بقلم : محمود كامل
قطعاً لابد أن يكون هنا واحد بيننا أو من بعيد صاحب مصلحة ولا نعرفها في استمرار فوضى الشوارع في مصر التي لها الآن ما يزيد عن عام ونصف دون أن يتقدم لإيقافها أحد من بين العشرات الذين يحكموننا الآن ضمن سلطة يتخاطفها الجميع ليوقف تلك الفوضى التي تدمر تماما أي نية أو إرادة لإعادة الأمور إلى نصابها طريقا إلى دولة حديثة ومتقدمة تليق بمقام مصر التي أقامت أول دولة مركزية في التاريخ تحقيقاً لآمال ثوار التحرير الذين لم يتحقق لهم شيء مما أرادوه حتى الآن!
ومن بين ما نبتلى به هذه الأيام كثير من الوعود البراقة والمخادعة التي نتلقاها من العشرات الذين يتقدمون لخدمتنا العامة وأهمها تشكيل حكومة جديدة لديها خطة منطقية ومفهومة لإدارة دفة المركب التي تتقاذفها الأمواج في وقت حلت به «اللحظة الأخيرة» لمحاولة الإنقاذ.
ومن بين الوعود الكثيرة التي تلقيناها برنامج المائة يوم والنهضة الكبرى ولبن العصفور والمن والسلوى إلا أن سندوتشات الفول والطعمية مازالت طعامنا الرئيس على مائدة إفطار يوم طويل الصيام شديد الحرارة يريد به بفضل الله ثواب الصائم لمعاناته الطويلة تلك.
ورغم أننا في شهر رمضان الفضيل فإن كثيراً من الفصائل السياسية وخاصة الإعلام السياسي ما زالت تمارس معنا بوعودها خلال رمضان نفس الوعود السابقة على رمضان من خلال ممارسة فنون اللعب على كل الحبال التي هي من أهم فنون السياسة وهو الفن الذي يعتمد أساسا على كذب الوعود التي يتصور أصحابها حتى في أيام رمضان أنها من نوع الكذب الأبيض بينما نعلم جميعاً «حتى الأطفال» أن الكذب نقيصة أخلاقية بصرف النظر عن لون الكذب ذلك أن الكذب كذب مهما تلون، بل إن تلوينه قد يضيف إليه مزيداً من نقائص الأخلاق ولا يخفف منها حتى لو صبغته كل ألوان الطيف.