قيادات «الإخوان السياسي» لديها «هوس» اسمه «تزوير الانتخابات»، حيث تسبق شعاراتها بالتزوير كل حملة انتخابية مصرية، فإذا فاز أحدهم فهي انتخابات شريفة وشفافة، فإذا سقط مرشحهم فهي مزورة، حيث يؤكدون رؤيتهم «سابقة التجهيز» التي تدخل كل لجنة قبل الفرز بنصف ساعة، ومع شعار «الانتخابات مزورة» يبدأ «التهديد» بالخروج إلى التحرير بمليونية «الثورة الثانية»!
وضمن تمثيلية البطولة يدعون أن شهداءهم هم الذين حموا ثورة يناير، بينما يؤكد شباب الثورة الحقيقيون أن رصاص الأسطح الذي قتل عديداً من بينهم يكاد يكون مكتوباً عليه أنه «رصاص الإخوان» الذي أطلق مجاملة لمبارك غزلاً وطمعاً في إخراج قياداتهم من سجونه والاعتراف بهم رداً للجميل «و يا دار ما دخلك شر»، ذلك أن العفو من «شيم الكرام»!
إذا تصور هؤلاء أن الفوضى المؤقتة والمصنوعة الموجودة الآن في مصر قد وفّرت لهم مناخاً «يتمطعون» فيه، سوف تظل طويلاً بما يسمح لهم بالاستيلاء على كل مصر، فإنهم يكونون قد بلغوا مرحلة «التخريف السياسي»، وذلك أن سمعتهم قد أصبحت على كل لسان مصري، كما أن «الشبق السياسي» الذي بدا بارزاً خلال الأشهر القليلة الماضية قد دمر تلك السمعة نهائياً بما لا يسمح بأن ينتخبهم أحد غير التابعين «لفضيلة المرشد».
الذكاء الفطري القديم للمصريين هو «البوصلة» التي تدلهم على الصديق كما تدلهم على «العدو» حتى لو ارتدى ثياب الصديق ومعها «مسوح الرهبان». ولعلهم لا يدركون أن الصبر الطويل لم يعد من صفات المصريين، بعدما أدى هذا الصبر إلى إهانة كرامات المصريين لعقود كثيرة منذ يوليو 1952، يضاف إلى ذلك كله أن «ثورة يناير» قد أسقطت حاجز الخوف بلا عودة، وهو ما يدفع الشعب إلى المواجهة أولاً.. بأول!