بقلم : محمود كامل
خلوا بالكم يا عرب، لو «مصر» -لا قدر الله- جرى لها حاجة «ووقعت» سوف «يتخطفكم الطير» من كل لون.. سوف تصبحون تماماً مثل الأيتام على مآدب اللئام، وهذا ليس كلاماً منبعه «غرور وطني» بقدر ما هو كشف لحقائق غابت عن كثيرين، أو غيبها كثيرون، ذلك أن مصر هي «المنارة العربية» التي تهتدي بها كل مراكب العرب وصولاً إلى كل شواطئ الأمان، بغيرها سوف تتوه الخطى…
ويضيع الطريق من تحت أقدام كل السيّارة ليتوه الجميع! ويقول المصريون في أمثالهم القديمة: «اللي ما لوش كبير يشتري لنفسه كبير»، ذلك أن الطيبين في أرض العمالقة وزمانهم بغير عملاق يغطي الجميع بالمحبة والود سوف يضيعون، ذلك أن العملاق الأمريكي الغريب المقيم بسلاحه قهراً في القلب العربي ليس لحماية أصحاب الأرض، وإنما جاء لحماية مصالحه وعلى رأسها «مصالح إسرائيل» من أصحاب نفس الأرض، بينما مصر الجديدة الجاري بناؤها سوف تعود لتقف بالمرصاد لكل من «يريد شراً بالعرب»، ذلك أن مصر بالعرب ليست هي مصر بغير العرب فهم مصدر القوة.. وهم المدد!
وإذا كانت ظروف مصر الحالية بالغة السوء بوقوفها وسط طوفان مخيف «محاولة ألا تغرق» -ولن تغرق- فإنه على كل العرب الواقفين على كل الشطآن يتفرجون أن يتوقفوا عن الفرجة ويمدوا أيديهم وأذرعهم بكل ما يملكون بأطواق النجاة -وإن كان بعضهم قد بدأ- إلا أن أمواج الطوفان تحتاج إلى مزيد من أطواق النجاة، وإن كان البعض يتفرج شامتاً لمحبة سابقة لفساد مبارك، فإن مبارك ليس هو مصر، ولن يكون، ذلك أنه كان مثلما قيل لنوح لحظة غرق ابنه: «إنه عمل غير صالح»، وإن تصور مبارك أن هناك جبلاً سوف يعصمه من الماء، وهو ما لن يكون.
وإذا كان بعض المتفرجين العرب يتصورون أن «الغريق» سوف يكون مصر وحدها فإنهم بالقطع مخطئون، ذلك أن «التسونامي» الناتج عن ذلك سوف يغرق كل الشواطئ ومعها كل المتفرجين.. بصرف النظر عن جنسية الغارقين!