Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

غابات حلب تنوع حيوي ونظام بيئي متكامل متعة للمصطافين

 

حلب "المسلة" … تجسد الغابات بنوعيها الطبيعية والصناعية في محافظة حلب لوحات فنية تتبدى فيها آلاف الدونمات من الحراج الكثيفة دائمة الخضرة بأشجارها التي يتجاوز عمر بعضها مئتي عام كالسنديان فضلا عن وجود الأصناف النباتية الأخرى التي تعد رئة الطبيعة لما تقوم به من دور في تنقية الجو من الغبار والعوالق والشوائب لتبسط من خضرتها وندرتها ثوبا زاهيا يجعلها مقصداً جذابا للسياحة البيئية.

وتتنوع أصناف الاشجار المنتشرة في هذه الغابات ما بين السنديان ذات الأوراق العريضة والصنوبر البروتي والزيتون البري والقطلب والبطم والزعرور اضافة إلى الأصناف الأخرى كأشجار الغرب والصفصاف وغيرها.

واوضح المهندس يحيى محمد علي رئيس دائرة الحراج في مديرية الزراعة بحلب أن مساحة الغابات بالمحافظة تبلغ 58250 هكتارا وهي نوعان الاول طبيعي تقدر مساحته ب 12131 هكتارا تتوزع بمنطقة عفرين في حين ان النوع الآخر عبارة عن أحراج صناعية تبلغ مساحتها 46119 هكتارا وتنتشر بمناطق منبج والسفيرة وسمعان والباب وجرابلس واعزاز وعفرين وعين العرب والطريق الدولية .

وأشار المهندس علي إلى أن الغراس التي تزرع في هذه الغابات هي من إنتاج المشاتل العائدة لمديرية الزراعة مبينا ان الطاقة الإنتاجية للمشاتل تصل الى 1600000 غرسة سنويا موزعة على أربعة مشاتل هي مشتل الكماري بطاقة 900 ألف ومشتل الحمام ب400 ألف و مشتل المديرية 200 ألف غرسة ومشتل عيد دارة 100 ألف غرسة.

ولفت الى ان المديرية قامت ضمن خطتها للموسم 2011 – 2012 بتشجير 1487 هكتارا بأصناف مختلفة من الأشجار كالصنوبر الحلبي والثمري والدفلة والسماق والسرو وذلك من خلال زراعة 840 ألف غرسة اضافة الى اتخاذ جملة من التدابير الوقائية من الحرائق ابرزها إقامة دورات للفنيين والعاملين في الحراج وخطوط نار في الغابات وتجهيز فرق الحرائق الدائمة فضلا عن تجهيز أبراج المراقبة بمنظومة لاسلكية للإخبار عن أي حريق.

وتتضمن الإجراءات إيضا وفقا له تزويد الغابات بمآخذ لجر المياه منها وتوزيع بروشورات توعوية لمنع حدوث أي حريق مبينا أن دائرة الحراج تمتلك 36 صهريج مياه مخصصة لسقاية الغراس الحراجية والمشاركة في إخماد الحرائق في حال حدوثها ويتم حاليا تجهيزها اضافة الى وجود اربعة صهاريج تدخل سريع.

وبين المهندس محمد علي انه مع بدء موسم الحرائق في شهر ايار تم تخصيص الرقم المجاني 188 للإعلام عن أي حريق مشيرا الى اهمية مشاركة السكان المحليين في إخماد أي حريق وتجنب إشعال النار ضمن الغابات و خاصة عند وجود أعشاب يابسة وأخذ كل تدابير الحيطة والحذر وعدم كسر أي زجاجات بلور ضمن الغابة فقد تسبب قواعدها حريقا.

وحول اهمية الغابات وقدمها اوضح الباحث محمد لؤي مكي أن التحريات الأثرية تدل على أن المناخ في سورية لم يتغير منذ 2500 عام حيث كانت الغابات تنتشر بكثافة على الساحل وحتى في الداخل والبادية لكن القسم الأكبر منها انقرض نظرا للتعديات المتواصلة عليها من غزوات الصليبيين إلى تسيير القطارات العامة خلال الحرب العالمية الأولى وكذلك مد السكك الحديدية من طرابلس إلى حيفا في الحرب الثانية بالإضافة إلى تعديات السكان من الاحتطاب لأجل التدفئة المنزلية والطبخ ومن ثم تقليص الأراضي الحراجية بتحويلها إلى أراض زراعية وكذلك الحرائق والرعي الجائر.

