Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

..وأتى الطوفان!

بقلم : محمود كامل

أعتقد أن سبب «الخرابة الاقتصادية» التي نحن فيها يعود أساساً إلى «المستوردين»، يساعدهم في «مهمتهم الشيطانية» تلك «المصدرون» إذا لم يكن الاثنان هما جهة واحدة كانت محسوبة على نظام مبارك الذي أعطى لها الضوء الأخضر بأن يفعلوا كل ما يريدون.

وبمتابعة خطى المستوردين على مدى ثلاثة عقود نستطيع أن نرصد أن كل توسع استيرادي كان يتم على حساب المصريين الذين ينتجون محلياً ما يستوردونه من الخارج، إلى درجة أن «الفول» الذي يأكله المصريون جاء من الصين، ومعه العدس «أبو جبّة».. والعدس الأصفر «الملط» أي الذي بغير جبّة، وهي الدولة التي كانوا يستوردون منها بضائع كهربائية من نوع «كناسة المصانع». والغريب أن الأسواق الأمريكية تبيع بضائع صينية بمواصفات مختلفة تماماً، مما يؤكد أن كل ما دخل مصر – طوال عصر مبارك الفاسد – كانت كل الأبواب مفتوحة له بغير أي مواصفات، وغالباً بغير جمارك، بما في ذلك الأطعمة التي كانت تلصق على تواريخ صلاحيتها التي انتهت «ستيكرز» بتواريخ صلاحية أخرى إلى «يوم القيامة العصر»، وهي الأغذية التي حولت المستوردين إلى «مليارديرات»، وحولت المشترين إلى «مراحيم»، ولعل المساعدة الأساسية التي يقدمها المصدرون للمستوردين – وهما غالباً جهة واحدة – هي تصدير كل ما تنتجه جودة الأرض المصرية، ومعه كل ما تنتجه المصانع المصرية من بضائع مستوفاة كل المواصفات .

وكان ذلك يتم لفترة قبل أن تُغلق المصانع المصرية أبوابها بسبب كثرة البضائع المشابهة، التي تباع بنصف الثمن «لتبوير» السوق و»ترويج» المستورد، حيث يزداد طابور البطالة طولاً، ويُقطع عيش العمال بالآلاف، وهم الذين كانت صيحات احتجاجهم تلتقي دائمة بمقولة مبارك الخالدة: «خليهم يتسلّوا»! وصولاً إلى مقولاته – نصيحة للمصريين – وهم يتجهون إلى ميدان التحرير: «أنا وبعدي الطوفان»، وعندما أتى الطوفان ذهب مبارك إلى شرم الشيخ انتظاراً لاستدعاء المصريين له بالعودة، متصوراً أن قصره بشرم سوف يكون الصخرة التي تعصمه من الماء، لينطبق عليه قول نوح لابنه العاصي: «لا عاصم اليوم من أمر الله»!


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله