الشارقة "المسلة" …. كشفت بيانات اظهرتها قمة العرب للطيران والإعلام 2012 عن اعتزام الدول العربية استثمار نحو 200 مليار دولار في شراء طائرات جديدة خلال الـ 15 عاما المقبلة، مبينة أن المنطقة العربية تمتلك حاليا 65 شركة طيران تمتلك في مجملها نحو 1029 طائرة قيد الخدمة وتعمل في 70 مطارا تجاريا، كما تضم المنطقة 13 شركة لخدمات الطيران.
جاء ذلك خلال «قمة العرب للطيران والإعلام 2012» التي عقدت الأسبوع الماضي في الشارقة ونظمتها شركة العربية للطيران بالتعاون مع قناة «سي ان بي سي عربية» والجامعة الأمريكية في الشارقة وبمشاركة عدد من أبرز خبراء القطاع والإعلاميين في منطقة الشرق الأوسط بهدف فتح باب الحوار لمناقشة نمو قطاع الطيران في العالم العربي، والدور الذي يلعبه في تنشيط حركة السفر والنقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث ضمت قائمة المتحدثين، د.بيتر هيث، مدير الجامعة الأمريكية في الشارقة، وعبد الوهاب تفاحة، الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي AACO، وفؤاد العطار، الرئيس التجاري، ايرباص الشرق الأوسط، وكريس تايلور، نائب الرئيس في «سبيكتروم كابيتال»، المملكة المتحدة.
وأوضحت البيانات التي تداولها خبراء قطاع الطيران في المنطقة ان قطاع الطيران حاليا يضخ نحو 129 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة، في حين يوفر نحو 2.3 ملايون فرصة عمل ومن المتوقع أن يرتفع عدد المسافرين الدوليين في المنطقة خلال العقدين المقبلين إلى نحو 220 مليون مسافر في 2030 مقارنة بـ 77 مليون مسافر في العام 2010، لافتة إلى ان الإمارات تعتزم استثمار أكثر من 8 مليارات دولار في توسيع مطاراتها، ومن المتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية السنوية للمسافرين في الإمارات وقطر وحدهما إلى نحو 200 مليون مسافر بحلول العام 2018.
وفي كلمة المؤتمر الافتتاحية استعرض عادل علي الرئيس التنفيذي لمجموعة «العربية للطيران» حجم ونمو قطاع الطيران في المنطقة والتوسعات الاستثمارية في المطارات وآفاق النمو خلال السنوات المقبلة، مؤكدا القفزات التوسعية التي شهدتها مطارات الدولة خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال علي: إن نسبة المسافرين في المنطقة من إجمالي أعداد المسافرين على مستوى العالم تمثل 3% وهي نسبة قليلة، ما يعني أن قطاع الطيران لديه مجال واسع للنمو والتوسع، خاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية والموارد البشرية.
وأضاف أن قطاع الطيران الاقتصادي في المنطقة أصبح في وضع جيد جدا مقارنة بالعديد من المناطق حول العالم، مؤكدا أن هذا القطاع سيواصل نموه عاما بعد آخر، حيث إن الطيران الاقتصادي لم يأخذ وضعه الحقيقي بعد، لأن حصة شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة لم تتجاوز 20%.
من جانب آخر قال نائب المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني عمر بن غالب في الامارات: إن الهيئة تختص بتطبيق المعايير العالمية في القطاع على شركات الطيران الوطنية وإن «الهيئة» تنسق مع الشركات لتطبيق هذه المعايير وبالأخص معايير الأمن والسلامة والبيئة.
واضاف بن غالب فيما يتعلق بمشكلة ازدحام الأجواء في الدولة ان هناك لجنة مشكلة من قبل الهيئة تدرس بالتنسيق مع شركات الطيران الوطنية والعالمية مسألة الحد من سلبيات هذه المشكلة التي تسبب زيادة في نفقات التشغيل على الرحلات.
وسلط عمر بن غالب، ومدير الجامعة الأميركية في الشارقة د.بيتر هيث الضوء على النمو المتسارع لقطاع الطيران في المنطقة، وتوصلوا إلى أن «الشرق الأوسط يمر حاليا بمرحلة من التقلبات المتواصلة.
ويمكن في هذا الإطار الاقتداء بالتجارب المماثلة في أمكان أخرى من العالم، والتعرف إلى الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الصدد.
في حين يمثل فتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار في قطاع الطيران خطوة على الطريق الصحيح، مع أخذ التوقيت المناسب بعين الاعتبار حيث تتطلب مثل هذه الخطوات الكثير من الدراسات والأبحاث المعمقة».
11 % نمو قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط بنهاية 2012
قال د.نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في الشرق الأوسط مجدي صبري: إن نسبة النمو المتوقعة لقطاع الطيران في المنطقة العام الحالي ستكون بنحو 11% مقارنة بالعام 2011.
وأضاف صبري: ان توقعات نمو أعداد المسافرين خلال يناير وفبراير من العام الحالي زهاء 7.18 وأن نفس النسبة تقريبا في الإمارات، وأوضح أن حركة الشحن عن يناير وفبراير تدور حول 7.13 عالميا.
وردا على دور «إياتا» في ما يتعلق بعملية فتح الأجواء بين الدول العربية قال صبري: نعتقد أن الأجواء لابد أن تفتح وأن تعامل صناعة الطيران مثلها مثل أية صناعة، وأن دور «أياتا» في هذا الصدد هو التشجيع لتغيير سياسات الدول تجاه هذا الأمر.
الجلسة الأولى ركزت على التحديات أمام شركات الطيران بالمنطقة
ناقش خبراء قطاع الطيران خلال الجلسات الحوارية الأولى أبرز التحديات التي تواجه القطاع ودور قطاع الطيران في الاقتصاديات الناشئة وبحسب المشاركين في القمة، فإن التقلب في أسعار النفط، والنقص في سياسات الأجواء المفتوحة، تمثل التحديات الحقيقية لشركات الطيران في المنطقة، خاصة تلك التي تسير رحلاتها داخل الدول العربية.
إضافة إلى ذلك، أكد الخبراء على الحاجة الماسة إلى المزيد من المهارات والكفاءات في قطاع الطيران في الشرق الأوسط.
وسلط الخبراء خلال جلسات الحوار الضوء على النمو المتسارع لقطاع الطيران في المنطقة وأكدوا ان منطقة الشرق الاوسط تمر حاليا في مرحلة من التقلبات المتواصلة، ودعوا الى الاستفادة من تجارب الدول المماثلة في العالم في هذا المجال والتعرف إلى الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الصدد.
حيث ان فتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار في قطاع الطيران خطوة على الطريق الصحيح، ويجب الأخذ بعين الاعتبار التوقيت المناسب لذلك، حيث تتطلب مثل هذه الخطوات الكثير من الدراسات والأبحاث المعمقة.
وتحدث في الجلسة الحوارية الاولى حول دور قطاع الطيران العربي في الاقتصاديات العالمية الناشئة الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران عادل علي، وقال: ان قطاع الطيران شهد نموا في عدد المسافرين في عام 2011 على مختلف شركات الطيران وبلغ 2.8 مليار مسافر، وأضاف ان عدد شركات الطيران في العالم يبلغ 65 شركة، ويوجد 70 مطارا في العالم، ويمثل مسافرو منطقة الشرق الأوسط 3% من المسافرين العالميين وهو عدد قليل مقارنة بعدد سكان العالم العربي، كما أن 5% فقط من العاملين في قطاع الطيران هم من دول الشرق الاوسط.
الجلسة الثانية: تراجع الإيرادات بسبب توقف حركة الطيران في دول الربيع العربي
ناقشت الجلسة الحوارية الثانية تقويم اثر الربيع العربي على قطاع الطيران الإقليمي حيث تحدث فيها الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي (AACO) عبدالوهاب تفاحة قائلا ان شركات الطيران العربية واجهت تحديات صعبة خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية والربيع العربي في حين ان شركات الطيران العربية خاصة الخليجية رأت في هذه التحديات فرصة للتطور وضاعفت اعمالها بالمنطقة وفتحت اسواقا جديدة.
من جانبه أكد نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا د.مجدي صبري على ان شركات الطيران العربية عززت وجودها في سوق الطيران وحققت انجازات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية.
واضاف ان حركة الطيران في عام 2011 شهدت تراجعا بسبب توقف حركة الطيران لأشهر في عدد من الدول خاصة دول الربيع العربي، الا ان اول شهرين من العام الحالي نما قطاع الطيران بنسبة 8.3%، كما زاد حجم المبيعات 3% وهذه مؤشرات جيدة على استعادة القطاع نشاطه ونموه.
وأشار الى ان ابرز تحد الآن امام شركات الطيران العربية اعادة هيكلة بنيتها ووضع استراتيجيات جديدة تتوافق مع المعايير العلمية ومتطلبات السوق.
أما الرئيس التجاري لشركة أيرباص الشرق الأوسط فؤاد العطار فقال ان عام 2011 كان مختلفا عن الأعوام الأخرى بسبب الربيع العربي، والشركة تابعت باستمرار ما يحدث في المنطقة واثره على صناعة الطيران، حيث قامت بإعطاء تسهيلات لكثير من الدول لتشجيعها على شراء طائرات، كما استمرت الشركة في تنفيذ عقود اوامر الشراء على الطائرات التي كانت قد أبرمت قبل انطلاق شرارة الربيع العربي.
واضاف ان الشركة تقوم حاليا بتصنيع طائرات اقتصادية بحيث تستهلك وقودا اقل لزيادة الطلب على هذا النوع من الطائرات نتيجة التحديات التي تواجه صناعة الطيران نتيجة ارتفاع اسعار الوقود عالميا، كما تقوم الشركة بمساعدة شركات طيران على تدريب وتأهيل الكوادر البشرية المؤهلة للعمل في مجال الطيران.
وقال نائب الرئيس في سبيكتروم كابيتال بالمملكة المتحدة كريس تايلور ان الأزمة التي مرت بالعالم وانعكست على شركات الطيران العالمية أدت الى تراجع مداخيل شركات الطيران العالمية في حين ان شركات الطيران العربية استفادت وقامت بتحسين ادائها وجلب مزيد من الزبائن لها.