دبى "المسلة" ….. أجمع خبراء ومسؤولون في القطاع الفندقي في الدولة على قوة ومتانة القطاع وقدرته على مواصلة الانتعاش وتسجل معدلات نمو صحي، خلال السنوات المقبلة، رغم التحديات التي تشهدها الأسواق الخارجية، واحتدام المنافسة في السوق، مع زيادة المعروض من الغرف وانخفاض العائد.
وأرجع هؤلاء تفاؤلهم إلى المرونة التي يتمتع بها القطاع من جهة، وإلى تنوع المقومات السياحية لدولة الإمارات، فضلاً عن التوسعات الكبيرة للناقلات الوطنية التي أسهمت بدورها في ترسيخ المكانة السياحة للدولة بين الوجهات العالمية الرئيسية.
وكشف هؤلاء عن تبني القطاع سياسات وخططاً جديدة تمكنه من المحافظة على أعلى معدلات إشغال على مدار العام، وكذلك تحقيق أفضل الإيرادات، معتمدين في ذلك على رسم استراتيجيات جديدة في التسويق والترويج في الأسواق الخارجية، لتعزيز وزيادة عدد القادمين من الأسواق المستقرة والمتنامية، مثل السوق الألمانية والفرنسية والإيطالية والدول الأسكندنافية والصينية والهندية، واستهداف جذب قطاعات مختلفة، مثل العاملين في المهن الطبية والمعلمين وشركات الطيران وموظفي قطاع النفط والغاز والدبلوماسيين وغيرهم بحسب الاتحاد.
واعتبر هؤلاء تكثيف العلامات الفندقية المحلية والعالمية وجودها في أسواق الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي، بمثابة مؤشر قوي على فرص النمو المستقبلية في القطاع، رغم ما يحمله من تحديات على المدى القصير، لافتين إلى أن استثمارات هذه العلامات تعتمد على قراءة ودراسة الآفاق المستقبلية للأسواق قبل اتخاذ قرار التوسع، الأمر الذي يدعم فرص التفاؤل بالمستقبل، خاصة في أسواق الدولة التي تتربع على عرش القطاع السياحي في الشرق الأوسط من ناحية الأداء والخدمات والقدرات التنافسية.
ويؤكد الشيخ محمد بن فيصل القاسمي رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لـ«منافع»، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة «أتش أم أتش»، أن المجموعة تنظر إلى سوق دولة الإمارات، باعتبارها سوق النمو الأكثر أهمية لإدارة الضيافة، وبالتالي أطلقنا مجموعة كبيرة من عمليات التطوير تستهدف عدداً من الفنادق الجديدة التي تمثل أسماء تجارية متنوعة.
وأوضح أن نهج المجموعة يقوم على الاختيار الدقيق للفنادق على أساس الموقع والحجم والمعايير المطلوبة للعلامة التجارية لتقدم الجودة والخدمة؛ وذلك لأن المجموعة ليست معنية فقط بحجم محفظة الأعمال، لكن الجودة التي تقدمها من خلال علاماتها التجارية. كذلك، التجديد والتغيير في توقعات المسافرين تتطلب استباق احتياجاتهم من خلال خدمة ودودة، وتجربة لا تنسى. وأوضح القاسمي أن السياحة هي الدافع الرئيس لاقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة الإمارات، مع توقع نمو قوي في المنطقة خلال السنوات العشر المقبلة، منوهاً بالمكانة العالمية التي تتبوأها الدولة في ترتيب مؤشر تنافسية السفر والسياحة الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي، حيث جاءت في المركز الـ 24 عام 2015، متقدمة على كل دول المنطقة الأخرى.
ولفت القاسمي إلى أن المستقبل يحمل كثيراً من التفاؤل بأداء صناعة السياحة في دول المنطقة، مشيراً إلى أنه مع استضافة دبي معرض «اكسبو العالمي 2020» وكأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، فإنه من المتوقع أن نشهد قوة دافعة لتطوير مرافق بنية أساسية متنوعة لتسريع نمو قطاعي السياحة والضيافة. وبالتالي، فإن الهدف سيكون تحقيق أقصى استفادة من هذه الفرصة الهائلة من خلال الفوز بأكبر حصة ممكنة من السوق في مجلس التعاون الخليجي، خاصة في الإمارات، لتحقيق النمو المستدام.