وذكر مكي أن الكائنات الحية المكونة للنظام البيئي تكون في تفاعل مع بعضها البعض ومع المواد غير الحية وعوامل البيئة بحيث يشكل المجموع كلا متوازنا ومستقرا مضيفا.. ان الغابات تلعب دورا مهما في اقتصاديات الدول إلا أن هذا الدور لا يشكل سوى 7 بالمئة من فوائد الغابات بالنسبة للبشر بينما تمثل النسبة المتبقية فوائد بيئية.

وأشار مكي إلى الأهمية البيئية للغابات ودورها في تنقية الجو من غاز ثاني أكسيد الكربون السام وإطلاق الأكسجين وأن كل واحد كيلومتر مربع من غابة متوازنة ينتج من 1 الى 3 اطنان من الأكسجين يوميا مقارنة مع نصف طن في المحيطات فضلا عن تأثيراتها على المناخ حيث يعتبر مناخ الغابة أكثر اعتدالا من ناحية الحرارة وأكثر رطوبة وأشد انتظاما من مناخ المناطق الخالية من الغابات.

كما تخفف الغابات وفقا له من شدة الرياح وتسهم في رفع رطوبة الجو وزيادة كميات الأمطار الهاطلة نتيجة طرحها كميات من البخار في الجو اضافة الى دورها في تخفيف الانسيال السطحي لمياه الأمطار وتؤمن انتظام تدفق مياه الينابيع والأنهار مشيرا إلى أن جذور الأشجار تساعد على تصدع الصخور فتسهل من عملية تآكلها فتتحول إلى غضار وسلت ورمل وتحرر مواد كيميائية أخرى تتغذى عليها نباتات الغابة.

وتقوم الغابات ايضا بحماية الأراضي الزراعية من الانجراف الريحي وتقي المحاصيل والأشجار المثمرة والمنازل والطرقات والمنشآت العامة والبيوت البلاستيكية وغيرها من التأثير الضار لهذه الرياح حيث ان كل واحد هكتار من الغابات ذات الأشجار عريضة الأوراق يؤدي الى وقف حوالي 80 طنا من الغبار سنويا.

وبين الباحث ان الأهمية الاقتصادية للغابات تكمن في انتاج الأخشاب بمختلف أنواعها وكذلك الزيوت من ثمار وبذور الغار والبطم والأعلاف والفلين والمواد العازلة للصوت والحرارة اضافة الى إنتاج أحطاب الوقيد والفحم والصمغ فضلا عن إمداد المزارعين بالغراس البرية مضيفا.. ان للغابة أهمية اجتماعية ايضا تتمثل في تأمين فرص عمل للسكان المحليين المجاورين لها كما تشجع على السياحة البيئية .

ولفت مكي الى وجود العديد من الأنواع النباتية والحيوانية في الغابات الطبيعية التي يمكن الاستفادة منها في تنويع وتحسين المحاصيل الغذائية أو يمكن أن تساعد على اكتشاف دواء ما قد يساعد على شفاء أمراض مستعصية تعاني منها البشرية.

وعن العوامل المؤدية إلى زوال الغابات أشار الباحث مكي إلى أنها عديدة منها الآفات والتلوث الزراعي والصناعي والرعي الجائر والوطأ المتكرر الذي يعرض التربة للتعرية فضلا عن التأثير سلبا على نمو النباتات وإعادة تجددها بالإضافة إلى القطع الجائر للأشجار والحرائق التي تؤدي إلى الإضرار بقوة الغابة الإنتاجية واستبدال الأصناف الجيدة بأخرى قد تكون رديئة وانخفاض الإنتاج بشكل عام والتأثير على جمال الطبيعة والمناطق السياحية والمناخ المحلي والحراج.

واكد ضرورة إدارة وتنظيم الغابات من خلال التقليم والتفريد وشق الطرقات الحراجية مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث الحرائق والعمل على تأسيس الغابات المختلطة بالإضافة إلى تنظيم الرعي وفقا للحمولة الرعوية ومنع الصيد والتفحيم وكذلك إزالة الأشجار اليابسة وخاصة قرب المواقع القريبة من السكن وقطع الزجاج والأشياء العاكسة لأشعة الشمس.

 المصدر: سانا

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله