Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السياحة في لبنان: سوريون نازحون وخليجيون لم يأتوا بعد

السياحة في لبنان : سوريون نازحون وخليجيون لم يأتوا بعد

بيروت " المسلة " … مع تراجع حدة المعارك في دمشق وريفها وتركيزها في الجهة الشمالية-الشرقية من سورية تراجعت موجة نزوح العائلات السورية إلى لبنان بشكلٍ ملحوظ في اليومين الماضيين على عكس ما كانت عليه في الأسبوع الماضي وما قبله, حيث سجل عبور آلاف العائلات في منطقة الجديدة-المصنع ليتوزعوا في أنحاء مختلفة من لبنان في البقاع وبيروت وفي مدن وقرى الاصطياف كعالية وصوفر وحمانا وفالوغا. وبحمدون التي أحصي دخول أكثر من ألفي عائلة سورية إليها, بحسب ما ذكر رئيس البلدية "أسطه أبو رجيلي" كما سجل وصول ضعف هذا العدد إلى عروس المصايف "عالية", ما شكل تعويضاً ولو عينياً عن إحجام مجيء السياح العرب إلى لبنان في هذا الموسم, وذلك لسببين:

الأول: توتر الأوضاع في سورية, إذ تعذر على كثيرين من المصطافين الخليجيين وبالتحديد الكويتيين منهم من التوافد إلى لبنان عن طريق البر خشية تعرضهم لأي سوء أثناء دخولهم الأراضي السورية.

الثاني: رغبة غالبية المصطافين تمضية شهر رمضان في بلدانهم وبين أهلهم وأقربائهم, ما قلص عدد العائلات التي أتت إلى لبنان إلى صفر في المئة. وبحسب رجل الأعمال الكويتي خالد الدعيج المقيم في لبنان صيفاً وشتاءً, فلا يوجد في لبنان أكثر من ثلاثمائة عائلة كويتية فحسب, وما يقارب هذا العدد من الدول الخليجية الأخرى كالسعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.

"السياسة" وفي جولة ميدانية على مدن وقرى الاصطياف من عالية صعوداً باتجاه بحمدون وحمانا وفالوغا حيث تتواجد أكثرية العائلات السورية, لفتها خلو الشوارع من الوافدين السوريين لأسباب عدة:

أولاً: لأن مجيء هذه العائلات إلى لبنان كان قسرا بسبب الأحداث الدائرة في بلدهم, ولم يكن بقصد الاصطياف والترفيه عن النفس, كما يفعل الخليجيون الذين يملأون الشوارع والساحات, وتشعر الناس بوجودهم بانتعاش الحركة السياحية وبأنهم فعلاً يعيشون حالة اصطياف بكل معنى الكلمة.

ثانياً: تطور الأحداث الدائرة في الداخل السوري وانتقالها إلى المدن الكبرى كدمشق وحلب, فرض على معظم النازحين باتجاه لبنان حالة من الخوف والانكماش, ما جعلهم يلازمون المنازل والشقق التي استأجروها وقضاء طيلة الوقت أمام محطات التلفزة لتتبع الأخبار والأوضاع المتردية في الأماكن التي قدموا منها. وعدم الخروج إلا لشراء بعض الحاجيات ولأداء فريضة الصلاة في الجوامع القريبة من محل إقامتهم.


