Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

«القَرعة».. وبنت أختها!

بقلم : محمود كامل

تتباهى «القَرعة» دائماً بشعر بنت أختها.. مثل قديم مازال حتى اليوم في ظواهر كثيرة حولنا، حيث يتباهى «حاجب المحكمة» بأن ابن أخته «قاضٍ»، ويتباهى السباك بأن عمه «عقيد» في الشرطة، وتقول الشغالة إن خالها «أستاذ» في الجامعة وإن الزمن هو الذي «رماها» على الخدمة في البيوت، في تصور قديم بأن الأعمال البسيطة عيب، مع أن أكل العيش بالحلال لا يشين أحداً حتى لو كان «جمع قمامة» البيوت.

ويحدث ذلك فقط في «المجتمعات الحائرة» بين المنطق المحلي ونظرته إلى الناس، والنظرة الدولية ونظرتها إلى الأعمال الشريفة بكل احترام. ونسمع كثيراً عن رؤساء دول بدأت حياتهم بأبسط المهن والأعمال، إلا أن الجهد الذي بذلوه في بداية المشوار هو الذي وقع بهم – مع قرب ختام المشوار – إلى «مناصب رفيعة» فور جهادهم في المعترك السياسي، بل إن الكثيرين منهم مازالوا – في مناصبهم الرفيعة – يتباهون، ولا يخجلون أبداً من بساطة البدايات، بل يرونها «أوسمة جهاد» تدل على قدرة صاحب هذا المنصب على اجتياز الصعاب، والمرور بالوطن من أي مزالق تؤرقه، ومن ثم يكون مواطنوه قد أحسنوا الاختيار، وسلموا الأمانة لمن يستطيع صيانتها وتسليمها – في نهاية مدته – مثلما تسلمها.. وأكثر.

ونعاني الآن في مصر من كثرة «القُرْع» الذين يتسابقون إلى «كرسي الحكم» مستعينين بالباروكات السياسية بديلاً عن الشعر الحقيقي الذي هو «الخبرة»، ومصارعة مصاعب الحياة، لذا نرى أحدهم يتبرأ من «جواز السفر الأمريكي» الذي كانت تحمله المرحومة الوالدة، نافياً أي علاقة لها «بالأمركة»، مع أن جواز سفر الوالدة يرقد في جيب جاكتته الشمال، ونفس المرشح لولا الشروط والمواصفات الموضوعة لأي رئيس قادم لكان أكثر المصريين فخراً بأن الوالدة أمريكية بغير ولادتها هناك، وأنه – لمزيد من الفخر – يحمل «البطاقة الأمريكية الخضراء» التي هي طريقه لجواز السفر الفاخر الذي يستطيع به دخول مطارات العالم «بغير تأشيرة».. لكن نقول إيه في «التخلف العقلي» الذي ليس قصراً عليه وحده!


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله