دمشق " المسلة " … أعادت وزارة السياحة ترتيب أولوياتها بما يتوافق مع المقومات السياحية لسورية والآمال المعقودة عليها في تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى معيشة المواطن عبر اعتماد آليات ومنهجيات لا تتأثر بالأجندات السياسية وخاصة في ظل الظروف الحالية التي أظهرت ضرورة التنويع في المنتجات والأسواق.
وأعدت الوزارة مؤخرا هيكلية مرنة قادرة على التعامل مع أولويات توجهاتها الحالية والمتمثلة في الترويج لسورية كمقصد سياحي وتشجيع السياحة الدينية واستثمار المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر والتوجه بالترويج شرقاً واعتماد أسس محددة لتحقيق جودة المنتج السياحي ورفع كفاءة التأهيل والتدريب وتطوير العملية التعليمية في المجال السياحي.
وذكر فيصل نجاتي مدير السياحة الدينية في الوزارة أن المديرية المحدثة مؤخرا ستعمل على إبراز التنوع والغنى الديني لسورية وما تحتويه من مواقع ذات أهمية روحية وتاريخية بالنسبة للديانتين الإسلامية والمسيحية وتوثيقها وتأمين الخدمات اللازمة لها و وضع برامج ومسارات لزيارتها بناءً على خطة ترويجية وتسويقية تسهم في تحقيق عائد اقتصادي داعم للقطاع السياحي .
وأشار إلى أن خطة عمل المديرية تهدف إلى تطوير واقع السياحة الدينية من خلال وضع قاعدة بيانات توثق كافة المواقع الدينية الموجودة والمعلومات والروايات والقصص المرتبطة بها وفرز هذه الأماكن حسب الأهمية والأولوية و وضع دراسة إحصائية عن أعداد الزوار وزيادتهم وتحديد الخدمات المطلوبة لكل موقع حسب خصوصيته من استعلامات سياحية ولوحات دلالة وإنارة وشرطة سياحية وغيرها.
وبين نجاتي أنه سيتم العمل أيضا على تحديد واقع المنشآت السياحية المستخدمة من قبل الزوار وتأهيل أدلاء سياحيين متخصصين بالسياحة الدينية وتحديد الأسواق المصدرة لهذا النوع من السياحة وإقامة نشاطات وفعاليات ترويجية داخل سورية وخارجها وتنفيذ ورشات عمل متخصصة بهذا المجال إضافة إلى المشاركة بالمعارض والندوات التخصصية.
وأوضح أن الجهات المعنية التي سيتم التنسيق معها تشمل مديريات الترويج والتسويق والإعلام والتخطيط وتقانة المعلومات والخدمات وضمان الجودة السياحية والمنشآت السياحية والهيئة العامة لتنفيذ المشاريع السياحية ومديريات السياحة بالمحافظات.
وأكد مدير السياحة الدينية أهمية إشراك القطاع الخاص في تنفيذ خطط المديرية والاشتراك في المعارض الخارجية باعتباره شريكاً رئيسياً في القطاع السياحي وضرورة التشاور مع مختلف القطاعات ذات الصلة بالمجال السياحي في اتخاذ القرارات بغية الإسهام في دفع العمل إلى الإمام و تجاوز المعيقات والصعوبات التي تعترضه.
ولفت نجاتي إلى تحضير الوزارة حالياً لعقد ورشة عمل حول السياحة الدينية وسبل تعزيزها وتطويرها بمشاركة مختلف الجهات المعنية بالموضوع من غرف سياحة ورجال دين إضافة إلى وزارات الثقافة والأوقاف والإدارة المحلية موضحا أن الاهتمام بالسياحة الدينية حاليا يأتي ضمن رؤية الوزارة لتنشيط هذا القطاع وإعادة الحيوية له بالاستفادة من خصائص هذه السياحة والتي يعد أهمها عدم تأثرها بالمواقف والظروف السياسية.
بدوره قال عماد الكركي مدير الإعلام السياحي إن مهام المديرية المحدثة تتجلى في إيصال الاستراتيجية الجديدة لكل المعنيين بهذا القطاع وتحفيزهم ليكونوا شركاء في صنع القرار والأولويات وتنشيط السياحة الداخلية وتشجيع المواطنين على إنشاء مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر في مناطقهم بغية دمج المجتمع المحلي في عملية التنمية والارتقاء بالواقع السياحي فيه و إيجاد مصادر دخل جديدة لهم.
وأضاف الكركي أن المديرية ستعمل على التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإيصال الرسائل والمعلومات التي من شأنها رفع المستوى المعرفي لدى الناس حول الكنوز والأوابد الأثرية والمواقع السياحية الجديرة بالزيارة وإبراز الصورة الحضارية لسورية ونقل الرسالة الأساسية لوزارة السياحة فيما يتعلق بتطوير السياحة الداخلية من خلال صياغة الرسائل الإعلامية حول أهم مناطق الجذب السياحي وتسليط الضوء على المواقع ذات الجدوى السياحية والاقتصادية للمستثمرين.
وأشار إلى سعي المديرية عبر نشر المواد الإعلامية لتحديد المناطق والمواقع التي تصلح كمسرح للفعاليات المختلفة وتنظيم الحملات الإعلامية الخاصة بنشاطات الوزارة إضافة إلى التحضير لعقد الندوات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية وزيارة الوفود السياحية والإعلامية ومتابعة ما ينشر عن سورية سياحياً وتوظيفه إعلامياً.
و بين الكركي أنه بهدف تطوير الموقع الإلكتروني للوزارة وتغذيته بالمعلومات والصور المناسبة ونقل نشاطات الفعاليات السياحية تم إحداث دائرة الإعلام الالكتروني التابعة للمديرية مضيفا أن هذه الدائرة ستعمل على متابعة دقة وصحة المعلومات المنشورة على المواقع الالكترونية فيما يتعلق بوزارة السياحة إضافة إلى تزويدها بالمعلومات والصور والمقالات وغيرها من المواد التي تسهم في إغناء المعلومات السياحية لدى المواطنين .
المصدر : سانا
