بقلم : جـلال دويــدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
أيها المواطن الشريف..
يا من أكدت دوماً انتماءك لتراب مصر.. وعبّرت في كل المناسبات عن حبك وعطائك لها. لقد حان الوقت ومن خلال ممارستك لحقك الدستوري أن تستخدم صوتك الانتخابي لاختيار الأصلح لمنصب الرئيس. إنك ومعك كل الشرفاء سوف تساهم بهذا الاختيار الوطني الجليل في إنقاذ هذا الوطن مما ألمّ به وتعرض له من كوارث في العهود السابقة وعلي مدي الشهور الماضية التي استهدفت التآمر علي ثورتك الداعية إلي التغيير والإصلاح والتقدم.. ان مسئوليتك تتركز حاليا في الالتزام بشعار.. لا.. للتخريب والفوضي.. لا.. للانفلات الامني من اجل الحفاظ علي الدولة المصرية لا.. للتسلط والهيمنة والتكويش لاحياء سياسة الحزب الوطني.
من المؤكد أنك وعندما تصبح داخل لجنة الانتخاب وبعيداً عن أي تأثيرات للرشاوي أو التسلط أو الخداع والتضليل. انك سوف تضع في اعتبارك ما اسفرت عنها تجربتك فيما سبق من انتخابات سابقة وما أسفرت عنها من سلبيات علي أوضاع مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. لابد من تذكر ما عاني منه وطننا طوال الشهور الماضية من تدهور وانحدار في اتجاه الضياع. من المؤكد ان ما تعرض له سوف يكون ماثلا أمام عينيك ليهديك إلي اختيار من يستطيع إصلاح ما فسد. إن من سيقع عليه اختيارك سوف يتحمل تأهيل سفينة الوطن من أجل الإبحار الآمن إلي بر الأمان بعيداً عن موجات المد والجذر والدوامات الخطرة التي اعترضت مسارها.
أخي المواطن الكريم..
لا أعتقد أنك تنكر ـ وفي ظل انتمائك الوطني لمصر ولمصر وحدها ـ أنك عانيت واستشعرت مرارة ما مررنا به من عمليات خداع وتضليل. لا جدال أنك اكتشفت ومن خلال الاحداث ما جري من محاولات للهيمنة والسيطرة من اجل خدمة مصالح شخصية وانتهازية بعيدة كل البعد عن مصالح هذا الوطن ورسوخه التاريخي المستمد من مبادئ حضارية شامخة. لاجدال أن هذه الحضارة والتاريخ والتراث هي التي شكلت شخصيتك المصرية العظيمة والفريدة التي تجمعت فيها خلاصة الحضارات والأعراق والثقافات وكانت الركيزة لإرساء شموخها ومبادئها القائمة علي الوسطية.
أخي المواطن ..
ان سندك في اختيارك للرئيس القادم مرهون باخلاصك وارتباطك الطويل بالقيم والمباديء والايمان الذي لا يتزعزع بكل الديانات السماوية متمسكاً بالسماحة وملتزماً دون وساطة وتسلط بشر.. بالولاء لإسلامك وتعاليمه وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام.
لا جدال يا أخي المواطن.. أنك تتطلع وتأمل في وطن مستقر مزدهر تتحقق فيه الحرية لجميع أبنائك وبعيداً عن نزعة التسلط والهيمنة التي تتبناها تيارات بعينها ليس من عائد من ورائها سوي اغتيال كل ما تنادي به الديمقراطية الصحيحة. لابد أن يكون هدفك بناء وطن يستند إلي قيمه الراسخة في الحفاظ علي وحدته ونسيجه الوطني من أن تطولها نيران الفتنة التي تستهدف هز أمنه واستقراره وتعطيل مسيرته نحو التقدم. إننا نحتاج إلي استعادة روح النضال والكفاح والتحدي التي قادت إلي النصر في حرب أكتوبر التي استعادت كرامة كل أطياف الأمة المصرية.
أيها المواطن المصري..
إنك من خلال قيمك التي ولا شك راسخة في شخصيتك.. في يدك وحدك انتشال هذا الوطن من كبوته وإعادته إلي المسار المضيء لمسيرته نحو ما نتطلع إليه جميعاً من انطلاقة مخلصة وفاعلة نحو آفاق التقدم والإنجاز في جميع المجالات. المهم أن تكون عينك مفتوحة وحواسك متنبهة لمواجهة عمليات الخداع والتضليل ومدركا لكل ما مر بك من محن تمثلت أساساً في كل محاولات التسلط والاستيلاء علي السلطات للعودة بك إلي نظام الحزب والرأي الواحد.. ان ما تم التخطيط له ليس من أجل تغيير نظامك السياسي وانما من اجل تغيير مبادئك وقيمك وتوجهاتك المرتبطة بشموخ تاريخك وحضارتك.