بقلم : محمود كامل
في أزمات الأوطان يتقدم للإنقاذ أو للمساهمة فيه «الوطنيون فقط» حتى لو كانت محاولات الإنقاذ تلك نقصا في أموالهم الخاصة، أو تأجيلا لصفقات كان من الممكن أن يعقدونها ويكسبوا منها الكثير، ويتم ذلك كله وأكثر ضمن محاولات إخراج الوطن من محنته، حيث إن المال يروح ويجيء بينما الأوطان إذا ذهبت يتحول كل أهلها إلى لاجئين في مخيمات الإحسان في انتظار تفضلات دولية عليهم قد تأتي.. وغالبا لا تأتي ليتحول الجميع إلى متسولين حيث رصيف «مسجد الحسين» رضي الله عنه!
وتفرق أزمات الأوطان دائما بين المواطن الحق، والمواطن المدعي الذي يعتبر أن الأزمة فرصة ذهبية لنهش ما تبقى «من لحم الوطن.. وعظامه» في «انتهازية» تؤمن بمقولة قصيرة النظر تقول: «احييني النهاردة.. وموتني بكرة»، ناسيا أن «بكرة» هذا يدق أبواب الليل انتظارا لصباح جديد بعد ساعات قد يكون فيه الغرق، حيث لا جبال تعصم من الماء في أزمنة «طوفان الأزمة».
وإذا كان الله يغفر لعباده ما يشاء، فإن «الخطأ في حق الأوطان» – في تصوري- من الذنوب «غير القابلة للغفران» ذلك أنها «خيانة» لأرض خلقها الله لمليارات البشر منذ بدء الخليقة وحتى النهاية، ليتناوب على العيش فيها ملايين تذهب، وملايين غيرها تولد لتعمر نفس الأرض بينما «الانتهازية» هي عمل هدم لما أمر الله بأن يعمر ويزدهر، أي أنها تصد «بالتدمير» لإرادة إلهية بالدوام تماما مثلما تقرر «النملة» هدم الجبل!
ولأن الله يعلم ما في قلوب عباده، فقد وجد بينهم من «في قلبه مرض»، ليتصدى لهم -بالصفاء والمحبة والطاعة لله- خلق كثير من الذين «ليس» في قلوبهم مرض خصهم الله «بحوائج البلاد والعباد»، وأولئك هم «المعصومون» من العذاب يوم القيامة في عفو إلهي لا يتمتع به الآخرون الذين هم «في الدرك الأسفل من النار» باعتبارهم من المنافقين!