ثالثاً: اضطرار قسمٍ كبيرٍ منهم إلى الانتقال لأماكن أخرى لتخفيف الكلفة العالية التي تكبدوها بدل استئجار المنازل والشقق في عالية وبحمدون, والذهاب باتجاه حمانا وفالوغا وقرنايل بسبب الفارق الكبير بين الإيجارات في تلك الأماكن عما هي عليه في بحمدون وعالية, مع العلم أن مركز "الصفاة" في بحمدون كان يتقاضى بدل "السويت" الواحد في الليلة الواحدة 500 دولار أميركي للمصطاف الخليجي, بينما تقاضى من المستأجر السوري مئة دولار في الليلة الواحدة. أما في حمانا فإن الشقة المكتملة الشروط التي كانت تؤجر ب¯"500" دولار في اليوم تحولت إلى 2000 دولار في الشهر, ما جعل عدداً كبيراً من العائلات يذهبون باتجاه هذه الأماكن للتخفيف عن كاهلهم غلاء الأسعار, وهذا ما ظهر جلياً في قرى المتن من قبيع إلى حمانا وفالوغا والقرى المجاورة.
وفي محاولتنا التحدث إلى بعض النازحين كان هناك إصرار منهم على عدم التكلم والتقاط الصور وكأن أجهزة المخابرات التي اعتادوا عليها تلاحقهم حتى أثناء وجودهم خارج بلدهم, باستثناء الشاب "عمر" الذي رفض الافصاح عن اسمه الثلاثي مكتفياً بالقول إنه قدم من الشام إلى بحمدون بعد الانفجار الكبير الذي وقع في العاصمة على حد تعبيره, وبعد المعارك التي وقعت في المدينة, ولغاية الآن لم يفكر بالعودة بانتظار اتصال الأهل به, لكن "عمر" لا يتواصل مع أحد من أبناء عشيرته أو المواطنين السوريين المقيمين في بحمدون لأسباب خاصة به, متمنياً في نهاية اللقاء أن تهدأ الأمور ويعود إلى بيته وعمله لأن وجوده بعيداً عن وطنه وأهله شكل له مشكلة كبيرة, ورافضاً الاعتراف ما إذا النظام على حق أو المعارضة في هذه الأزمة التي بها سورية, متهماً العرب بالمؤامرة على بلده.

الحاجة "أم خالد" رفضت مواجهة الكاميرا, وقالت: "لا حديث لنا مع الصحافة لأنكم كلكم مخابرات", لماذا لا تدعونا وشأننا? الله يخرب بيت الذي خرب بلدنا كما خربوا بلدكم". وعن يوميات "أم خالد", لفتت إلى أنها "تخرج كل صباح, وفي فترة بعد الظهر قبل إعداد الإفطار تتفقد بعض الأقارب وشراء ما تحتاج إليه", مشيرة إلى أنها "وجدت فرقاً كبيراً في الأسعار بين الشام وعالية", وأوضحت أن في لبنان غلاء كبيراً ولكن كل شيء مؤمن, وهذه مسألة جيدة باستثناء "السمنة" الحموية لأنها غير موجودة في الأسواق", أما عن موعد العودة إلى الديار, فكشفت عن أن "زوجها ذهب إلى الشام لتفقد البيت والمحل التجاري وعاد بانطباع تشاؤمي لأن الناس تترقب معركة كبيرة في الشام إذا ما انتهت الأمور في حلب وضواحيها".

70 في المئة من السوريين غادروا بحمدون:

رجل الأعمال الكويتي خالد الدعيج المقيم في لبنان منذ عشرين سنة أكد ل¯"السياسة" أن "مجموع العائلات الكويتية في بحمدون وحدها لا يتعدى 300 عائلة لكنهم لا يتواجدون في بحمدون إلا في النهار, لأنهم بعد الإفطار يتوجهون إلى بيروت لانقطاع الكهرباء باستمرار في البلدة, والمولدات لا تفي بالحاجة المطلوبة, كما أن وضع مياه الشفة ليس بأفضل حال, ففي بيروت تتأمن لهم جميع وسائل الراحة مع وجود الخيم الرمضانية والديوانيات". وعن حركة بيع العقارات والشقق السكنية للسوريين, أشار إلى أن وضع العقارات بشكلٍ عام بحالة جمود, وهناك طلب من قبل بعض السوريين لكنه ليس بالحجم المتداول في وسائل الإعلام, فالعقارات والشقق التي سجلت عبر مكتبه قليلة جداً قياساً لما كان الوضع عليه في السنة الماضية".

