بقلم : محمود كامل … منذ أكثر من نصف قرن ونحن “نشد الأحزمة على البطون” طبقا لنصائح حكومية بما بدا لي وكأنه حرص صحي من الحكومة حتى لا نقع في “براثن السمنة” التي هي أصل كل البلاوي، وهي نصيحة مشكورة طبقا لما نراه على شاشات التلفزيون التي تتحدث دائما عن “أفضل رجيم” للتخلص من الأوزان الزائدة، وهي ما أغرى الكثير من المراكز الصحية على الإعلان عن برامج لفقدان عشرة كيلوجرامات من الوزن خلال يومين، وبدون ريجيم، ومعه برنامج “لزيادة وزن النحفاء” بنفس كمية إنقاصه من الزبون “التخيني” في نفس المدة بما يشي بأن المركز لديه آلية صحية تتولى نقل “الدهن” من جسد لآخر مثلما هي عمليات “نقل الدم”! وقد اضطررت بسبب التزامي بموضوع شد الأحزمة إلى زيادة “عدد خروم الحزام” وهو ما أدى إلى احتفاظي بنفس الوزن -دون زيادة أو نقص- على مدى عقود ثلاثة مضت على ذلك الالتزام لأكتشف مؤخرا أن نصف وزراء الحكومة “ملظلظين” وصحتهم زي البمب، بينما يعايروننا -ليل نهار- بالدعم الذي تقدمه الحكومة “ويكلفها المليارات” وهو زعم لم نر له أثرا على الأسعار التي تلعب معنا لعبة “القط والفار” التي يكسب فيها “القط” دائما، ثم اكتشف بعد ذلك أن الوزراء “يأكلون أكلنا” وهو ما يؤكد أنهم هم “المدعومون”، وليس نحن ذلك أنهم هم “القطط السمان” ونحن “الفئران” الهاربة دائما من “المصيدة”!
ولأن الصحف تتحدث كثيراً عن أن الدعم “لا يصل إلى مستحقيه”، وأن الحكومة تبذل أقصى الجهد في هذا الموضوع إلى درجة التفكير في تحويل الدعم إلى “كوبونات”، وهو ما لا استبشر به كثيرا، فإنني قررت التوقف تماما عن موضوع “زيادة خروم الحزام” خاصة وأن الجزء الوحيد من الحزام الذي لم تصل إليه الخروم قد اقترب كثيرا من “توكة الحزام” بما أقنعني بعرض الحزام للبيع اكتفاء بلبس “جلدة الساعة” على البنطلون بديلا لتقوم بمهمة الحزام!