قائمة طويلة من جرائمه التي تضمنتها قائمة الادعاء الصادرة عن تلك المحكمة التي بات يحلم بقضبانها في كوابيس لياليه الطويلة بغير نوم!