بقلم : خالد السليمان … مر أسبوع كامل على وصولي لبلدة ساحلية هادئة تقع شمال كاليفورنيا استأجرت فيها سكنا عائليا تقل تكلفته عن تكلفة غرفة فندقية في مدينة جدة دون أن أقابل عربيا واحدا فتحقق مفهومي للسياحة .. تغيير بيئة المكان والإنسان!
لكن الأهم من ذلك مر أسبوع كامل دون أن أسمع صوت منبه السيارة أو أحتاج لاستخدامه مرة واحدة، ولم ينحرف فيه سائق واحد على مساري أو ينعطف على طريقي أو يقطع الإشارة أمامي أو يرفع ضغطي أو يتجاهل إشارة التوقف عند تقاطعات الطرق أو يقف في موقف ممنوع أو مخصص للمعاقين أو يتجاهل إفساح الطريق لسيارات الإسعاف والطوارئ أو يلحق بركابها!
منذ أسبوع كامل وأنا أعيش كمستهلك كالطاووس، الكل يسعى لرضاي ويعمل على تلبية متطلباتي وفهم احتياجاتي ورسم ابتسامتي، أنال حقوقي دون أن أطلبها وألتزم بواجباتي دون أن أستثقلها في علاقة أخذ وعطاء متكاملة واضحة الفواصل محددة المفاصل!
منذ أسبوع كامل لا تقابلني غير الابتسامات ولا تحيط بي غير البشاشة، فالابتسامة عندهم عفوية والبشاشة تلقائية وكأنها خلقت في جيناتهم، أما «اللقافة» فلا وجود لها في قاموس حياتهم إلا عندما يتعلق الأمر بعرض المساعدة!منذ أسبوع كامل أتجول في الغابات وأتريض على الشواطئ وأتنزه حول البحيرات دون أن تمنعني منها أسوار أو تردني عنها حواجز!
بعد مرور الأسبوع توجهت إلى وسط مدينة سان فرانسيسكو القريبة فسمعت أول منبه سيارة، وكان منبه سيارة أجرة يقودها رجل بملامح جنوب آسيوية، أما اللقاء الأول مع بني جلدتي فكان في أحد الأسواق مع شابين خليجيين يطاردان فتاتين خليجيتين!!
