بقلم : محمود كامل
من زمان قالوا: إيش تعمل الماشطة في الوش العكر، والحقيقة أنا ضد أن يطلق على إنسان -امراة كان أو رجلا- أن وشه أو وشها عكر، ذلك أن ملامح وجه الإنسان «صناعة إلهية» لا دخل لصاحبها بها، وفي أحيان كثيرة نكتشف بقرب التعامل أن البعض من هؤلاء من أكثر الناس طيبة ونقاء نفس، وأسرعهم استجابة لنداء النجدة في المواقف الصعبة، ليغطي جمال النفس على كل ما عداه، وأن كل ما عداه «زينة خارجية» تغطي صاحبتها أو صاحبها بها على كل عيوب الخُلُق التي لا يمكن -في عالم المرأة- أن يغطيها «الشعر البلوند» المصبوغ ولا العيون الزرق التي تخفي لونها الحقيقي تحت العدسات، وغالبا ما ينتهي مهرجان الخداع هذا فور «غسل الوجه» ليتلقى الزوج مع الحقيقة في فراش واحد ما يجعله يتقلب طوال الليل في انتظار الصباح لينهض إلى عمله هاربا بجلده من جمال الحسناء التي وقع مع أهلها عقد الزواج!ومن مفاجآت الحياة التي التقيت بها كثيرا أفراحا فاخرة تكلفت الملايين بقاعات أفراح الفنادق الكبرى، حيث العريس والعروسة من أبناء الطبقة الثرية يتمتع كل منهما -بالإضافة إلى شياكة الملابس- بملامح جميلة، وهي نفس مواصفات أغلب الحاضرين حتى لتبدو ليلة الزفاف تلك وكأنها لقاء النجوم في ليلة «الأوسكار» يتحركون جميعا فوق البسط الحمراء لافاجأ بعد شهر أو شهرين بوالد العروس أو العريس فور سؤاله عن أحوال العروسين بأنهما -رغم كل ما سبق- قد تطلقا، وأنها كانت جوازة «منيلة» بستين نيلة، والأغرب هو ذلك التوفيق أو كما يسميه العامة بـ «الوفق» الذي يصادف ابن صديق جميل الملامح مع ابنة صديق «متواضعة الجمال» أو العكس – مع اندهاش جمعي من فرق الجمال بين الطرفين- بأن تلك الزيجة الموفقة قد استمرت لسنين وأنها أنتجت أفضل الأولاد والبنات، بل وأفضل الأحفاد، ذلك أن كلا من العروسين قد اختار «ميزات الأعماق» ولم ينبهر بما هو فوق السطح الذي تصنعه «الماشطة»!