كشف نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة «أتش أم أتش»، عن قيام المجموعة حالياً بالتفاوض بشأن بعض المشروعات الجديدة التي سوف تعزز من وجودها في هذه الأسواق الرئيسة التي نجحنا في الفوز بمركز جيد فيها.
توسعات للمستقبل
وفي سياق التوسع في العلامات الفندقية، أعلنت «مجموعة إعمار للضيافة» افتتاحها فندق «العنوان بوليفارد دبي»، أكثر الفنادق الجديدة من العلامة التجارية «العنوان للفنادق والمنتجعات»، تمهيداً لاستقبال أول ضيوفه خلال العام الحالي.
وقالت «مجموعة إعمار للضيافة»، الشركة المحلية التي تمتلك ثلاث علامات تجارية مميزة للفنادق والشقق الفندقية، إنها تعمل على توسعة محفظة علامتها الفاخرة «العنوان للفنادق والمنتجعات»، عبر الكشف عن الفندق الجديد، الذي ينفرد بموقعه الاستثنائي في «وسط مدينة دبي».
وقال باسكال دوبوي مدير عام «العنوان بوليفارد دبي»: «يعتبر (وسط مدينة دبي) أحد أرقى الوجهات في المدينة، ويساهم بدور جوهري في دعم نمو قطاعات السياحة وتجارة التجزئة والضيافة في دبي، مشيراً إلى أن مشروع (العنوان بوليفارد دبي) و(العنوان رزيدنسز بوليفارد دبي) يقدم قيمة استثنائية بفضل تصاميمه المعمارية المذهلة وموقعه الرائع وتقديمه لطيف متكامل من أفضل الخدمات».
كما أعلنت «هيلتون» العالمية توقيع اتفاقية إدارية مع شركة وارد القابضة لافتتاح فندق والدورف أستوريا، في مركز دبي المالي العالمي، ومن المتوقع أن يبدأ الفندق استقبال الضيوف في خريف عام 2017.
مستقبل السياحة
إلى ذلك، قال خالد الشرباصي المدير العام في فندق «تلال ليوا»، إن الرؤية الاستراتيجية لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ودعمها هذا القطاع وافتتاح العديد من المشاريع السياحية والترفيهية الجديدة في أنحاء الإمارة كافة، تجعلنا من المتفائلين جداً بمستقبل القطاع السياحي في دولة الإمارات بوجه عام وأبوظبي على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن فندق «تلال ليوا» لا يعتمد على الأسواق المعتمدة على صناعة النفط والغاز فقط، لذا فإن فريقنا وضع جهوده لجعل فندقنا من الواجهات الصحراوية التي تستهدف المسافرين المحليين والأجانب، وتقدم أسعاراً معقولة جداً للجميع.
وأوضح الشرباصي أنه على الرغم من التحديات التي واجهها قطاع الفنادق خلال عام 2015، نتيجة الاستمرار في تقلبات أسعار العملات في السوق العالمية والاضطرابات السياسية في العالم، إضافة إلى زيادة وعي المسافرين بشكل أفضل حول كيفية التخطيط والإنفاق في عطلتهم، إلا أننا مازلنا قادرين على الحفاظ على أعلى معايير الخدمات والتسهيلات الجاذبة للسياح، ونتوقع زيادة في مواصلة نمو الإشغال خلال عام 2016 بنسبة 10% مقارنة مع العام الماضي 2015.
وأوضح أن النمو المتزايد في قطاع الفنادق في المنطقة يزيد من التحدي القائم على استقطاب المزيد من الأسواق المختلفة، كما أن التراجع في عدد سياح السوق الروسي الذي ظل ولفترة طويلة الرافد لأكبر عدد من الزوار إلى كل من أبوظبي ودبي كان له تأثير مهم على القطاع؛ لذا ولمواجهة هذا التأثير في تراجع الزوار والسياح من هذا السوق نحن نخطط لتعزيز وزيادة عدد القادمين من الأسواق المستقرة والمتنامية مثل السوق الألمانية والفرنسية والإيطالية ومن الدول الأسكندنافية والصينية والهندية.
سياحة التسوق
بدورها، توقعت رانيا رحمة مدير المبيعات والتسويق في فندق «شاطئ الراحة» في أبوظبي، ازدهار القطاع السياحي في دولة الإمارات التي تضم أكبر وأفضل مراكز التسوق والفنادق حول العالم، كما أنها المقصد المثالي لمحبي المغامرة والإثارة في أماكن ترفيهية مختلفة مثل حلبة دبي للتزلج على الجليد، عالم فيراري أبوظبي، حديقة ياس للألعاب المائية ووتر وورلد أبوظبي، التي توفر كلها مغامرات في الثلج والماء في قلب الصحراء. أضف إلى كل ذلك المعارض العالمية التي تستضيفها الدولة والمهرجانات.
وقالت إن عام 2015 كان ممتازاً جداً بالنسبة لفندق شاطئ الراحة، ونتوقع أداءً مماثلاً خلال العام الحالي 2016 على الرغم من التحديات التي تواجه القطاع في الفترة الحالية، ونطمح إلى تحقيق نمو هامشي هذا العام مقارنة بالعام الماضي 2015 نظراً للتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط. وأشارت رحمة إلى أن الفندق سيواصل التركيز على أسواق مختلفة مثل جذب السياح المحليين في الإمارات ومن ألمانيا وبريطانيا، إضافة إلى التركيز خلال المشاركة في المعارض والمؤتمرات والاجتماعات على جذب أكبر للزوار من دول التعاون والزوار من اتحادات كرة القدم لتحقيق إشغال.
معدلات الإشغال
من جهته، قال كابيل دال مدير إدارة الإيرادات في «دانات منتجع العين»، إن السوق ككل شهد تراجعاً خلال عام 2015 بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم من حولنا، ورغم ذلك شهدنا نمواً كبيراً من حيث الإشغال خلال الشهرين الماضيين، وكانت العوائد جيدة خلال الربع الأول في فندق «دانات منتجع العين»، كما شهدنا نموا كبيراً وملحوظاً في متوسط سعر الغرفة مقارنة بالعام الماضي. وأضاف: «قمنا في (دانات منتجع العين) بوضع العديد من الخطط الاستراتيجية التي تهدف للحفاظ على الأسواق الرئيسة التي تعتبر أساسية في تعاملها معنا مثل سوق دول مجلس التعاون الخليجي».
قالت ريما الروّاس، مديرة تسويق في مجموعة «فنادق ومنتجعات دانات»، إن المجموعة ستقوم خلال المعرض بالترويج لعروضها الصيفية المميزة من خلال تقديم عروض منافسة وحصرية متاحة في جميع «فنادق ومنتجعات دانات» في أبوظبي، وسوف تستهدف حملة الترويج الصيفية التركيز على السوق المحلي، إضافة إلى التركيز على الأنشطة والعروض الترويجية التي تجذب المقيمين بالإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وستبدأ الحملة اعتباراً من الأول من مايو لتنتهي في 31 أغسطس».
وأضافت: «سيتضمن الترويج لموسم الصيف عروضاً خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث ستوافق بداية شهر رمضان 6 أو 7 يونيو، لذا ستعد مجموعة «فنادق ومنتجعات دانات» عروضاً خاصة على الغرف الرمضانية تشتمل على إفطار أو سحور مع أسعار خاصة للاستمتاع بالفعاليات خلال الليالي الرمضانية».
وقالت الروّاس: «إن سوق السفر العربي يعتبر ملتقى أساسياً لاطلاع شركائنا على أحدث التطورات التي تشهدها مجموعة فنادق ومنتجعات دانات، حيث سنركز هذا العام على العروض الترويجية والأنشطة التي تلبي طموحات المقيمين في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وذلك للحصول على حصة أكبر من السوق، حيث كانت ولا تزال أسواق الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي رافدنا الأول، لذا نسعى جاهدين للحفاظ عليه وتعزيز وجودنا فيه».