بقلم : محمود كامل
كل من يتصور أنه «ولي أمر مصر» هو جزء من «الكابوس» الذي نعيشه في أيام المحنة هذه، ذلك أن ولي أمر مصر هو شعبها فقط، وليس كل من ينصب نفسه وليا للأمر، ذلك أنك لا يمكن أن تكون رب أسرة بالعافية، فلابد من أن تكون «أم العيال» هي زوجتك الشرعية، وأن أولادها هم من صلبك، وهو ما لا ينطبق على أي من ولاة الأمر بتوع اليومين دول الذين يتصورون أن «الأونطة» تصلح بديلا لعقد الزواج، وشهادات ميلاد العيال، خاصة وأن من يدعون زوجها هي مصر.. سيدة العذارى!
وإذا كان «النصب السياسي» قائما علي أشده في «سوق النخاسة» المنصوب هذه الأيام، فإن الخطأ القاتل الذي يرتكبه «مهرجو السياسة» مهما «لعلعت» شمس النهار، خاصة وأن أحدا من رواد تلك السوق لا يشتري شيئا، ذلك أنهم جميعا «بياعون»، يعلمون أن كل ما يعرض في السوق «مغشوش» لا يثق به أي من المصريين الذين ينتظرون يوما تتطهر فيه السوق من كل المعروضات التي لم تعد -بعد ثورة يناير- مقبولة الشراء، وإن كان السياسيون المزيفون يحاولون ركوب موجة الثورة دون إدراك بأن الثورات الأصيلة مثل «الجياد الأصيلة» لا تسمح لغير «الفرسان» بامتطاء صهوتها!
ورغم أن السماء المصرية ملبدة الآن بكل الغيوم، وبالسحب الكثيفة التي تكاد تتصادم ببرق نشهد بريقه، وشحناته المضيئة التي قد تكون «صواعق قاتلة» بغير نقطة مطر تروي عطش الأرض المصرية -غيطان وناس- وهو المطر الذي ننتظره جميعا على أحر من الجمر، لتخضر الصحراء المصرية التي طال عطشها بحكم مبارك وفلوله التي مازالت تحاول تدمير كل ما فوق الأرض المصرية بشعار فلسطيني -لن يتحقق مثلهم- هو «إننا عائدون»! كل ما نرجوه من تلك الصواعق هو أن تنزل إلى الأرض «لتلقف ما يأفكون»، مصداقا لقوله تعالي: «فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»، وإنا لمنتظرون!