وبشأن إمكانية توافد الرعايا الكويتيين إلى لبنان في فترة ما بعد "عيد الفطر", أكد أن "الحجوزات في بحمدون أصبحت مئة في المئة في الفنادق والشقق المفروشة عدا عن مالكي البيوت السكنية فإنهم جميعاً سيعودون لتمضية إجازة العيد والبقاء في لبنان حتى بداية العام الدراسي في الكويت".

وعن عدد العائلات السورية الموجودة في بحمدون, قال: "في اليومين الأخيرين تقلص عدد الموجودين في المدينة بنسبة كبيرة ولم يبق منهم سوى 30 في المئة والقسم الأكبر منهم غادر بحمدون, إما أن يكون عاد إلى سورية أو إلى أمكنة الإقامة فيها أرخص من هنا". ولاحظ فارقاً كبيراً في العادات والتقاليد بين العائلات السورية والخليجية, ربما لأن الظروف التي تمر بها سورية هي التي جعلت هذا الفارق كبيراً".

لا موسم اصطياف في بحمدون:

اللقاء مع رئيس بلدية بحمدون المحطة أسطه أبو رجيلي يأخذ كما في كل مرة بعداً إنمائيا باعتباره رئيس بلدية وليس مراقباً سياحياً, فعلى صعيد مسؤولياته أكد ل¯"السياسة" أن "ثلاثة أرباع البنى التحتية في بحمدون المحطة قد أنجزت وأن المصطاف الخليجي عندما يأتي إلى بحمدون سيجد الفرق حتى أن الجسر الذي كان مخططاً لتنفيذه بين بحمدون المحطة والضيعة أصبح اليوم قيد الإنشاء, والإنشاءات الأخرى من أرصفة وممرات وتأمين مياه ومعالجة الصرف الصحي أنجزت بالكامل".

وعن مجموع العائلات السورية الموجودة في بحمدون, لفت إلى أنها "تزيد عن 2500 معظمهم يلازمون بيوتهم طوال اليوم, وهناك طلب من قبلهم على شراء العقارات والشقق, وأن الموضوع ما زال قيد التداول". وشكا أبو رجيلي من التقنين الحاد في الماء والكهرباء.وعن حركة بيع الأراضي, قال: "هناك هجمة من تجار عقارات من طائفة معينة على المنطقة, والبلدية تدقق بعدد من المعاملات بهذا الصدد", مبدياً أسفه بأن "يكون سماسرة بيع الأراضي من المواطنين المقيمين".

عودة العرب بعد العيد:

توقع رئيس بلدية عالية وجدي مراد عودة المصطافين الخليجيين إلى لبنان في "عيد الفطر", لأن الحجوزات في فنادق عالية هي مئة في المئة, وعزا عدم قدومهم إلى لبنان في أول الموسم إلى حلول شهر رمضان المبارك, حيث يفضل السائح الخليجي تمضية الشهر الفضيل بين أهله وأقاربه لكنهم على الأرجح سيأتون بعد العيد إلى لبنان.

وعن عدد العائلات السورية التي أتت إلى عالية, قال إن "لديه إحصاء تقريبي عن وجود ما يقارب 3000 عائلة ليسوا موجودين في المدينة باستمرار وغالبيتهم عادوا إلى الشام بعد هدوء الأحوال في المدينة ولتفقد ممتلكاتهم كي لا يجري تصنيفهم مع هذا أو ذاك", مؤكداً أن "الوضع الأمني في عالية سليم مئة في المئة".

وفي نهاية الأمر قد يكون نزوح آلاف العائلات السورية باتجاه لبنان طارئاً, وينتهي بعد انتهاء الوضع الأمني في سورية, لكن تبقى مدن الاصطياف في لبنان محط جذب لكل الوافدين إلى هذا البلد مع فارق مهم جداً يتمثل باقتناع المسؤولين اللبنانيين بأن بلدهم سياحة أم ساحة?

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله