ثقـــــة المستثمرين بلبنان كبيـــــــــرة
بيروت "المسلة" … أعلن وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي أن اعلانات المطار أصبحت في عهدة شركة "غروب بلاس" من جديد، واليوم هناك محطة جديدة في المطار بعد محطات عدة تم الإعلان عنها حول مشاريع تعود الى شركة طيران الشرق الأوسط لتفعيل الحركة، من تحديث وتطوير وإطلاق أفكار خلاقة جديدة تنسجم مع تطورات عالم الطيران على المستوى الدولي.
وقال في مؤتمر صحافي عقده اليوم في "مبنى سلامة الطيران المدني" في مطار رفيق الحريري الدولي في حضور الرئيس التنفيذي لـ"غروب بلاس" جورج شهوان: المناقصة تمت، وكلفة العقد أكبر بكثير من العقد السابق، والعقد لمصلحة المطار، وهو تحدٍّ من قبل الشركة في ظل الظروف التي تمرّ بها البلاد. نريد أن تبقى المرافق اللبنانية كافة وخصوصاً المطار، ناهضة وناشطة وقوية، ومن جانبنا علينا تقديم كل التسهيلات والدعم الممكن لإنجاح هذا التحدي بالنسبة الى أي مستثمر على قاعدة التزام دفتر الشروط الذي على أساسه أجريت المناقصة ووُقّع العقد، وثقتنا تأتي نتيجة العمل المنتج في المطار، آخذين في الاعتبار واقع البلاد، ونبارك للشركة التي كانت موجودة في حرم المطار ونتطلع إلى بدء العمل سريعاً في خطوات وأفكار جديدة، لأن المطار هو صورة لبنان الأولى، والإعلانات مهمة جداً لأن عملية التسويق فيها إبداع وخلق وجذب، وهنا التحدي الذي يجب أن نقوم به جميعاً للإفادة من المقوّمات الأساسية الإيجابية الموجودة على أرض المطار.
أضاف: إن إحصاءات عدد القادمين إلى لبنان حقيقية وموثقة من قبل المديرية العامة للطيران المدني. وفعلاً السنة الماضية قاربنا حدود الـ 6 ملايين… الجميع بدأ يتحدث عن التحضير للمرحلة الثانية لأن إمكانية الاستيعاب في المطار كاملة ووصلت إلى الحدّ الأقصى، وبالتالي لا بد من التفكير لمرحلة جديدة. وعندما نتحدث عن هذه المرحلة الجديدة إضافة إلى الطيران الخاص الذي ينهض وينشط بشكل استثنائي في البلد، نتحدث عن عدد كبير في فرص العمل وإنتاجية وتوسع في العمل الإعلاني، كل ذلك يؤدي إلى تنشيط الدورة الاقتصادية في البلد، ومزيد من الاستقرار والاستمرار والاستثمار. لذلك، دخلت الشركة في تحدٍ وستنجح في ذلك من خلال نجاح إدارة المطار، وتأمين المقوّمات الأساسية المطلوبة. ونحن في تصرّف كل المستثمرين على قاعدة الإلتزام بدفاتر الشروط الموقعة وتوفير كل الإمكانات المطلوبة بمرونة وتعاون من قبل كل القطاعات المعنية لتحقيق النجاح المطلوب.
حوار: ورداً على سؤال عن المبلغ الفعلي للمناقصة وهل ستروّج الشركة للبنان سياحياً في دول الخليج، قال العريضي: العقد الموقع هو 3 مليارات و 100 مليون وهذا رقم جيد للإدارة، آخذين في الاعتبار الظروف التي نمرّ بها، حتى لو كان الوضع جيداً والإنتاجية مهمة، والشركة بحاجة الى مساعدة بمرونة، نحن مستعدون لذلك وعلينا التعاون جميعاً لننطلق بهذا المشروع. لن يضيّع حق أحد إنما واجبنا تطوير العمل لأن فيه فائدة للجميع وللإدارة والمستثمر.
أضاف: بالنسبة الى الترويج السياحي، يقوم وزير السياحة بحملة إعلانية للتسويق من خلال جولات في منطقة الخليج وموسكو ودول أخرى، على رغم الظروف التي أحاطت بقرارات أدّت إلى عدم مجيء السياح كما كنا ننتظر، إنما المهم أن ندرك نحن اللبنانيين أن على رغم كل الصعاب في إمكاننا أن نفعل شيئاً، على الأقل ما هو مطلوب منا أن ننجزه بشكل جيد، ليس كل ما يجري سببه الأوضاع في محيطنا، فما يجري في المحيط أكبر منا جميعاً، لكن ما فعلناه نحن بأنفسنا في لبنان يؤذي لبنان أكثر من أمور كثيرة.
وآن لنا أن نهدأ ليرتاح البلد، وأن نقوم بخطوات ليست بحاجة إلى عبقرية وخلق وإبداع استثنائي، بل علينا القيام بواجبنا في مؤسساتنا وإداراتنا و"نضب ألستنا" ونكفّ عن الإنفعالات والغرائز، وبذلك نخفف عن البلد الذي مرّ منذ اسبوعين في حال من الاحتقان والتشنج. ومجرد إنعقاد طاولة الحوار من دون أن يكون قد تحقق شيئ استثنائي في هذه الطاولة، أصبح المناخ العام في البلد أكثر هدوءاً لأن التشنج السياسي اليوم سواء على مستوى الخطاب أو الممارسة والتحدي يحرّك الغرائز والضغينة والحقد في نفوس الناس. وقبل أن نتحدث عن السائح العربي والأجنبي، المواطن اللبناني الذي كان يريد أن يأتي إلى لبنان لزيارة عائلته عمد إلى دعوتهم لقضاء العطلة في الخارج، وعلى رغم ذلك نرى حركة بسبب الثقة بالبلد وتميل نحوه الناس أكثر ما نميل نحن إليه في الداخل.
وعما إذا كانت لديه خطة لطرحها على مجلس الوزراء وتحييد طريق المطار من كل الصراعات السياسية، لأن أحد أسباب عدم مجيء السياح إلى لبنان هو المشاهد التي يراها من قطع تلك الطريق، قال: أكثر المتضررين من كل هذه المشاهد وزير الأشغال، كل الطرق الجديدة التي نفذت تم تشويهها، وسنقوم بتزفيتها مجدداً. الموضوع ليس محصوراً بوزير الأشغال، إنما القيادات الأساسية المعنية مباشرة بالعلاقة مع أبناء المنطقة الكريمة التي يتحركون فيها، كان لها موقف واضح وصولاً إلى حدّ التحريم والحديث عن فتوى.
موضوع المطار حساس ودقيق بكل المعايير التي أشرنا إليها، وآمل أن يستمر هذا الموقف ويثبت ويكون تعاون من قبل الجميع لوضع حدّ لهذه الظاهرة التي بلغت مدىً استثنائياً بالمعنى السلبي في كل المناطق اللبنانية، ويمكن التعبير بطريقة أخرى، ونرفع الصوت والناس عندما تخرج إلى الشارع للتعبير عن قضية معينة، هذا حق لها وهي تشعر بنوع من المعاناة والقلق والغضب، ولبنان ليس البلد الوحيد الذي تحصل فيه التظاهرات وتحركات شعبية، ولكن من الممكن أن نتصرّف بطريقة أخرى، ومع ذلك أقول رأينا الناس يتحدون ذهاباً وإياباً، يحملون حقائبهم ويصرون على المجيء إلى لبنان والمغادرة عن طريق المطار، إنما لا بد من وضع حدّ لهذه العملية وتأكيد ما صدر عن القيادات الأساسية المعنية بهذا الأمر.
وعن نتائج طلبات الهيئة العامة للطيران المدني وعما إذا كان الأمر سيبقى مرتبطاً بالتعيينات الإدارية، قال: لا علاقة لهذا الموضوع بما نقوم به على مستوى الطلبات المقدمة للهيئة العامة للطيران المدني. عملية الفرز الأولى للأسماء انتهت، وتم اختيار مجموعة من الطلبات ولا أقول الأسماء لأنها مقفلة، الذين رُفضوا عُرفت أسماؤهم، لكن بالنسبة الى الآخرين فليست معروفة وخلال أيام سيعقد اجتماع للجنة لاستكمال عملية فرز المرحلة الثانية وصولاً إلى اختيار عدد الأعضاء للهيئة العامة للطيران المدني. وكل ما سيصدر عن هذه اللجنة سأتقدّم به إلى مجلس الوزراء، ليس لدي أي اسم ولا التزام تجاه إي إنسان على الإطلاق. ما أريد الوصول إليه هو هيئة عامة للطيران المدني يكون فيها الأكفاء الذين يقدرون على القيام بالواجب والمطلوب منهم استناداً إلى المعايير العلمية.
وعن التسهيلات المقدّمة الى الشركة الإعلانية التي فازت في المناقصة، قال: لا أستطيع تحديد التسهيلات التي تريدها الشركة، وما يواجهون من عقبات في المطار بما ينسجم مع روحية العقد سأبادر إليه فوراً. المهم أن يكون التعاون قائماً بين الإدارة والمستثمر.
أما في ما يخص امكان انشاء مطار ثانٍ، فقال: لا أريد طرح المسألة من زاوية أن ثمة مشكلة في المطار، فلنتصوّر أن هناك مشكلة في هذا المطار، أليس محتملاً أن تخلق مشكلة حول المطار الثاني؟ عندها هل نذهب إلى مطار ثالث ورابع وخامس؟ المسألة لا تعالج بهذا الشكل، إنما عبر مدى حاجتنا الى المرحلة الثانية من التطوير في المطار أم لا.
نعم نحن بحاجة. إذاً يجب أن نذهب إلى هذه المرحلة. هناك فكرة ثانية هي مطار الشهيد رينيه معوض في القليعات التي زرتها منذ فترة والمطار كان ضمن بنود البيان الوزاري للحكومة الحالية. المنطقة المحيطة بالمطار من أغنى المناطق اللبنانية من حيث الإمكانات والطاقات والزراعة، والموقع قريب من الحدود اللبنانية – السورية بالنسبة إلى الشحن والترانزيت وتعالج مجموعة مشاكل، إضافة إلى تأمين فرص العمل. لذلك كانت الفكرة الإنطلاق في مجال الشحن، والطيران المدني كان أعدّ دراسة حول حاجات المطار إنما ليست كافية، فسأذهب بطلب إلى مجلس الوزراء للموافقة على تكليف مكتب اختصاصي لإعداد دراسة مكتملة حول حاجات هذا المطار، وفي ضوء ذلك ننطلق في هذا العمل، ويمكن أن يكون هناك تكامل في مثل هذه الحال، والمسألة ليست مطروحة أن ثمة مشكلة هنا نذهب إلى خيار في مكان آخر.
شهوان: من جهته، جدّد شهوان ثقته وإيمانه بلبنان واقتصاده، وقال "لا خطر اقتصادياً ولا خوف على أي استثمار أو مستثمر"، داعياً جميع اللبنانيين وغير اللبنانيين "إلى الحفاظ على ثقتهم بلبنان والاستثمار فيه"، مؤكداً أن "حركة المطار في السنوات العشر الأخيرة، وعلى رغم ما يجري من حوادث أمنية وسياسية في البلاد، إلا أنها لم تتراجع وحققت نمواً كبيراً، والإحصاءات تؤكد أن حركة المسافرين بلغت حتى العام 2011 نحو ستة ملايين راكب، ما يدل على أهمية المطار وثقة الناس بلبنان".
وقال: شركة "غروب بلاس" الرائدة في مجال الإعلان التسويقي في الشرق الأوسط، تثبت مرة أخرى أنها فازت بالحقوق الحصرية لتسويق المساحات الإعلانية في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت، لأنه مرفق حيوي وواجهة لبنان السياحية والاقتصادية، وهي تسعى الى إبراز المطار بأبهى حلة. وتماشياً مع التطور التكنولوجي عمدت الشركة إلى استعمال احدث الشاشات الإعلانية والتقنيات الإلكترونية الرقمية التي تؤمّن للمعلن النتيجة المطلوبة.
أضاف شهوان: تسوّق المجموعة منذ أكثر من 9 سنوات إعلانات في المطار، والحصول على الحقوق الحصرية ما هي إلا قناعة منا وإيماناً بمستقبل لبنان الزاهر، إذ أن السوق الإعلاني يرتبط بالوضع الاقتصادي لا سيما في المطار الذي هو واجهة البلد، وأنا على ثقة بأن استثمارنا هذا، إضافة إلى استثماراتنا الأخرى في لبنان، ستكون ناجحة لأننا مؤمنون بقدرة لبنان الدائمة على النمو والاستمرار مهما كانت الظروف صعبة.
وأشار إلى عدد من المصارف والشركات العقارية قام بحجز مواقع إعلانية في المطار "وهذا خير دليل على أن استثمارنا صحيح".
المصدر: المركزية