بقلم : محمود كامل
لا أدري ما هي الحكمة في أن يدس بعض فيالق السياسة المصريين الجدد أنوفهم في شؤون الدولة التي لا يفقهون حرفا في إدارة شؤونها ضمن فهم خاطئ بأن كثرة تدخلهم في تلك الشؤون بـ»المناكفة» سوف يؤدي في النهاية إلى تسليمهم أمور الدولة، التي يمثل فيها الشأن الاقتصادي «جرحاً نازفاً» يحتاج إلى جراح يغلقه استعدادا لمشوار طويل لم تبدأ أولى خطواته.. بعد!
ولخطورة الشأن الاقتصادي فقد أثار تدخلهم في شأن «القروض الدولية» التي تحاول مصر الحصول عليها للمرور من الأزمة الطاحنة التي تهددنا بالإفلاس قلق الاقتصاديين ومعهم كل المواطنين المصريين، حيث فوجئ الجميع باعتراض البعض من هؤلاء على طلب تلك القروض باعتبارها غير متوافقة مع الشريعة، وإقحام «موضوع الربا» في قضية القروض، حيث نسوا جميعا أن مصر جزء من النظام المالي العالمي، وأنه ليس من حقها أن تتبع نظاما مختلفا في الاقتراض، مع الفارق الكبير بين إيجاد أدوات استثمارية إسلامية للمستثمرين بالسوق المحلية، وأن تخضع الحكومة لنظم وقواعد إقراض إسلامية في ظل نظام عالمي لا يعمل بأدوات إسلامية!
وأذكر من خلال قراءات كثيرة في الشؤون الإسلامية أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أثقل عليه بعض من الصحابة بأسئلة «دنيوية» خارجة عما أتى به الرسول في قواعد الإيمان، قال ما معناه: أنتم أعلم بأمور دنياكم!
ولا يدرك من ألصقوا الربا بشروط الإقراض الدولي أن أحداً لن يستمع إليهم دولياً، ما لم يلصقوا بهم «تهمة التطرف» الذي لن تكون له نتيجة سوى هرب المستثمرين الأجانب بأموالهم من مصر، خوفاً من المجهول الذي تضمره تلك الفيالق التي تدخل عنصر الدين ضمن «الفهلوة الاقتصادية» التي لا تغني ولا تسمن من جوع!.