بقلم : محمود كامل
كعادته دائماً تحدث الرئيس الأمريكي «أوباما» في «اليوم العالمي للمرأة» عن «نصف الكوب المملوء»، تاركاً النصف الفارغ لشعوب العالم الأخرى يفعلون به ما يريدون، اكتفاءً بأن «كوب الحياة الأمريكي» مملوء للآخر، في إحساس يتصوره هو ولا يشاركه فيه الشعب الأمريكي المكتوي بنار «الأزمة المالية» الناجمة عن سوء الإدارة، وتغوّل نفوذ البنوك، وأزمة «الرهونات العقارية» التي طردت عشرات الألوف من منازلهم الملاكي فيما يسمى بهرم الحلم الأمريكي لدى كل مواطن، بأن يملك بيتاً تسترده منه البنوك ثمناً لقروض عجز المواطن الأمريكي -بسبب توالي الأزمات- عن سداد أقساط ديونها، وهي الأقساط التي -بالإضافة إلى الطرد- تهدد ذلك المواطن بسجن قد يمتد لسنوات.. يعني «موت وخراب ديار»!
ولم ينسَ الرئيس في ذلك اليوم أن «يغازل» المرأة المصرية والمرأة اليمنية بأنها تقف وراء كل التحولات الناجحة التي جرت في بلدها، بما يؤكد أن الرئيس الأمريكي ليس متابعاً لما يحدث في البلدين، وأنه يتعامى عن كل ما تعانيه شعوب المنطقة العربية بسبب ما يفعله أنصاره وحواريّوه!
ولأن الرئيس الأمريكي -بحكم موقعه العالمي- لا ينطق بغير الحكمة، فإن بيان «بيته الأبيض» في ذلك اليوم العالمي تضمن حكمة بليغة تقول: عندما تنجح المرأة تنجح المجتمعات.. والدول، وأنا معه خاصة عندما استطرد البيان أنه لا يمكن بناء الديموقراطية الحقيقية دون المشاركة الكاملة للمرأة، حيث تكون تلك المشاركة هي الطريق الوحيد للانتعاش الاقتصادي!
يتبقى بعد ذلك عتابي للرئيس الأمريكي على أنه لم يذكر الرجل في أي جزء من بيانه العالمي، بما يقطع بأن السيدة حرمه هي الآمرة الناهية في «البيت الأبيض»، وأنه مثلنا عندما ينادي زوجته مرحاً فور دخول البيت الأبيض: حبيبتي، لقد عُدتُ -بالإنجليزي طبعاً- ليتلقى من الدور الثاني إجابة: وإيه يعني ياخويا! بالإنجليزي برضه!