Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

عندما تتزين الأرض!

بقلم : محمود كامل

تتمكن السلطة من بعض الناس إلى درجة التوهم -بازدياد النفوذ- بأنهم هم «القدر»، وأن استمرار نفوذهم على الناس -ظلماً أو عدلاً، وغالباً ظلماً- هو نوع من «القدر المكتوب» على هؤلاء التابعين لا فكاك منه، وينسى هؤلاء «المرضى النفسيون» من وطأة المرض أن «القدر هو الله» الحي الذي لا يموت، بينما هم -وإن طالت بهم الأيام- ميتون بحكم قرآني: «إنك ميت.. وإنهم ميتون».

 وبهذا الفهم يصبح هؤلاء من «ابتلاءات القدر»، وليسوا فاعلين به، بل يصبحون أحياناً من «كوارث القدر» على المحيطين بهم الذين كتب عليهم الصبر لحين «زوال الغمة» اعتقاداً في مقولة شعبية قديمة تقول: «اصبر على جار السوّ، يا يرحل يا تيجي له مصيبة تشيله»، وهو نوع من «الصبر السلبي» أعتقد أنهم لا يجازون عليه جزاء الصابرين، ذلك أن الصبر على الظالمين يُترجَم خطأ لديهم بأنه نوع من الرضا بما يفعلون، مع أننا جميعاً نعلم بأن «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، وأن مقاومة هؤلاء تدخل في «قائمة الجهاد ضد الظلم».. وضد «القهر»، وهو فريضة!ولأن طول البقاء في السلطة -خصوصاً السلطة المطلقة- يزيّن لهؤلاء أنهم هم «القدر».

 وهو ما عبّر عنه «حسني مبارك» عندما أبلغوه بثورة ميدان التحرير بقوله المستهين بما يجري: خلّوهم يتسلّوا، فلم يكن الرجل يتصور أن أيام سلطته أصبحت معدودة، وأن النهاية المقدرة تقترب، ذلك أن حرسه الجهنمي أكد له أنها «زوبعة في فنجان»، ولم ينتبه الرجل إلى الحقيقة حتى عندما اكتشف أن «الفنجان» قد انفجر، وأن نظام حكمه -بهرب كل الحراس- قد تحول -مثل الفنجان- إلى «فتافيت» بشظايا دقت عليه «أبواب القصر الجمهوري» الذي تركه -هرباً- إلى قصره بشرم الشيخ منتظراً دعوته القريبة إلى القاهرة لإعادة حكمها من جديد بالوريث الذي كانت معه «الوالدة باشا» التي كانت هي وابنها الحاكمين الحقيقيين لمصر بعد تحويل السيد الرئيس إلى «طيشة» -لا تهش.. ولا تنش- حيث نسي الجميع آية قرآنية تقول ما معناه: حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً.. إلى آخر الآية الكريمة، أيامها أفهمه «زكريا عزمي» أن كل الزينة التي في الأرض هي من صنعه، بينما أدرك المصريون أن «الخراب» الواقع لم يعد من الممكن الصبر عليه، ليجري ما جرى!

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله